شاهد| دوافع الإمارات للتوسط من أجل التطبيع بين الاحتلال والدول العربية

- ‎فيتقارير

قال مسئول عسكري سوداني لصحيفة واشنطن بوست، إن الإمارات رتبت لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني ورئيس الوزراء الإسرائيلي في أوغندا بعلم السعودية ومصر.

وذكرت مصادر إسرائيلية أن البرهان طلب من نتنياهو التوسط لشطب السودان من لائحة الإرهاب الأمريكية .

ما دوافع الإمارات لتوظيف أموالها وقدراتها الدبلوماسية للقيام بدور الوسيط من أجل التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية؟ وهل رفع العقوبات عن السودان وشطبها من لائحة الإرهاب الأمريكية سبب كاف لتبرير سير عبد الفتاح البرهان في طريق تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل؟

وبحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، رتبت إذًا الإمارات لقاء عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، وبنيامين نتنياهو، في أوغندا، وكان ذلك بعلم مصر والسعودية ودائرة ضيقة من كبار المسئولين السودانيين، وذكرت المصادر الإسرائيلية أن البرهان ونتنياهو اتفقا على التعاون بما يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.

وقد شكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عبد الفتاح البرهان على مبادرته تجاه إسرائيل، مؤكدًا الالتزام بعلاقات أقوى بين الخرطوم وواشنطن، غير أن اللقاء بين البرهان ونتنياهو أثار صدمة في السودان، فقد جرى دون علم الحكومة، واعتبره قيادي في قوى الحرية والتغيير عملا خارج الاختصاصات المحددة في الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية.

فبعد أن ترأّس المجلس الانتقالي، حرص البرهان على زيارة العواصم الثلاث: القاهرة وأبو ظبي والرياض، وتلك كانت الرسالة الأكثر وضوحا لتوجهات الرجل المستقبلية المفترضة، أبو ظبي كانت الأكثر سخاء في دعمه، فأودعت والرياض مئات ملايين الدولارات في البنك المركزي السوداني .

وفي أوغندا التقى البرهان نتنياهو، فوقعت الخرطوم تحت صدمة الخبر الذي حرصت إسرائيل على بثه، فتسارع حكومة حمدوك إلى نفي علمها، فقد عرفت من الإعلام الخارجي، فلم ينسق الرجل معها، لكن واشنطن بوست تكشف ما استتر وخفي، فمن رتب اللقاء بين البرهان ونتنياهو كانت أبو ظبي ولم تكن الرياض ولا القاهرة بمعزل عنه وعن ترتيباته، فثمة مجموعة صغيرة جدا في هاتين العاصمتين كانت تعلم إضافة إلى عدد قليل من الشخصيات السودانية.

وبالنسبة لنتنياهو فإنه يوم تاريخي، فالبرهان يرغب في مساعدة بلاده في المضي قدما في عملية التحديث وإنهاء عزلتها، لكن ثمة من تساءل: ألا يحدث كل هذا إلا عبر إسرائيل؟

سؤال يقول منتقدون إنه يندرج في سلسلة تبريرات يلجأ إليها غالبا بعض الزعماء أو الأنظمة عندما يتقربون من تل أبيب، فهي كما يقولون البوابة الآمنة لقلب واشنطن والعاصمة الأكثر نفوذا لدى البيت الأبيض، والقادرة على تفكيك الاستعصاءات إذا وجدت، وما تلك في حالة السودان إلا تصنيفه على القائمة الأمريكية للإرهاب، فهل تطبيع العلاقات مع تل أبيب يكفي للقفز فوق شروط أمريكية أغلبها إجرائي لا سياسي فقط لحذف اسم الخرطوم من قائمة الإرهاب؟

وضعت الخرطوم على القائمة بتهمة دعم حركات إرهابية عام 1993 من القرن الماضي، أي في عهد البشير، واستضافة السودان أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ومطلوبين أمريكيًّا آخرين، وهو ما يعتقد أن العلاقة مع تل أبيب كفيلة بتجاوزه.

وبحسب كثيرين، فإنه لا علاقة بين سعي السودان لرفع العقوبات الأمريكية عليه بلقاء البرهان ونتنياهو، فالعلاقات مع واشنطن بدأت تدب فيها الحياة بعد الإطاحة بالبشير، ورئيس الحكومة زار واشنطن، بينما وجهت الدعوة فعليا للبرهان لزيارة الولايات المتحدة قبل لقاء عنتيبي، ما يعني بالنسبة للمتفاعلين مع الحدث أن من يقف وراء اللقاء- وقد كشفته واشنطن بوست- إما أنه يسعى لتسريع تطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن بمساعدة إسرائيل، أو أنه يريد تثبيت أركان البرهان من خلال ربطه بتل أبيب.

تبقى كلها تساؤلات عن الدوافع، لكن الإجابة عن المصير لم تأت بعد، أما بالنسبة لنتنياهو فإنه يرد في اللقاء على اجتماع وزراء الخارجية العرب ويقول للبيت الأبيض: إن خطة ترامب تمضي أسرع مما يظن التيار المتفائل في الإدارة الأمريكية، وأن هناك دولا تتلهف وتنتظر الفرصة المناسبة للحاق بقطار التطبيع.