خلال النصف الثاني من عام 2025، شهدت مصر عدة حوادث مأساوية مرتبطة بالهجرة غير الشرعية، كان أبرزها غرق قارب قرب جزيرة كريت باليونان منتصف ديسمبر، والذي أسفر عن مصر وفقدان 27 مصريًا عثر على 14 منهم وبقي 13 بين المفقودين من الشباب.
وعلق الصحفي نظام المهداوي @NezamMahdawi قائلا: إن "خبر مصرع 14 مواطناً مصرياً حتفهم إثر غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة السواحل اليونانية "لا يبعث على الحزن في قصر الانقلابي، باني القصور الرئاسية، المستبد عبد الفتاح #السيسي؛ ذلك الذي يرى في كثافة السكان عائقاً أمام مشاريعه وصفقاته، وشريكاً ثقيلاً على سرقاته مع عصابة الجنرالات والفاسدين الذين يحكمون المصريين بالحديد والنار.".
وأضاف أن هذا النظام يعرف "أن غالبية الشعب تعيش داخل سجنٍ كبير لا تتوافر فيه مقومات الحياة الكريمة؛ سجن ينتشر فيه القمع والاستبداد، والاختفاء القسري، والقتل داخل أقسام الشرطة، والتوقيف خارج القانون".
وأشار إلى أنه "حين تُغلق كل الدروب أمام الشباب، ويُصادَر الأمل، يتساوى الموت بالحياة، وتصبح الهجرة مساوية إلى الغرق والموت خياراً أخف وطأة من البقاء.".
https://x.com/NezamMahdawi/status/2001062039368982553
ومنذ يوليو الماضي وحتى ديسمبر، النصف الثاني من العام 2025 سُجلت عدة حوادث غرق لمهاجرين مصريين غير شرعيين، أبرزها قبالة ليبيا ثم اليونان. الترتيب الزمني كالتالي: حادث طبرق (25 يوليو)، حادث آخر بطبرق (30 يوليو)، ثم مأساة قارب كريت باليونان (7 ديسمبر).
الحوادث بالترتيب الزمني (النصف الثاني من 2025)
25 يوليو 2025 – قبالة سواحل طبرق (ليبيا)
الضحايا: مقتل مصريين اثنين، وإنقاذ 10 آخرين.
التفاصيل: القارب كان يقل نحو 81 مهاجرًا أغلبهم مصريون، وانقلب قبالة وادي أطبيرق شرق ليبيا.
الناجون: جميع الناجين الذين تم إنقاذهم كانوا مصريين.
30 يوليو 2025 – قبالة سواحل طبرق (ليبيا)
الضحايا: مصرع 13 مصريًا، وانتشال 15 جثمانًا بينهم 13 مصريًا.
الناجون: تم إنقاذ 8 مصريين آخرين.
التفاصيل: القارب كان متجهًا إلى اليونان، وغالبية الضحايا من محافظة المنيا.
أغسطس 2025 – (شرق ليبيا)
حادثة غرق مركب يقل عشرات المصريين، بينهم شباب من الشرقية والدقهلية، مع فقدان عدد كبير، وتحدثت تقارير محلية عن ابتزاز أهالي الضحايا لدفع مبالغ مقابل استعادة الجثامين.
سبتمبر 2025 – المنصورة (الدقهلية)
غرق قارب يقل أكثر من 40 مهاجرًا مصريًا قبالة سواحل ليبيا.
الضحايا: عدد من شباب المنصورة وقراها، ما جعل الحادث يُعرف إعلاميًا بـ"مأساة أبناء المنصورة"، وأكد الأهالي أن المهربين وعدوا بتهريبهم إلى إيطاليا، لكن القارب غرق قبل الوصول.
أكتوبر 2025 – سواحل ليبيا
حادثة أصغر، حيث تم إنقاذ مجموعة من المصريين بعد تعطل قاربهم، لكن سُجلت وفيات محدودة، ولم تحظَ بتغطية واسعة مثل حوادث يوليو وسبتمبر.
نوفمبر 2025 – شرق المتوسط
تقارير عن فقدان مصريين في محاولة للهجرة عبر قارب متجه إلى اليونان، لكن العدد كان أقل من الحوادث السابقة، وبعض الجثامين لم يُسترد إلا بعد دفع مبالغ كبيرة للعصابات الليبية.
ديسمبر 2025 – جزيرة كريت (اليونان)
وفي 7 ديسمبر غرق مركب يقل 34 مهاجرًا، بينهم 27 مصريًا بين قتيل ومفقود من قرى الشرقية والمنيا تحولت إلى ساحات عزاء جماعية، وأثار الحادث موجة حزن واسعة في قرى مصرية، خاصة في الشرقية والمنيا.
ومعظم الحوادث وقعت في طبرق – ليبيا، وهي نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين المصريين نحو أوروبا، وأغلب الضحايا من الشباب الريفي الفقير، خاصة من محافظات الصعيد والشرقية، ما يدفعهم للمخاطرة بحياتهم بحثًا عن فرصة عمل في أوروبا، وقال الأهالي إن تكلفة الرحلة إلى أوروبا (تهريب) يكلف نحو 200 ألف جنيه للشخص الواحد.
وتساءلت تينا @Tinatarabantina "إيه حجم الناس اللي بقت عايزة تسافر وتهِجّ من البلد؟ الموضوع بقى ظاهرة… تقريبًا أي حد أقابله يقول لي مش عايز فلوس، أنا بس عايز أمشي أي حتة، ساعديني أسافر… مصر بقالها عشرات السنين (وخاصة في آخر حقبة طبعًا) بتنزف كفاءات وخبرات ولادها اللي بيطفشوا لدول تانية، في وقت إحنا أحوج ما نكون لهم، وكان أولى نحتفظ بيهم. #الخيبة_التقيلة_ياعمي".
ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية في مصر، ارتفعت محاولات الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط خلال النصف الثاني من 2025، واشارت تقارير إلى حوادث متفرقة في إيطاليا وليبيا خلال أغسطس وسبتمبر، حيث تم إنقاذ عشرات المصريين، بينما فقد آخرون في البحر.
وكشفت هذه الحوادث عن أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة، حيث أصبح البحر المتوسط مقبرة للشباب الباحثين عن مستقبل أفضل، كما أن الظاهرة مستمرة رغم الحملات الأمنية ضد شبكات التهريب، بسبب ضعف البدائل وفرص العمل داخل مصر.
ويعتبر د. محمد الشريف @MhdElsherif أن "نزيف الطبقة الوسطى والخبرات بدأ بعد ثورة 52 فى عهد عبد الناصر وقل بعد توظيف الحكومة لكل الخريجين فى الحكومة والقطاع العام وتقريبا كان سفرهم محظورا إلا بأمر الدولة وكان الأطباء والمهندسون يوظفون بأمر تكليف وفرضت تأشيرة خروج للسفر بشروط، ثم نشطت الهجرة بقوة بعد حرب 67 حيث هاجرت أفضل الكفاءات في تلك الفترة. ولكن فرص التوظف والهجرة والتجنس في الخارج كانت متاحة ومرحب بها أكثر من الآن.".
وأشار إلى أنه "..الآن الطبقة العليا والوسطى كلها تدفع أولادها للتخطيط لحياتهم في الخارج..".
ضحايا الهجرة غير الشرعية المصريين في النصف الثاني من 2025 بلغوا عشرات الشباب، كان آخرهم مأساة قارب اليونان الذي أودى بحياة وفقدان 27 مصريًا، هذه الحوادث ليست مجرد أرقام، بل تعكس أزمة اقتصادية واجتماعية تدفع الشباب إلى المخاطرة بحياتهم، وتضع الدولة أمام تحديات كبرى في معالجة أسباب الظاهرة.
حساب @egy_technocrats قال: إن غرق قارب مصريين قبالة اليونان… فشل السياسات يدفع الشباب للموت" ورأى أن "..الحادث ليس استثنائيًا، بل حلقة جديدة في سلسلة مآسٍ يتعرض لها شباب مصريون يفرّون من الفقر وانسداد الأفق.".
وأشار إلى أن "السلطات تكتفي بالحلول الأمنية، ما دفع الهجرة إلى طرق أخطر عبر ليبيا بدل معالجة جذور الأزمة.. ".
وربط بين الموت الذي يغامر به المصريون و"الإصلاح الاقتصادي" في 2016، موضحا أنه منذ ذلك الحين "اتسعت دائرة الفقر وتآكلت الأجور وارتفعت البطالة المقنّعة.. تقارير رسمية تشير لارتفاع الفقر إلى نحو 34% مع تركّزه في ريف الصعيد والوجه البحري، غياب فرص العمل والحياة الكريمة جعل الموت في البحر خيارًا أقل قسوة من البقاء.. ".
أكد أن "الدولة لم تفشل فقط في منع الهجرة، بل في توفير أسباب البقاء.. الهجرة غير الشرعية أزمة سياسية واقتصادية لا تُحل بالقمع.. وما لم تتغير السياسات، ستستمر القوارب في الإبحار وستتكرر المآسي.
https://twitter.com/egy_technocrats/status/2001682092355162125