أطلقت السلطات الأمنية الأردنية المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين مراد العضايلة، بعد أن اعتقلته ظهر الاثنين 23 يونيو واقتادته لجهة غير معلومة، وفق مصادر حقوقية.
وبحسب قناة المملكة @AlMamlakaTV استدعى "مدعي عام محكمة أمن الدولة" المهندس مراد العضايلة في قضية أموال جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
وادعت مواقع محلية تابعة للسلطات أن "أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة ، "يدير شبكة ماليه لها امتدادات خارجية" حسب ما نقل صحيفة الرأي الأردنية.
وعبر حساب @muradadaileh الرسمي الخاص بالمهندس مراد العضايلة قال: "الإخوة والأحباب والأصدقاء، المهندس مراد العضايلة في طريقه للمنزل بعد استماع أقواله لدى المدعي العام ولله الحمد #المهندس_مراد_العضايلة".
وقبلها بنحو 4 ساعات أعلن الحساب نفسه اعتقال الأجهزة الأمنية للمهندس مراد العضايلة واقتياده لجهة غير معلومة.
https://x.com/muradadaileh/status/1937161330831860183
ومن جانبها، أعلنت كتلة جبهة العمل الإسلامي النيابية عن متابعتها "بقلق شديد" لخبر توقيف المهندس مراد العضايلة والظروف المرافقة له، وذلك في اجتماعها المنعقد اليوم.
وقالت الكتلة: إن "المهندس العضايلة بشخصية وطنية أردنية سياسية ودعوية ونقابية وخيرية ساهم عبر مسار حياته بإعلاء بنيان الوطن في مختلف الميادين، وحمايته أمام المخاطر التي تحيق به". وأشارت إلى أنه كان "منفتحاً على كل مكونات الوطن المجتمعية والسياسية وداعياً للتعاضد والوحدة ورص الصفوف".
وطالبت الكتلة بـ"إطلاق السراح الفوري عن المهندس مراد العضايلة وجميع الموقوفين"، داعيةً الجميع إلى "الارتقاء إلى مستوى التحديات الداخلية والخارجية في ظل المشهد الملتهب الذي يعصف بالإقليم".
وفي 18 مايو 2024 انتخب مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين المهندس مراد العضايلة مراقباً عاماً للجماعة.
وكان المهندس العضايلة سبق وحذف وصفه التعريفي كـ "مراقب عام لجماعة الإخوان المسلمين" من على صفحته على "تويتر" بعد ساعات من إعلان وزير الداخلية الأردني حظر جميع نشاطات جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها "جمعية غير مشروعة".
وقال الصحفي والمحلل السياسي الأردني أحمد سليمان العُمري : "في ظرف أسبوع، أقدمت السلطات الأردنية على اعتقال قيادتين بارزتين في #التيار_الإسلامي، بدءا بالقيادي #جميل_أبوبكر، #نائب #الأمين_العام لحزب #جبهة_العمل_الإسلامي، الذي تم توقيفه مطلع الأسبوع، مرورا اليوم باعتقال المهندس #مراد_العضايلة، الأمين العام للحزب، وأحد أبرز الشخصيات السياسية في البلاد.".
وأشار إلى أن "هذه التطورات لا يمكن قراءتها خارج سياق التضييق المتصاعد على التيارات السياسية ذات الحضور الشعبي والتاريخ الوطني، رغم أن الجماعة التي كان يُمثّلها هؤلاء قد تم حلّها رسميا، إلّا أن واقع تأثيرها الاجتماعي والسياسي ما زال قائما، ومن الخطأ التعامل مع ذلك كأنه ملف أمني يمكن طيّه بالاعتقالات.".
وعبر @ahmadomariy أكد أن "ما نشهده اليوم يوحي بأن هناك محاولة منهجية لهندسة التهم ضد قيادات سياسية فاعلة، بدل فتح حوار وطني جاد وشامل، يضم جميع القوى التي ساهمت تاريخيا في بناء المشهد الأردني.".
وأشار إلى أنه "لا يُبنى الإصلاح على تغييب القيادات المؤثّرة، ولا يُؤسس للاستقرار على قاعدة الإقصاء والاحتواء القسري، مثل هذه الشخصيات، بصرف النظر عن المواقف منها، تمثّل جزءا من الهوية السياسية الأردنية، ويجب أن تُستثمر في بناء الدولة لا أن تُهمّش أو تُلاحق.. بهذا فقط تُصان الدولة، وتُفتح أبواب النهضة، لا بالمسارات الأمنية الضيقة.".
https://x.com/ahmadomariy/status/1937114897659080823/photo/1
الكاتب والناشط الأمريكي ذو الأصل الفلسطيني خالد الطرعاني وعبر @turaani قال: "يواجه الأردن التحدي الوجودي الأخطر منذ نشأته، متمثلاً باليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يجاهر بفكرة الوطن البديل، والذي فرغ الوصاية الهاشمية على #المسجد_الأقصى من اي معنى لها، في ظل هذه الظروف ما هي الحكمة من اعتقال احد ابرز الوجوه السياسية في الأردن، المهندس #مراد_العضايلة, وما هي الرسالة التي أوصلتها الحكومة الأردنية واجهزتها الأمنية للأصدقاء وللأعداء، إذا اردت ان تعرف الجواب، فكر هل بن غفير وسموطرش اليوم أكثر قلقاً أم أكثر ارتياحاً..؟!!
https://x.com/turaani/status/1937115351361204613
ونقلت حسابات حقوقية تزييف منشور عبر منصات اللجان التابعة للأجهزة الأمنية الأردنية كشف أن "المخابرات الأردنية قامت بفبركة هذا الفيديو ونشره على منصاتها، كما نشرت الادعاءات ادناه، وذلك بعد أقل من ساعة على اعتقال المهندس مراد العضايلة، حيث وهو معتقل لن يتمكن من الرد ولا النفي، في الفيديو ليس صوت العضايلة، ولا كلامه، كما أن القراءة آلية، وتمت الفبركة عبر برنامج رديء.".
https://x.com/Jordanvoice2025/status/1937126251980079110
واعتقلت مخابرات ملك الأردن عبد الله الثاني المهندس مراد العضايلة بطريقة وحشية وقذرة لا تتناسب ومقامه كرجل كبير بالسن وشخصية سياسية أردنية وابن عشيرة أردنية ورجل دين .
وفي يناير الماضي نقلت منصة @Meemmag على إكس مخاطبة العضايلة لترامب وهو يوجه له رسالة غضب شعبية أردنية "خذ اليهود عندك على أمريكا"..
https://x.com/Meemmag/status/1883934244801847333
وقال مراقبون: إن "المهندس مراد العضايلة هو أول مراقب عام للإخوان المسلمين يتم اعتقاله في تاريخ الأردن، وهو أيضا أرفع شخصية إسلامية يتم اعتقاله منذ بدأت الحملة في منتصف أبريل الماضي".
وجاء اعتقال العضايلة يأتي بعد أيام من اعتقال نائب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي جميل أبوبكر.
تأسست جماعة الإخوان المسلمين في الأردن سنة 1945 على يد الشيخ عبد اللطيف أبو قورة، وهو أول مراقب عام للجماعة وافتتح الملك عبد الله الأول أول مقر لجماعة الإخوان في الأردن.
تفكيك الداخل
وفي مقال للصحفية والكاتبة الأردنية علياء الكايد بعنوان (تفكيك الداخل وإرضاء الخارج .. من يعبث بالبوصلة الوطنية؟) قالت: "أنا لست من جماعة الإخوان ولم أكن يومًا من المصفقين لتجربتهم السياسية، بل كنت وما زلت من خصومهم الفكريين، لكن هناك فارق كبير بين الخصومة السياسية والهدم الوجودي، وما يجري اليوم في الأردن ليس مجرد "تصويب قانوني" كما يدّعون، بل هو تخريب مدروس للتوازنات الداخلية، ومقامرة خطيرة تُعرض سيادة الدولة للأهواء الإقليمية.".
واستدركت "من يظن أنه يمكنه استئصال الإسلام السياسي بقرار قانوني يعتقد أنه يتلاعب بمفاتيح القوة، لكنه في الحقيقة يعيد إنتاج الوصفات القديمة التي تسببت في سقوط الأنظمة التي اعتقدت في البداية أنها تستطيع إدارة الأمر وحدها، الشاه في إيران، بن علي في تونس، ومبارك في مصر، كلهم بدأوا من هنا، من تفكيك الداخل، ومن تقديم أو راق الولاء للخارج، تحت وهم الحماية الخارجية، لكن الحقيقة التي لا مفر منها هي أن الفراغ الذي تتركه هذه السياسة لن يُملأ إلا بالفوضى.".
وتابعت "..نرى الدولة الأردنية تدير ظهرها لقوى اجتماعية كبرى في الداخل، ليس لأنها تهدد النظام، بل لأنها لم تعد تُرضي المحور الإقليمي الذي تسعى للحصول على ولائه، نحن لا نشهد صراعًا فكريًا او دستوريًا كما يقال، نحن في مواجهة هندسة إقليمية تهدف إلى تفريغ الداخل من أي قوى اجتماعية حية. السياسة أصبحت إدارة أمنية محضة، بلا وسطاء، بلا معارضة، بلا أحزاب، بلا نقابات، بلا حتى وجود حوار حقيقي.".
وأشارت إلى أنه "إذا كان النظام يعتقد أنه يستطيع أن يستأصل هذه القوى وأن يملأ الفراغ الذي سينتج عن ذلك، فهو يراهن على وهم كبير، لا يمكن للدولة أن تكون مجرد شركة يديرها قلة، ولا يمكن أن تكون السلطة بلا شراكة حقيقية مع الشعب، هذا وهم، ولن يدوم.".
وأضافت "ما يزعجني هنا ليس فقط موقف النظام تجاه الإخوان، بل ما هو أخطر من ذلك، محاولة هندسة فراغ سياسي، في الواقع، هذه السياسة تُفرغ البلاد من كل قوى المعارضة الفاعلة، وتجعل من أي حوار سياسي مجرد فارغ بلا مضمون، فهل يتصور النظام أنه حينما يستأصل الإخوان سيكتفي بذلك؟ هل يعتقد أن من صمت اليوم سيظل صامتًا غدًا؟ وهل يظن أن الذي بارك له هذا الاستئصال لن يطالبه لاحقًا باستئصال النقابات، او حل الأحزاب، او حتى خصخصة ما تبقى من سيادة؟".
وأكدت أن "إن المسألة هنا تتجاوز دعم او رفض جماعة معينة، القضية هي أن هناك مشروعًا أكبر يهدف إلى تفكيك المجتمع، وأينما تم تفكيك المجتمع، يتحول النظام إلى مجرد جهاز أمني يدير الأمور بقبضة حديدية. لكن، كما أقول دائمًا، التاريخ لا يرحم من يتجاهل دروسه.".
وحذرت من أن "النظام (في الأردن) الذي يسعى اليوم إلى تصفية الإسلام السياسي بقرارات إدارية هو نفس النظام الذي سيجد نفسه غدًا في مواجهة مع كل القوى التي تُسائل، وتُفكر، وتنظم. فراغ الداخل لا يُملأ بالسلطة الأمنية، بل بالخراب، نحن اليوم نعيش تجربة مريرة، حيث تفقد الدولة تدريجيًا قدرتها على التوازن، وكل من يظن أن هذا القرار يُعتبر انتصارًا على خصم سياسي معين، عليه أن يتأمل النتائج على المدى البعيد".
وشددت على أن "..تفكيك الجماعة، بغض النظر عن إيجابيات وسلبيات تجربتها، ليس انتصارًا على خصم سياسي، بل هو هزيمة للسياسة ذاتها، الدولة التي لا تحتمل الخصم لن تحتمل الصديق. والنظام الذي لا يعرف كيف يتعايش مع التعدد، لن يصمد حين يفقد السيطرة، إن الفراغ الذي تصنعه السياسة الحالية لن يُملأ بالدولة، بل سيمتلئ ببدائل غير متوقعة، لا تعرفها السلطات اليوم، ولن تستطيع إخراجها عندما تظهر".