السفارة الأمريكية بالقاهرة تدعو الصين للإفراج عن المعتقلين وتتجاهل مصر

- ‎فيأخبار

قال موقع "ميدل إيست مونيتور"، إن السفارة الأمريكية في القاهرة تعرضت لانتقادات عقب مطالبتها الصين بالإفراج عن المعتقلين وتجاهلها انتهاكات نظام عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، الذي يعتقل أكثر من 100 ألف سجين سياسي منذ استيلائه على السلطة.

وكتبت السفارة الأمريكية بالقاهرة بيانًا صحفيًا دعت فيه بكين إلى إطلاق سراح الأشخاص الذين تم اعتقالهم دون وجه حق.

وطالب البيان بالسماح لمحامي حقوق الإنسان "وانغ كوانتشانغ" بالتحرك بحرية، بما فى ذلك الانضمام إلى أسرته فى بكين، بعد أن تم إطلاق سراحه من الاعتقال غير العادل.

وكان وانغ قد اعتقل كجزء من حملة ضد أكثر من ٣٠٠ محام وناشط في مجال حقوق الإنسان في يوليو ٢٠١٥.

كما دعا البيان إلى إطلاق سراح "لي يوهان ويو ون شنغ" وغيره من المواطنين الصينيين المحتجزين؛ "سعيا إلى مجتمع أكثر إنصافا وعدلا، يحكمه حكم القانون".

وأضاف البيان: "ما زلنا نشعر بالقلق إزاء ضعف سيادة القانون في جمهورية الصين الشعبية، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب في الحجز، واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأفراد داخل حدودها".

وقد لاقت الدعوة انتقادات من قبل النشطاء والحقوقيين، متهمين سفارة أمريكا بالنفاق بسبب دعوتها للإفراج عن السجناء السياسيين في الصين، بينما يوجد 60 ألف معتقل في مصر، أحد أكبر حلفاء الولايات المتحدة.

ولفت آخرون الانتباه إلى المواطن الأمريكي محمد عماشة، وهو سجين سياسي معتقل في مصر يعاني من الربو وأمراض الجهاز المناعي، مما يجعله عرضة للإصابة بفيروس كورونا.

https://twitter.com/MicheleDDunne/status/1253045883257700357وألقي القبض على عماشة بعد أن حمل لافتة في ميدان التحرير، كتب عليها العام الماضي "الحرية للسجناء". وفي الشهر الماضي بدأ إضرابا عن الطعام احتجاجا على اعتقاله غير العادل.

وفي يناير من هذا العام، توفي مصطفى قاسم أول مواطن أمريكي يموت في سجن مصري، بعد أن حرمته سلطات السجن من الرعاية الطبية وتوفي إثر الإضراب عن الطعام.

وظل ترامب يغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، واصفا عبد الفتاح السيسي بـ"الديكتاتور المفضل".

وتأتي التغريدة والبيان الصحفي الموجه إلى الصين، في الوقت نفسه الذي أشادت فيه الولايات المتحدة بمصر على تبرعها السخي بالإمدادات الطبية.

وفي ٢١ أبريل، وصلت طائرة عسكرية تحمل أدوات تخدير ومضادات حيوية وملابس واقية وأكياس جثامين وأقنعة ومسحات اختبار إلى مطار "دولز" الدولي، فيما فُسر على نطاق واسع على أنه إشارة من مصر لتأييد ترامب والتحالف الأمريكي المصري.

وقد أثار قرار إرسال المساعدات الطبية انتقادات واسعة؛ نظرا لأن النظام الصحي في مصر يقترب من الانهيار، كما أن ١٣ في المائة من الأطباء مصابون بالعدوى بسبب النقص الحاد في معدات الحماية الشخصية المتاحة لهم.

يتساءل المصريون منذ عدة أسابيع: لماذا تقوم بلادهم بتسليم المعدات الواقية لحلفائها، بما في ذلك المملكة المتحدة وإيطاليا، في حين يواجه أطباؤها خطرًا كبيرًا بسبب النقص.

مخاوف من انتشار كورونا

وقال تقرير لوكالة “رويترز” الإخبارية، إن هناك مخاوف لدى أسر السجناء في مصر من انتشار الفيروس التاجي كورونا في السجون الضيقة، والمزدحمة بنحو 114 ألف سجين بحسب تقديرات الأمم المتحدة الأخيرة.

وأشار التقرير إلى أنه منذ ظهور أول حالة إصابة بوباء كورونا في مصر، في  14 فبراير، دعا ذوو المعتقلين ومنظمات حقوق الإنسان إلى إطلاق سراح المعتقلين، بينهم السجناء السياسيون الذين زادت أعدادهم في ظل قمع المعارضة في عهد عبد الفتاح السيسي.

وأبلغت مصر، التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة، عن 3490 حالة إصابة بفيروس كورونا جديدة، بما في ذلك 264 حالة وفاة.

وأشار التقرير، الذي نشر اليوم الأربعاء على موقع الوكالة، إلى أن المنظمات الحقوقية والمحامين والسجناء الحاليين والسابقين يقولون إن السجناء غالبًا ما يُحتجزون في زنزانات ضيقة وقذرة ويفتقرون إلى المياه الجارية والتهوية الكافية والرعاية الصحية، موضحة أن الظروف ملائمة لانتقال سريع للأمراض.

ولفت التقرير إلى خطوات الإفراج عن السجناء التي اتخذتها دول، مثل إيران وألمانيا وكندا لمحاولة احتواء وباء الفيروس التاجي “كوفيد – 19″، مبينا أن مصر لم تعط أي إشارة علنية على أنها ستفعل ذلك.

بالمقابل نبه التقرير إلى حصول “رويترز” على بيان من المركز الصحفي لوزارة الداخلية في مصر، الخميس الماضي، قال فيه إنه يتخذ جميع الإجراءات الوقائية والوقائية اللازمة لموظفي السجن لضمان التنظيف والرعاية الصحية والاختبارات داخل أماكن الاحتجاز.

وأوضح التقرير أن الحكومة علقت زيارات الأسر للسجون في 10 مارس للحد من خطر الإصابة، على الرغم من أن بعض العائلات تقول إن هذا الإجراء يجعل من الصعب عليهم توصيل الإمدادات بما في ذلك الصابون والأدوية.

وذكر التقرير أن وزارة الداخلية قالت إنها سمحت بإحضار أمتعة السجناء وتبادل الرسائل، بينما ربطت “رويترز” بين التصريح الأخير وإعلان السلطات الحكومية تنظيم جولات تحت إشراف صارم لمجمع سجن طرة المترامي الأطراف في القاهرة، حيث انهار الرئيس السابق محمد مرسي وتوفي في قاعة محكمة العام الماضي، وذلك في أعقاب تقرير لخبراء من الأمم المتحدة قال إن ظروف السجن السيئة ربما أدت مباشرة إلى وفاة مرسي وتعرض آلاف آخرين لخطر شديد.

رابط التقرير:

https://www.middleeastmonitor.com/20200423-while-praising-egypt-us-calls-on-china-to-release-political-prisoners/