تساءل الكاتب الصحفي وائل قنديل، ما الفرق بين أستاذ علوم سياسية أو صحافي شهير، أو سياسي، ومذيعة تجارية تدعى ريهام سعيد؟ موضحا أن الأخيرة ذهبت إلى لبنان، تبيع عبدالفتاح السيسي وبضائع وسلعًا مستعملة، في سوق المواجع السورية، وتستثمر في مأساة النزوح واللجوء، لتقول بوضاعةٍ متناهية للمصريين: احمدوا ربكم على نعمة السيسي.
وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين- "يفعل سياسيون ونواب وإعلاميون الشيء نفسه، وبصياغةٍ أكثر رقاعة، حين يبيعون السيسي، بمناسبة ضبط العصابة اللبنانية المتخصصة في الاتجار بأجساد نازحاتٍ سوريات، وقعن فريسة لتجار لحوم البشر، فيقول أحدهم، بلسان ريهام سعيد: يمكن أن يحدث هذا في نساء مصر، إذا ذهب حكم السيسي".
وأوضح أنه في الوقت الذي تغافل هؤلاء عن ممارساتٍ تقترب من حد الجرائم ضد الإنسانية، قامت بها سلطة الانقلاب ضد الأشقاء السوريين الذين ظنوا أنهم وجدوا في القاهرة ملاذاً من جحيم النظام السوري الذي لا يخفي نظام السيسي دعمه له لحظة، موضحا أن هؤلاء لا يجدون في المأساة السورية إلا مادةً لتخويف المصريين، وتفزيعهم من مصيرٍ مماثلٍ إذا رحل السيسي، على الرغم من أن ما يعانيه السوريون في الشتات الآن هو نتيجة سياسات سلطةٍ لا تختلف في بشاعتها عن سلطة عبد الفتاح السيسي.
وأشار إلى استدعاء معتز بالله عبدالفتاح، في برنامجه التلفزيوني الجديد، مصطفى بكري، لكي يطالب بمحاكمة والدة أيقونة ثورة يناير، خالد سعيد، على تعاطفها ومواساتها والدة النسخة الإيطالية من خالد سعيد، جوليو ريجيني، وبكري يصرخ، ومعتز بالله يهزّ رأسه مؤيداً، ومشاركاً في التحريض على "هؤلاء الخونة الذين يتخلفون عن نداء واجب الدفاع عن القبح الرسمي، وإجرام السلطة، وسقوط النظام سياسياً وأخلاقياً، وتحوله، في نظر العالم، إلى وكر للجرائم".
وقال إن لوثة النظام تدفعه إلى تغطية جريمةٍ بجريمةٍ جديدة، لكن إعلاميي النظام لا يدّخرون وسعاً في تعرية المغطى وفضح المستور، حين يتحوّلون إلى ميكروفوناتٍ ناطقة بالجهل والفاشية، ما يجعلها تصل إلى مرحلةٍ من الانفعال، تدفعها إلى حالة "يكاد المريب يقول خذوني" فيورّطون سادتهم الحكام في استفزاز الدوائر الإيطالية والأوروبية واستعدائها، من خلال مضغ الشعارات الكذوب عن الغرب الشرير، المشارك في مؤامرةٍ كونيةٍ على السيسي، فارس العروبة، وعز الإسلام، متناسين أنه، منذ اليوم الأول، يطرح نفسه باعتباره الخادم المطيع والجندي الأمين، لحماية الغرب وإسرائيل من مليار وستمائة مليون مسلم، يشكلون خطراً على العالم، ويمثلون تهديداً لطفلته المدللة "إسرائيل".
واختتم مقاله قائلا: "لم يستوعبوا الدرس العبقري البسيط الذي قدمته والدة جوليو: سعيكم مشكور.. لا نريد منكم عزاءً إجرامياً على هذا النحو.. لن ينسينا الحزن أن تقدّموا لنا كل فترة خمسة قرابين من دماء ضحايا أبرياء".