إمبراطورية نفوذ عابرة للقارات .. كيف بنت عصابة «أولاد زايد» ثروة تحكم السياسة والحرب ؟

- ‎فيتقارير

 

تحقيق بريطاني مطوّل لصحيفة ديلي تلجراف يضع عائلة آل نهيان الحاكمة في قلب شبكة نفوذ اقتصادي–أمني تمتد من أبوظبي إلى أفريقيا، ويكشف تناقضًا صارخًا بين خطاب «الاستقرار والتحديث» واتهامات بتغذية الفوضى، خصوصًا في السودان، ضمن اصطفافات إقليمية تشمل التطبيع والتحالف الأمني مع إسرائيل.

 

تحالفات فوق القانون

 

يرسم التحقيق صورة لـ«الأخوة الملكيين» كأغنى أشقاء في العالم، بثروة تُقدّر بمئات المليارات وتريليون إضافي تحت نفوذ مباشر أو غير مباشر. هذه القوة المالية—بحسب الصحيفة—تحولت إلى رافعة سياسية تفتح أبواب واشنطن ولندن، وتؤمّن صمتًا غربيًا حذرًا إزاء ملفات شديدة الحساسية.

 

السودان: حين يفضح الدم شبكة المصالح

 

تحت ضغط أكبر كارثة إنسانية في العالم، تتكثف الاتهامات حول دور إماراتي مزعوم في دعم قوات الدعم السريع المتهمة بفظائع واسعة. ورغم نفي أبوظبي القاطع، يخلص التحقيق إلى أن الحرب كشفت صدعًا في السياسة الخارجية الإماراتية: دولة تسوّق نفسها كركيزة للاستقرار، بينما تُلاحقها شبهات تمكين العنف عبر وكلاء.

 

إسرائيل في المعادلة: تطبيع يتحول إلى غطاء نفوذ

 

في سياق أوسع، يضع التحقيق تمدد أبوظبي ضمن منظومة أمن إقليمي تقودها واشنطن، تشمل التطبيع والدعم الاستراتيجي لإسرائيل. هذا الاصطفاف—كما يراه نقاد—وفّر مظلة سياسية وأمنية عززت هامش الحركة الإماراتي، وخففت كلفة الانتقادات الغربية، حتى مع تصاعد الشبهات في أفريقيا.

 

«شركة دولة» أم «دولة شركة»؟

 

يخصص التحقيق مساحة لافتة لشركة القابضة الدولية (IHC)، التي تحولت في أقل من عقد من مشروع صغير إلى عملاق يفوق «شل» قيمةً، مع 1300 شركة تابعة. يربط التقرير هذا الصعود بوصول الشيخ طحنون لرئاسة مجلس إدارتها، ويورد تشبيهات غربية بـ«شركة الهند الشرقية» الجديدة: كيان تجاري يُطمس فيه الحدّ بين سلطة الدولة ورأس المال.

 

أفريقيا: نهب ناعم باسم الاستثمار

 

من الأراضي الزراعية إلى المناجم والموانئ، تُتهم الشركات الإماراتية ببناء شبكة أصول استراتيجية من المغرب إلى مدغشقر. في السودان، تُعد IHC أكبر مستثمر زراعي أجنبي، في صفقات تُوصف محليًا بـ«الاستعمار الجديد»، إذ تُصدّر العوائد إلى الخارج بينما تبقى المجتمعات المحلية على الهامش.

 

أمراء حرب على طاولة القصور

 

يوثق التحقيق علاقات مباشرة مع قادة ميليشيات في السودان وليبيا. اجتماعات مع حميدتي، وصلات مع خليفة حفتر، واتهامات أممية بتسليح وتمويل—تنفيها أبوظبي—تعزز صورة نفوذ يُدار عبر وكلاء، حيث تُقدَّم «العلمانية المسلحة» كحاجز أمام الإسلام السياسي.

 

لماذا يصمت الغرب؟

 

يجيب التحقيق بوضوح: المصالح. الإمارات شريك أمني، ومضيف للأساطيل، وبوابة استثمار وتكنولوجيا—من الذكاء الاصطناعي إلى وادي السيليكون. هذه الكتلة من المصالح، مضافًا إليها الاصطفاف مع إسرائيل، تجعل كلفة المواجهة أعلى من كلفة الصمت.

 

إمبراطورية بلا مساءلة

 

بين ثروة هائلة، وتحالفات غربية–إسرائيلية، وتمدد أفريقي سريع، يخلص التحقيق إلى أن نفوذ «أولاد زايد» بات اختبارًا حقيقيًا للنظام الدولي: هل تُقدَّم القيم وحقوق الإنسان، أم تُغَلَّب الصفقات والتحالفات—ولو على حساب دماء المدنيين؟