مبادرة للسيسي تستهدف إنقاذ حفتر.. وتركيا: الشعب الليبي لن يرحمكم

- ‎فيتقارير

تأتي المبادرة التي أعلنها رئيس الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي بشأن وقف إطلاق النار في ليبيا لتمثل محاولة إنقاذ لمشروع حفتر العسكري والذي يتعرض لهزائم مدوية أسفرت عن تحرير جميع المواقع التي احتلها بالعاصمة طرابلس وحدودها الغربية حتى الحدود التونسية.

وأعلن السيسي ظهر اليوم السبت 6 يونيو 2020م، مبادرة تدعو إلى  وقف إطلاق النار في ليبيا، بدءا من الثامن من الشهر الجاري. وذلك في أعقاب لقاء جمعه بكل من رئيس مجلس نواب طبرق شرق ليبيا، عقيلة صالح، والجنرال الانقلابي خليفة حفتر. وورد ذلك في بيان نقلته بوابة أخبار اليوم الحكومية عن بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الانقلب في مصر.

جاءت المبادرة المصرية بالتزامن مع مبادرة "السيسي- حفتر".. الجيش الليبي يطلق عملية “دروب النصر” لتحرير سرت والجفرة من قوات حفتر. وتضمنت المبادرة تشكيل مجلس رئاسي جديد وتمثيل الأقاليم في مجلس نيابي وتوحيد المؤسسات الليبية وإعلان وثيقة دستورية تنظم المرحلة المقبلة. 

وفي مغالطة للواقع قال رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح أن الجيش الليبي التزم بالهدنة لكن حكومة السراج لم تلتزم بها.

وأضاف "صالح" خلال مؤتمر صحفي مع قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي واللواء المتمرد خليفة حفتر، أن السلطة التنفيذية تتكون من رئيس ونائبين ورئيس وزراء منفصل، على أن تكون مدة المجلس عام ونصف قد تمدد 6 أشهر أخرى، ولا تهميش لأحد أو إقصاء.

وزعم أن المبادرة وافق عليها مجلس الأمن الدولي، وكانت من مخرجات مؤتمر برلين، وتعد صحيحة حسب العرف السائد الليبي، والإعلان الدستوري الليبي، وما تم تضمنه في مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين.    

وكان السيسي استقبل صالح وحفتر بقصر الاتحادية في القاهرة، بحضور وزيري الدفاع والخارجية بحكومة الانقلاب، إضافة إلى رئيس المخابرات العامة. وأضاف أن "اللقاء يأتي باعتبار أن أمن ليبيا امتداد للأمن القومي المصري، بالاضافة إلى تأثير تداعيات الوضع الليبي الراهن على المحيط الإقليمي والدولي"، على حد تعبيره.

وردا على المبادرة قال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري: نرفض أي مبادرة لا تقوم على الاتفاق السياسي الليبي ولا مكان لحفتر في أي مفاوضات قادمة. 

وفي وقت سابق الجمعة، نقل موقع "أخبار ليبيا" أن صالح وصل القاهرة صباح الجمعة، للقاء مسؤولين مصريين وحفتر، وسط خلافات مستمرة منذ أسبوعين بين الاثنين. ويتواجد حفتر بالقاهرة منذ الأربعاء، وفق المصدر ذاته، للقاء عدد من المسؤولين المصريين "للتنسيق والتشاور حول تطورات الأوضاع الراهنة فى ليبيا".

 

ترميم العلاقة بين حفتر وصالح 

وتأتي محاولات السيسي الجمع بين عقيلة صالح وخليفة حفتر من أجل ترميم العلاقة بين الحليفين والتي توترت منذ إعلان مجلس نواب طبرق، في 25 مايو الماضي، رفضه إعلان حفتر تنصيب نفسه حاكما على ليبيا، وإسقاط الاتفاق السياسي لعام 2015.

ومن أجل ترميم هذه العلاقة والسعي لإنقاذ مشروع حفتر وتماسكه خوفا من الفشل والسقوط، ومنع انزلاق العلاقة بين الطرفين إلى مستويات لا يمكن احتواؤها، قامت مخابرات السيسي بعقد لقاءات مكثفة خلال الأيام الماضية لترميم هذه العلاقة ووقف مشاهد الصدام بينهما خوفا من انزلاقها إلى مستويات صدام دموي لا يحمد عقباه.

وبحسب مصادر بحكومة الانقلاب فإن اللقاءات، خلال اليومين الماضيين، ركزت على تصفية الخلافات بين حفتر وعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، الذي كان مواليا له. ووفقا للعربي الجديد فإن الاجتماع بدأ ظهر اليوم بمشاركة رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق عقيلة صالح، وسفراء عدد من الدول المعنية بملف الأزمة الليبية، ومن بينهم سفراء دول فرنسا وإيطاليا وروسيا وألمانيا والإمارات. وأنه سيتم خلال ساعات إصدار ما يطلق عليه نظام السيسي "وثيقة القاهرة للأزمة الليبية".

تركيا: ليبيا لن ترحمكم

وردا على جهود السيسي لترميم وإنقاذ مشروع حفتر العسكري الانقلابي، أكدت تركيا، أن الدول الداعمة لمليشيا حفتر، وفي مقدمتها مصر، تعد أكبر عائق في تحقيق الاستقرار في ليبيا. جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكسوي، أكد فيها رفض اتهامات وزير خارجية السيسي سامح شكري الباطلة ضد تركيا في ليبيا، خلال مشاركته بتاريخ 4 يونيو، في اجتماع وزراء خارجية دول المجموعة المصغرة للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة. وأشار إلى أن "حفتر الذي يحاول الإطاحة بالحكومة الشرعية في ليبيا، وإقامة كيان استبدادي آخر في المنطقة، وحكومة مصر التي تقدم له جميع أنواع الدعم، والداعمين الآخرين، يشكلون أكبر عائق أمام السلام والاستقرار في البلاد". وأضاف: "ليس من المستغرب أن يدعم أولئك الذين استلموا الحكم عن طريق الانقلاب (نظام السيسي، شخص انقلاب (حفتر)". وأشار إلى أن الدعم العسكري الذي تقدمه مصر لحفتر منذ سنوات، يشكل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن الدولي. وأكد أن الشعب الليبي، سيحمل الداعمين لحفتر، مسؤولية الفوضى وزعزعة الاستقرار في بلادهم. وشدد على أن بلاده، ستواصل دعمها للحكومة الشرعية في ليبيا بناء على طلبها، وفي إطار قرارات الأمم المتحدة، وستبذل جهودها من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في الدولة الأفريقية.

حفتر في النزع الأخير ..

وأمام الهزائم المدوية التي منيت بها مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وخسارته جميع المناطق التي احتلها في الغرب الليبي، بدأ حفتر يدرك أنه في النزع الأخير وبدت تحركاته أشبه بالتلويش قبل الخلاص منه؛ وذلك لتدبيره محاولة اغتيال ضد  حليفه عقيله صالح رئيس برلمان طبرق الذي منح الجنرال المعتوه شرعية الحديث عن بعض فئات الشعب الليبي.

وبعد هزيمته في ترهونة وجنوب العاصمة طرابلس، وبلغ تعقد المشهد في الشرق الليبي ذروته خلال اليومين الماضيين على خلفية محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح بإيعاز من نجلي الجنرال الليبي خليفة حفتر، وهي المحاولة التي لم يتم الإعلان عنها لحسابات قبلية.

وتأتي محاولة حفتر التخلص من حليفه عقيله صالح لاعتبارات تتعلق بالتنافس بينهما على كسب ثقة الرعاة الإقليميين والدوليين بعد التأكد من فشل الرهان على حفتر ومليشياته المدعومة من الإمارات  والسعودية ومصر. وحاليا يواجه حفتر ضغوطا هائلة إقليمية ودولية في أعقاب الخسائر المتتالية التي تكبدها على يد قوات حكومة الوفاق الليبية، ووصل الأمر إلى حد التوجه لإمكانية التخلي عنه واستبداله بوجه جديد.

وذكر مصدر من الدائرة الأمنية لرئيس برلمان طبرق، أن التحقيقات المبدئية كشفت أن عملية اغتيال عقيلة صالح كانت بإشراف مباشر من نجلي خليفة حفتر صدّام وخالد وشخصيات مقربة من حفتر في معسكر الرجمة ومن الدائرة الأولى لحفتر؛ كي لا يفقدوا نفوذهم.

وتابع المصدر  ــ بحسب صحيفة عربي بوست ــ  أن المحاولة كانت لإزاحة صالح من منافسة خليفة حفتر في المنطقة الشرقية، وإنهاء مبادرته السياسية التي بدأت تلقى رواجاً عند الدول الداعمة وعلى رأسها مصر والإمارات، بعد حصولهم على معلومات تفيد بقرار رئاسة الانقلاب في مصر تغيير خليفة حفتر بشخصية عسكرية أخرى. وأضاف المصدر أنَّ صالح رفض الإعلان عن المحاولة إلا بعد الرجوع للمخابرات الداعمة للاثنين، وإطلاعها على النتائج المبدئية للتحقيقات في محاولة الاغتيال، موضحاً أن عقيلة يخشى صِداماً مسلحاً بين أنصار حفتر وأنصاره من أبناء برقة على خلفية الحادثة.

والتقى عقيلة صالح خلال زيارته لمصر، مدير جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وتمّ التشاور بشأن تفاصيل المبادرة التي أعلنها عقيلة من مدينة القبة في أبريل الماضي. وأضاف المصدر أن اللواء كامل أبلغ عقيلة بإصرار الحكومة المصرية على تعيين اللواء فرج بوغالية الفرجاني، ضابط من أنصار نظام القذافي، قائداً عاماً للجيش بديلاً عن خليفة حفتر في المرحلة القادمة، مشيراً إلى أن عقيلة صالح تحفَّظ على تعيين بوغالية كبديل لحفتر.

وعلل عقيلة تحفُّظه بأن المنطقة الشرقية لا تحتمل تعيين شخصية محسوبة على النظام السابق، وأن "هناك عديداً من أمثال حفتر في معسكر شرق ليبيا، من الممكن أن تراهن عليهم مصر في حال اتُّخذ قرار بانتهاء دور خليفة حفتر وتعيين بديل له".