بعد فيتو مجلس الأمن..عضوية فلسطين في الأمم المتحدة تكشف الإجرام الصهيوأمريكي

- ‎فيتقارير

 

 

كشف فشل مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة، بقبول دولة فلسطين عضوا في المنظمة، بسبب الفيتو الأمريكي عن مواصلة الولايات المتحدة الأمريكية انحيازها السافر للكيان الصهيوني، رغم جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة .

 

كان مجلس الأمن الدولي قد اجتمع خلال الأيام القليلة الماضية، للتصويت على مشروع قرار جزائري يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول دولة فلسطين عضوا في المنظمة.

 

وصوّت لصالح القرار 12 عضوا من بين أعضاء المجلس الخمسة عشر، وعارضته الولايات المتحدة وامتنعت عن التصويت المملكة المتحدة وسويسرا.

 

ولأن الولايات المتحدة الأمريكية من الدول الخمس دائمة العضوية بالمجلس، فإن معارضتها في هذه الحالة تعد استخداما لما يُعرف بحق النقض أو الفيتو الذي حال دون اعتماد مشروع القرار، رغم تصويت غالبية أعضاء المجلس لصالحه.

 

يذكر أن عجز مجلس الأمن، على خلفية استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو)، عن إصدار قرار يُمكّن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، يأتى في توقيت حرج تمر فيه القضية الفلسطينية بمفترق طرق يحتم على الدول تحمل مسئوليتها التاريخية باتخاذ موقف داعم للحقوق الفلسطينية، وخلق أفق سياسي حقيقي، لإعادة إطلاق عملية السلام، بهدف التسوية النهائية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

 

انتصار معنوي

 

من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس: إن “حصول فلسطين على العضوية الكاملة بمجلس الأمن، ما هو إلا انتصار معنوي فقط للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية على يد الاحتلال الإسرائيلي”.

 

وكشف «الرقب» في تصريحات صحفية عن أسباب خوف  الاحتلال الصهيوني من حصول فلسطين على العضوية  الكاملة بمجلس الأمن، موضحا أن العضوية ستجعل الفلسطينيين يطالبون بترسيم الحدود مع دولة الاحتلال الذي حصل على شرعيته من مجلس الأمن أيضا، وفي نهاية ذلك يعني وجود دولة فلسطينية وذلك مرفوض من الاحتلال.

 

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول بكل قوة خلال تلك الفترة الحليولة دون حصول الدولة الفلسطينية على عضوية كاملة بمجلس الأمن، لذلك قام باستدعاء سفراء الدول التي صوتت لصالح فلسطين.

 

فيتو أمريكي

 

وقال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور هيثم نايف: إن “الولايات المتحدة الأمريكية تحاول بكل قوة حماية الكيان الصهيوني، لذلك استخدمت حق الفيتو من أجل إفشال الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.

 

وأضاف «نايف» في تصريحات صحفية، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تملك حصول فلسطين على العضوية الكاملة في مجلس الأمن، وهذا غير مقبول عندهم.

 

وشدد على أن فشل حصول فلسطين على العضوية الكاملة بمجلس الأمن لن يحبط الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الفلسطينيين مصممون على انتزاع هذا الحق عاجلا أم آجلا.

 

نظام إقليمي

 

وانتقد الفنان التشكيلي محمد برطش الموقف الأمريكي، مؤكدا أن الشرق الأوسط وحده قادر على إصلاح الشرق الأوسط وعليه البحث عن طريقة لتكوين نظام إقليمي ما بعد أمريكا .

 

وقال برطش في تصريحات صحفية : “بعد إشتعال حرب كارثية مع الكيان الصهيوني في قطاع غزة، قامت إدارة بايدن بنقل حاملتي طائرات مجموعات هجومية وغواصات تعمل بالطاقة النووية إلى الشرق الأوسط، مما يزيد من احتمالية التطرف الإقليمي” .

 

وشدد على ضرورة القيادة التعاونية الحقيقية ونبذ الخلافات البينية بين دول المنطقة لتولي المسؤولية المشتركة، مؤكدا أنه لا يمكن لمنتدى أمني إقليمي بمفرده أن يحقق السلام في الشرق الأوسط، ولا يمكن لأي مبادرة بمفردها أن تفعل ذلك.

 

وأضاف برطش، بعد رفض قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الذي اقترح دولتين لشعبين، كانت الحرب نتيجة حتمية، ومن هنا تأسست دولة الاحتلال؛ وأصبح ملايين الفلسطينيين لاجئين .

 

وأشار إلى أن نتنياهو، أقنع حكومته أنه ليس لديهم شريك فلسطيني للسلام، وسعى إلى إدارة الصراع من خلال كبح جماح السلطة الفلسطينية، معربا عن كراهيته لحل الدولتين لتعزيز حكمه في غزة .

 

وأكد برطش أن الكيان الصهيوني يمارس منذ عشرة عقود من الاحتلال التشريد والتمييز العنصري والعنف الممنهج، لافتا إلى أن المذبحة التي يرتكبها الصهاينة في الأراضي المحتلة أدت إلى استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطيني وإصابة نحو مائة ألف، بجانب تشريد أكثر من 2 مليون في انتهاك واضح للقانون الدولي.

 

وأوضح أن الفلسطينيين يواجهون عقابا جماعيا على مدار 75 عاما، مما يحد من وجود أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية، معتبرا أن فشل مجلس الأمن في وقف إطلاق النار بقطاع غزة انتكاسة دولية وإنسانية أخرى وازدواجية في المعايير مقارنة بالحرب الروسية الأوكرانية.

 

وقال برطش: إن “موقف جنوب إفريقيا ينبع من دولة ذاقت مرارة التفرقة العنصرية على مدى سنوات طويلة وتفهم معاناة الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن موقف نيلسون مانديلا من القضية الفلسطينية ودعمه الدائم للرئيس الراحل ياسر عرفات لا ينسى”.

 

وأضاف، هناك توحد في الموقف الأوروبي والأمريكي المنحاز للصهاينة رغم مرور أكثر من 7 أشهر من الإبادة، مؤكدا أن فكرة الحل الدائم لا يمكن أن يأتي إلا من خلال نهج إقليمي يتضمن طريقا إلى إقامة الدولة الفلسطينية.

 

تركيا 

 

وأكد الدكتور عمرو الشوبكي، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن تحويل انتقاد دولة الاحتلال من كلام في الإعلام إلى مواقف عملية على الأرض خطوات مطلوبة للضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان الغاشم.

 

وقال الشوبكي في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “تبقي كل التحركات الفعلية من أجل الضغط على إسرائيل من خارج العالم العربي من جنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعض الدول الأوربية وجانب من نواب وقيادات الحزب الديمقراطي الأمريكي، وأيضا تركيا وماليزيا واندونيسيا.”.

 

وأشاد بإعلان تركيا  أنها ستفرض قيودا على تصدير منتجات من 54 فئة مختلفة إلى الاحتلال الصهيوني، حتى يتم إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 

وأضاف الشوبكي : “أخيرا خطوة تركية متأخرة بوقف تصدير سلع وأدوات بناء كالحديد والأسمنت والفولاذ إلى الصهاينة والإعلان عن خطوات تصعيديه، مشيرا إلى حديث وزير خارجية فرنسا الذي قال فيه: إن “هناك إمكانيه لفرض عقوبات على إسرائيل في حال استمرت في وضع قيود على دخول المساعدات لغزة”.