«إيدي كوهين».. الصهيوني الذي بات بإمكانه العمرة والطواف بالكعبة!

- ‎فيتقارير

“يعني إيدي كوهين يقدر يروح يعمل عمرة وأنت يا معارض للسعودية أو لمصر متقدرش تروح  تعملها في مكة.. اعملها في إيطاليا بقى”. وبعض السخرية حقيقة وبعض الحقيقة صادمة، وهذا ما أعلنه وزير الداخلية الصهيوني، أرييه درعي، بأنه وقّع على مرسوم يقضي بالسماح للصهاينة ولكل من يحمل جواز كيان العدو بالسفر إلى السعودية لأغراض تجارية ودينية!.

ويسمح مرسوم “درعي” بالمغادرة إلى المملكة العربية السعودية بشكل علني، لأول مرة منذ قيام كيان العدو الصهيوني، علمًا أن سلطات الاحتلال كانت تمنع السفر للسعودية بالجواز الصهيوني، حيث كانت تصنف السعودية كـ”دولة عدو”.

الصهاينة العرب

ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الداخلية الصهيونية، فإن المرسوم اتُخذ بقرار مشترك مع المؤسسة الأمنية ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي والجهات الأخرى ذات الصلة.

وكان السفر العلني غير الرسمي من كيان العدو الصهيوني للسعودية مقتصرًا على فلسطينيي 48، لأداء مناسك الحج والعمرة بموجب الوصاية الأردنية.

يأتي ذلك بينما تمنع السعودية القطريين من دخول المملكة منذ الأزمة الخليجية في يونيو 2017. ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية لا يستطيع القطريون الوصول إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وسط تبادل الاتهامات بين قطر والسعودية بالمسئولية عن ذلك.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين وتابعهم السفيه السيسي علاقتهم بقطر، في 5 يونيو 2017، ثم فرضوا عليها “إجراءات عقابية”، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

وتبادلت السعودية وقطر الاتهامات باستخدام الحج والعمرة أداة في خلافاتهما السياسية، وترفض السلطات السعودية بشكل قاطع وجود بعثة حج رسمية قطرية أسوة بباقي دول العالم، بحسب تصريحات رسمية قطرية.

كما تمنع الخطوط القطرية من دخول أجوائها والهبوط في مطاراتها، إضافة إلى حرمان القطريين من تداول عملتهم (الريال) داخل الأراضي السعودية.

تأتي تلك الخطوة التطبيعية من الصهاينة العرب، في وقت قالت فيه صحيفة صهيونية إن “صفقة القرن” الأمريكية ستشمل “فترة تحضير” مدتها 4 سنوات.

وتقترح “صفقة القرن”، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إقامة دولة فلسطينية بلا جيش أو سيادة، على مساحة 70% من الضفة الغربية، يمكن أن تكون عاصمتها بلدة “شعفاط” شمال شرقي القدس.

خيانة على المكشوف

الصحيفة الصهيونية التي نشرت ما قالت إنها تفاصيل جديدة لخطة السلام الأمريكية المعروفة بـ”صفقة القرن”، وفق ما نقلته عن مصادر صهيونية لم تسمها، أكدت أن ذلك يأتي انطلاقا من قناعة أمريكية بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيرفض تنفيذها، لكن ربما يقبلها خليفته.

وبحسب المصدر ذاته، فإن الخطة تسمح لكيان العدو الصهيوني بضم ما بين 30 إلى 40% من أراضي المنطقة “ج” بالضفة الغربية، وقسّمت اتفاقية أوسلو الضفة الغربية إلى 3 مناطق، هي “أ” و”ب” و”ج”، وتمثل المناطق “أ” نحو 18% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيًا وإداريًا، فيما تمثل المناطق “ب” 21%، وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية صهيونية.

أما المناطق “ج”، التي تشكّل 61% من مساحة الضفة، فتخضع لسيطرة أمنية وإدارية صهيونية، ما يستلزم موافقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية بها.

وخلال فترة التحضير لتنفيذ “صفقة القرن”، سيتم تجميد البناء في كل المنطقة “ج” التي تسيطر عليها إسرائيل، ما يعني أن بإمكان إسرائيل مواصلة النشاط الاستيطاني داخل المستوطنات القائمة دون توسيعها، بحسب المصدر ذاته.

ووفق الصحيفة، فإن الخطة تنص على إقامة دولة فلسطينية على مساحة تصل إلى نحو 70% من أراضي الضفة الغربية، بما في ذلك 30% من أراضي المنطقة “ج”.

لكنَّ الدولة الفلسطينية وفق “صفقة القرن” ستكون- بحسب “يديعوت”- بدون جيش وبلا سيطرة على المجال الجوي والمعابر الحدودية، وبلا أية صلاحية لعقد اتفاقيات مع دول أجنبية.

وتقترح الخطة الأمريكية إقامة “نفق” بين غزة والضفة الغربية يكون بمثابة “ممر آمن”، وقالت “يديعوت” إن الحديث يدور عن مسألة “حساسة للغاية لم يتم بحثها بعد على يد منظومة الأمن الإسرائيلية، نظرا لإمكانية استخدام النفق المذكور في “نقل أسلحة أو مطلوبين”.

رشوة سعودية

وتطالب “صفقة القرن” السلطة الفلسطينية بإعادة السيطرة على قطاع غزة ونزع سلاح حركتي “حماس” والجهاد الإسلامي، وفق التقرير الإسرائيلي.

وتُبقي الخطة الأمريكية على 15 مستوطنة معزولة تحت السيادة الإسرائيلية، رغم عدم وجود تواصل جغرافي لهذه المستوطنات مع إسرائيل.

ووفق الصحيفة، تنص “صفقة القرن” على الإبقاء على مدينة القدس المحتلة تحت “سيادة إسرائيل”، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف والأماكن المقدسة التي تدار بشكل مشترك بين إسرائيل والفلسطينيين.

ولا تنص الخطة على تقسيم القدس، لكن سيحصل الفلسطينيون على كل ما هو خارج حدود جدار الفصل المحيط بالمدينة المقدسة، بحسب المصدر ذاته.

وتقترح “صفقة القرن” 50 مليار دولار تقدم رشوة للفلسطينيين بحجة تمويل المشروعات في المناطق المخصصة لإقامة الدولة الفلسطينية، وبحسب “يديعوت” فإن مصادر مقربة للبيت الأبيض قالت إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، سيكون ضمن آخرين بالخليج تعهدوا أمام الأمريكيين بتوفير المبلغ المطلوب.