رغم ضعف وسطاء “التفاوض”.. قيادات “حماس” تصر على مطالبها بوجه ادعاءات “نتنياهو”

- ‎فيعربي ودولي

 

 

وسط غياب موقف معلن من الوسطاء الانقلابيين في مصر والحكومة القطرية عمن يتحمل فشل لقاءات القاهرة، وكان الشارع الإسلامي والعربي الثائر ينتظر بيانا عن لقاءات القاهرة التي حضرها رئيس المخابرات الأمريكية، وفوجئ المترقبون أن بيان اللقاءات جاء من تل أبيب، حيث قال رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتن ياهو أن مطالب حماس وهمية وعليهم التخلي عنها.


وقال نتن ياهو: “سنقاتل حتى النصر الكامل الذي يشمل عملية قوية في #رفح بعد السماح للمدنيين بمغادرة مناطق القتال.”.


بالمقابل، لا يمر يوم إلا ويظهر فيه قيادات حركة حماس ليعلنوا موقفهم من العدوان الدائر على أبناء غزة، فصباح اليوم الخميس 15 فبراير، جدد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التأكيد على أن أي اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يضمن وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش من قطاع غزة، وإنجاز صفقة تبادل جدية للأسرى، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام.

 

وهو ما سبق وأكد عليه “هنية” خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء، مشددا على أن أساس استقرار المنطقة هو إنهاء الاحتلال، ونيل الشعب الفلسطيني حقوق أرضه ومقدساته.

 

القيادي بالحركة عزت الرشق حذر في لقاء صحفي عبر شبكة الجزيرة مساء الأربعاء من التسريبات الإعلامية عن مواقف لحركة حماس لا تتبناها حماس، وإنما هي في إطار التحليلات، وقال الرشق: “مواقف حماس تعلنها في الوقت المناسب من خلال قيادتها وبيانتها الرسمية”.

 

تفصيل المطالب

 

وكان أولوية لدى القيادي بحركة حماس محمد نزال مطالبته الدول الوسيطة في المفاوضات الضغط على نتنياهو للنزول على مطالب حماس، مشددا على أن الاحتلال هو من أفشل لقاءات القاهرة، وحولها إلى لقاءات بروتوكولية.

 

وعبر شاشة “الجزيرة مباشر” أشار إلى أن المفاوضات مستمرة وأن نتن ياهو، يعتقد أنه سيحرر أسراه دون مقابل.

 

وجدد نزال مطالب حركة حماس -المفوضة من قبل المقاومة الفلسطينية- بالقول: “مطالبنا الانسحاب من قطاع غزة والإفراج عن أسرانا مقابل الإفراج عن أسرى الاحتلال”.

 

ودان “نزال” تصريحات رئيس سلطة رام الله محمود عباس التي اعتبرها مؤسفة وتساءل: “هل يعقل بعد صمت طويل يطالب محمود عباس بالإفراج عن أسرى الاحتلال، ولا يطالب بالإفراج الأسرى الفلسطينيين؟”.

 

وشدد محمد نزال على أن تصريحات محمود عباس غير مقبولة ومساندة للاسرائيليين، وألحق ذلك بتأكيد أن حماس مع قيادة فلسطينية جديدة يختارها الشعب الفلسطيني عبر صناديق الاقتراع”.

 

الرد الإيجابي

 

وفي تذكير من القيادي في حماس أسامة حمدان في مؤتمره الدوري أشار إلى أن الوسطاء، قطر ومصر أشادوا برد حماس على مقترح باريس واعتبروه رد إيجابيا.


واعتبر الثلاثاء أن رد الاحتلال يحمل تراجعا عن مقترح باريس ويضع عقبات لا تساعد في التوصل إلى مقترحات تحقق وقف العدوان.

 

وأضاف أن ما عرضه الاحتلال بشأن تبادل الأسرى يؤكد أنه غير جاد، يشار إلى أنه بعد مؤتمر أسامة حمدان انطلق أهالي الأسرى الصهاينة إلى مقر الحكومة للتظاهر ضده.

 

وكان القيادي حمدان شدد خلال مؤتمر صحفي من العاصمة اللبنانية بيروت، على أن حماس طالبت بأن تكون مصر وقطر وتركيا وروسيا والأمم المتحدة ضامنة لأي اتفاق.

 

وأضاف حمدان “نجدد تثميننا لموقف مصر في رفض كل مخططات الاحتلال ومشاريعه حول محور فيلادلفيا”.


وأكد حمدان في ختام المؤتمر، أن حماس تهدف للوصول إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار في غزة.


الأسرى الفلسطينيين

 

وقال غازي حمد، القيادي في حركة حماس: إن “الحركة لديها توجه للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.

 

تصريحات حمد جاءت بعد إعلان حماس، في وقت سابق، أنها سلمت ردها على الاتفاق الإطاري بشأن الحرب في غزة للوسطاء في مصر وقطر.

 

وأضاف حمد لوكالة “رويترز” أن “بنيامين نتنياهو يحاول إيهام الجميع أنه حقق، أو سيحقق نصرا للحفاظ على ائتلافه الحكومي”، لافتا إلى أن “الكثير من القضايا في اتفاق الإطار لم تكن واضحة، وغامضة، ولذلك استغرقنا وقتا للرد عليها”.

 

أما سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس فصرح أيضا ل”رويترز” مؤكدا أن تصريحات نتن ياهو التي رفض فيها أحدث عرض قدمته الحركة لوقف إطلاق النار في غزة تظهر أنه يعتزم مواصلة الصراع في الشرق الأوسط.

 

وأضاف أبو زهري “تصريحات نتنياهو هي نوع من المكابرة السياسية، وأنه معني باستمرار الصراع في المنطقة”.

 

وقال أبو زهري: “رسالتنا للجميع أن الحركة تعاملت بمرونة مع ورقة باريس، وهذا من موقع القوة لا الضعف وأن الحركة جاهزة للتعامل مع جميع الخيارات”.

 

ومنذ 7 فبراير يخرج نتن ياهو ليرفض مقترح وقف إطلاق النار ويتوعد بتدميرحماس وقال عن مواصلة الضغط العسكري، هو شرط أساسي لتحرير الرهائن وأمر الجيش بالتحرك أيضا في رفح والمخيمات المركزية.

 

وتوعد نتن ياهو مجددا بتدمير حركة حماس ولا يوجد بديل أمام إسرائيل سوى التسبب في انهيار حماس.

 

واقترحت حماس خطة لوقف إطلاق النار ردا على ورقة باريس وعلى مقترح مشترك من رئيس المخابرات الأمريكية والصهيونية، ومن شأن حماس تهدئة القصف الذي يتعرض له قطاع غزة منذ أربعة أشهر ونصف الشهر، وتتضمن الإفراج عن جميع الرهائن وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع والتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب.

 

ووافقت حركة المقاومة الإسلامية حماس على إطار اتفاق للتوصل إلى هدنة تامة ومستدامة على ثلاث مراحل على أن تستمر كل مرحلة 45 يوما وتشمل التوافق على تبادل الأسرى والجثامين وإنهاء الحصار وإعادة الإعمار.

 

وأضافت حماس للمقترح ملحقا مفصلا بخطوات تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق واشترطت أن يكون جزءا منه، وعرضت الحركة في المرحلة الأولى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الأطفال والنساء والمسنين والمرضى، مقابل شرط إدخال ٥٠٠ شاحنة يوميا على الأقل من المساعدات والوقود إلى كل القطاع بالمرحلة الأولى، وإدخال ٦٠ ألف مسكن مؤقت على الأقل و٢٠٠ ألف خيمة إيواء إلى القطاع بالمرحلة الأولى، وعودة النازحين لمساكنهم وضمان حرية الحركة بين شمال القطاع وجنوبه، ووقف اقتحام المستوطنين للأقصى وعودة الأوضاع في المسجد إلى ما قبل ٢٠٠٢، وإقرار خطة إعمار البيوت والمنشآت الاقتصادية والمرافق العامة خلال مدة أقصاها ٣ سنوات، وطلبت حماس إنهاء مباحثات التهدئة قبل المرحلة الثانية وضمان خروج القوات الإسرائيلية وبدء الإعمار.

 

وسلّمت حركة “حماس” ردّها المكتوب على ورقة الإطار العام للاتفاقية الشاملة المقترحة بعد اجتماع باريس لوقف الحرب في غزّة، إلى الوسيطين القطري والمصري اللذين سلما الرد بدورهما إلى الجانبين الأميركي والإسرائيلي.

 

واستضافت القاهرة قبل أسبوع جولة جديدة من المفاوضات برعاية مصرية-قطرية من أجل تهدئة الأوضاع في قطاع غزة المحاصر، بحسب ما قال مسؤول مصري لوكالة فرانس برس.

 

والثلاثاء 6 فبراير تلقت مصر ردا من حركة حماس حول “إطار لمقترح لمحاولة تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف المعنية  لوقف إطلاق النار في عزة”، بحسب ما أورد الموقع الرسمي لهيئة الاستعلامات المصرية.

 

ومنذ اندلاع العدوان الصهيوني على غزة لم تشهد الأوضاع سوى هدنة واحدة استمرت أسبوعا في نوفمبر وأتاحت إطلاق نحو 100 رهينة كانوا محتجزين في غزة ونحو 300 معتقل فلسطيني في الأراضي المحتلة.