كتب جميل نظمي:
لا بد أن يتذوق العالم مما يذيقه السيسي لشعبه، من تلاعب وتدمير لمقدراته.. نتيجه صمته عن إهداره القيم الإنسانية والاقتصادية والسياسية والحقوقية.. ذلك ما انتهى إليه خبراء السياسة والمجتمع وعلماء البيئة.
فعلى الرغم من توقيع وزير البيئة بحكومة الانقلاب خالد فهمى، على "اتفاق باريس للمناخ" فى 22 إبريل الماضى فى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، ضمن 175 دولة اتفقت على ضبط معدل ارتفاع حرارة الكرة الأرضية بحدود أقل من درجتين مئويتين وعدم تجاوزها لـ1.5 درجة، إلا أن التحركات الحكومية دوليًا، لم يقابلها جهود داخلية، خاصة أن الاتفاقية التى يلزم لإقرارها موافقة مجلس النواب لم تصل بعد إلى أعضاء البرلمان لمناقشتها، فضلاً عن قرار أصدره رئيس وزراء الانقلاب السابق، إبراهيم محلب، 964 لسنة 2015، وآخر أصدره رئيس الوزراء الانقلابي، شريف اسماعيل ــ رقم 544 لسنة 2016ــ وكلا التعديلين يُدخلان تغييرات على قانون البيئة، بما يسمح باستخدام الفحم الحجرى أو البترولى ضمن عمل عدد من المنشآت الصناعية رغم خطورة الأخير، وتقييمه ضمن أحد أهم أسباب التلوث البيئى والتغيرات المناخية.
مصريون ضد الفحم
وكانت "استراتيجية التكيف مع التغير المناخى لقطاع المياه فى مصر" والصادرة فى عام 2012 ، حذرت من خسائر اقتصادية فادحة نتيجة التغيرات المناخية، قدرتها بـ 20 مليار جنيه بحلول عام 2030، وتوقعت إلحاق الأضرار بالمنازل والأراضى الزراعية والطرق الواقعة فى زمام اجتياح مياه البحر على الدلتا، إذ تعد مصر وفقا للتقارير الدولية من أكثر الدول تضررا من التغيرات المناخية، وظهر بوادر ذلك خلال عامى 2015 و2016 من ارتفاع غير مسبوق فى الحرارة، وسيول وجفاف أراضٍ زراعية بالمحافظات.
كما حذرت حملة «مصريون ضد الفحم» من مخالفة الحكومة اتفاق باريس للحد من التغيرات المناخية، والذى يتضمن تقليل الاعتماد على الوقود التقليدى، بينما تسعى الحكومة للتوسع فى استيراد أكبر ملوث للبيئة، وتعمل على تعديل اللوائح التى تمكن المصانع القريبة من المناطق السكنية حتى 15 مترا من استخدام الفحم، دون الاعتبار للمشاكل الصحية والبيئية المتوقعة، وتقرر زيادة معدل استخدامه إلى 15% حتى عام 2022.
وتأسست «مصريون ضد الفحم» فى عام 2013 لمواجهة التحركات الحكومية لاستيراد الفحم، وبلغ المتابعون لصفحة الحركة نحو 156 ألف شخص على «فيس بوك» و10 آلاف متابع على تويتر، وتنوعت أنشطتها بين تنظيم وقفات احتجاجات وحملات توعوية وعروض فنية وافلام تسجيلية لتوعية المواطنين بأضرار الفحم، منها فيلم (الفحم.. مصر لوحة لم يرسمها فان جوخ) للمخرجة شيرين طلعت، التى عرضت فيه مشكلات أهالى يعانون من متاعب صحية بسبب قرب مساكنهم من مصانع الفحم.
وتلفت «مصريون ضد الفحم» إلى أن غبار الفحم يحتوى على مواد سامة مثل الزرنيخ والزئبق والجسيمات الدقيقة التى تلوث الهواء، وتسبب أمراضا بالجهاز التنفسى والقلب والجهاز العصبى، وتترسب فى البيئة المحيطة وتلوث المياه وتقتل الحياة البحرية، فى الوقت الذى تتكاتف فيه الدول فى حملة عالمية لإيجاد حلول لأزمة التغيرات المناخية.
