أبوظبي تستعد لرمضان بمسلسل يهاجم “إخوان ” الإمارات

- ‎فيعربي ودولي

أحمدي البنهاوي
لم يدع محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات، فرصة للفت الأنظار عن جريمته الواضحة، المتمثلة في تغييبه لشقيقه الأكبر خليفة بن زايد، رئيس الدولة، قسريا لأكثر من 3 أعوام، إلا وتشبث بها، بما أوحى إليه مستشاروه، وبما دانت له رؤوس حكام الخليج والعرب والعالم، بما يسيطر عليه من صناديق سيادية وسيطرة على منابع النفط.

وأخيرا، اقترح الإعلام الأمني- الشؤون العنوية في الإمارات- استغلال الإعلام والفن في صياغة حبكة درامية رمضانية، يشرف عليها مجموعة من الكتاب والمؤلفين والممثلين، لإخراج عمل ينابذ به معارضيه السياسيين، والإسلاميين منهم بشكل خاص.

فتحركت سطوة المال في قناة أبو ظبي الأولى، لتحول "الخيانة" من استضافة الصهاينة وحلفائهم كدحلان وتوني بلير على أرض الإمارات، وتحويلها إلى مرابض للرقيق الأبيض، إلى اتهام ما يسميه أمن الدولة بـ"التنظيم السري"- حركة الإصلاح في الإمارات- بداء "خيانة وطن"، الغارق فيه "محمد بن زايد" للثمالة، ثم لينسل مشوشا على جرائمه، وأكبرها إخفاء أخيه الأكبر.

"الإعلام الأمني"

المسلسل رسمي بامتياز، فمؤلفه حمد الحمادي، وهو مدير إدارة الاتصال بمكتب رئيس الوزراء وحاكم دبي محمد بن راشد المكتوم، كما أن الحمادي والمؤلف إسماعيل عبد الله يعتمدان على تحقيقات أمنية خالصة تمت تحت التعذيب للمتهمين بقضية التنظيم السري للإخوان المسلمين في الإمارات، ومنهم مصريون، فيقول الحمادي، في حوار معه في البيان: "رأيت أن الناس لا تعرف الحقيقة كاملة، لهذا أردت من خلال الرواية أن أضعهم في صورة ما حدث".

وبشكل لا لبس فيه، كان الإعلام الأمني- وهو ليس مجرد مصطلح، بل هي إدارة أمنية في المكاتب الرئيسية لوزارة الداخلية الإماراتية- موجودا في كواليس العمل الفني؛ فالممثلة "ريم علي" وجهت على صفحتها الخاصة على "فيس بوك" شكرا خاصا، ضمنت فيه "مسؤولي الإعلام الأمني"، الموجودين في بلاتوهات التصوير.

كما كشف حمد الحمادي عن أن المسلسل شارك فيه أكثر من 300 متطوع، وهو عدد عتاد الإعلام الأمني، حشده في المؤتمرات الحكومية والفعاليات الثقافية والشبابية في الإمارات.

تحريض ضد "الإخوان"

ويميل النظام الإماراتي إلى تسمية "الإصلاح" في الإمارات، وهي التسمية المعتمدة خليجيا وفي اليمن للإخوان، وذلك بدافع حشد رأي عام مضاد لطبائع الخليجيين، الذين يراعون "سرية وخصوصية" أفكارهم ومعايشهم، غير أن الناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور، كشف عن موجة تصعيد جديدة، قال: إن الإمارات ستشنها ضد الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن دبي تقوم بإنتاج مسلسل يعرض في رمضان؛ للتحريض على الإسلام السياسي وتشويهه".

وقال، في سلسلة تغريدات له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن "هذه الموجة تشهد تصاعدا خارجيا مركزا حاليا تجاه إخوان اليمن، وتشهد كذلك تصعيدا داخليا ضد منتسبي جمعية الإصلاح الإماراتية وأهاليهم".

وقال: إنه لا يخفى على أحد تزايد جرعة الهجوم في الفضاء الإلكتروني على "الإخوان" من قبل بعض الأذرع الرسمية، "التي ما فتئت تنسب كل خراب في العالم للإخوان".

وختم منصور تغريداته بالقول: إن "هذا لا يعني أنه كان هناك تراجع في الموقف، أو مراجعة حسابات في ما يتعلق بالإسلام السياسي والإخوان، وإنما يعني أخذ نفسٍ، وتفعيل خطط هجوم جديدة".

رهن إشارة

ويقف كثير من المثقفين رهن إشارة النظام في الإمارات، كما فعل الحمادي وإسماعيل عبد الله، ولكن الممثلين أيضا منهم من هم رهن الإشارة، لا سيما إن كان على عداء عقائدي مع الإصلاح في الإمارات، كمنتج العمل وزوجته، وكلاهما من أصحاب المذهب الشيعي، وهما حبيب غلوم وهيفاء حسين، أو عداء فكري كالصحفي مرعي الحليان.

وكذلك منهم من يكون في خدمة سيده، كالفنان حسين الجسمي، صاحب أغنية "بشرة خير"، فقد شارك بـأغنية تتر المسلسل.