النتائج بعد العيد.. أقارب الجهات السيادية “أولى بالمعروف” حتى في امتحانات الثانوية!

- ‎فيتقارير

في الوقت الذي تنص فيه قواعد دخول امتحانات الثانوية العامة والشهادات العامة عموما، على منع أي معلم أو إداري بالتربية والتعليم من الندب او العمل في لجان المراقبة أو التصحيح إذا كان له قريب من الدرجة الرابعة يؤدي الامتحانات، فتح وزير تعليم الانقلاب طارق شوقي جميع كنترولات الثانوية بالقاهرة والمحافظات على مصراعيها أمام ضباط ما يعرف بالجهات الأمنية والقضائية.

وكشفت مصادر بكنترول القاهرة ( أ ) أن تعليمات صدرت من الوزير الانقلابى ونائبه المشرف على الامتحانات بتقديم كافة التيسيرات والسماح لهم بدخول مقار التصحيح رغم عدم قانونية ذلك.

وقالت المصادر إن رؤساء القطاعات الرئيسية للامتحان أجبروا المصححين على إضافة درجات بدون وجه حق لأبناء ضباط جيش وشرطة وقضاة وغيرها من الأجهزة الأمنية بزعم أن هذا حق البلد عليهم وأن أولادهم أولى بالشفاعة.

وشددت المصادر أن هذا التلاعب والمجاملات كانت تتم كل عام ولكن تم التوسع بها هذا العام بسبب جائحة كورونا ومزاعم هذه الجهات أن أولادهم أو أقاربهم لم يتمكنوا من المذكرة بالشكل الكافي، بسبب غلق مراكز الدورس الخصوصية، ووقف الدراسة.

تهديدات بالاعتقال والنتماء لجماعة إرهابية

وأشارت المصادر إلى أن بعض المعلمين تعرضوا للتهديد بالاعتقال وإلصاق تهمة أنهم تابعون لجماعة إرهابية ويعملون ضد مصر لمجرد أنهم علقوا فقط وأكدوا أن جائحة كورونا كانت على جميع الطلاب وليسوا على أبناء وأقارب الضباط والجهات السيادية والقضائية.

كما كشفت المصادر عن استمرار عمل لجان امتحان خاصة بالقاهرة والجبزة، وغيرها من اللجان المركزية بعواصم المحافظات مثل كنترول المنصورة والإسماعيلية وأسيوط حيث يقع الكنترول المركزى لمحافظات الصعيد بأكملها، لأبناء هذه الجهات، وتوقعت المصادر أن تكون النتائج صادمة ونسبة النجاح ومعدل المجاميع أقل من العام الماضي نظرا لظروف كوورنا وعدم تمكن الطلاب من الانتظام في مجموعات الدورس الخصوصية، فضلا عن توقف الدراسة وعدم وجود نظام تعليمي إلكتروني مثل أي دولة محترمة.

وقالت المصادر إن المستفيد هذا العام في ظل ثانوية كورونا سيكون لأبناء وأقارب الجهات الأمنية والسيادية وغيرها من الذين تمكنوا من عمل لجان خاصة. 

الامتحانات وكورونا 

وكان نائب وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب ورئيس امتحانات الثانوية العامة رضا حجازي، قد أعلن الأحد، إن موعد إعلان نتيجة امتحانات الثانوية العامة سيكون عقب عيد الأضحى. وإن الجهات الأمنية والسيادية تقوم بعمليات الرصد والتتبع لصفحات الغش في امتحانات الثانوية العامة، مؤكدًا أنه تم رصد حتي الاَن 65 جروب للغش الإلكتروني على تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي.

ويؤدي امتحانات الثانوية العامة حاليا نحو 653 ألف طالب هذا العام، موزعين على 56 ألف لجنة امتحان، وتستمر الامتحانات على مدار شهر كامل، حيث بدأت في 21 من يونيو، وتستمر حتى 21 من يوليو الجاري.

وطالبت نقابة الأطباء الحكومة من حكومة الانقلاب بتأجيل الامتحانات، خشية تفشي الوباء بين الطلاب، وقبل بدء الامتحانات بفترة، أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة الامتحانات، ودشنوا وسما بعنوان #مقاطعه_امتحانات_3ث والذي تصدر قائمة أكثر الوسوم انتشارا في مصر، حاصدا أكثر من 127 ألف تغريدة حينذاك.

لكن وزارة التربية والتعليم بسلطة الانقلاب ردت قائلة: "الامتحانات تمثل قرار دولة بأكملها، وإن الدولة ستوفر كل شيء ممكن لتأمين الطلاب"، وأكد وزير التعليم إجراء الامتحانات في موعدها "بتأمين وتعقيم كاملين".

امتحانات بدون دورس أومدارس

ولم تراع حكومة الانقلاب ظروف طلاب هذه الثانوية العامة وتعمدت صعوبة الامتحانات فى عدد من المواد العلمية والأدبية رغم ظروف طلاب هذه الدفعة من تعطل الدراسة بالمدارس، وكذلك بالمراكز التعليمية التي توفر الدروس الخصوصية، وذلك منذ منتصف مارس الماضي، ما جعل الطلاب والمعلمين يلجؤون إلى تقديم الدروس الخصوصية ومذكرات المراجعات النهائية، عبر منصات وتطبيقات الإنترنت. وبينما يرى بعض الخبراء أن تلك المنصات عوضت غياب الدروس الخصوصية، التي كانت تدرس وجها لوجه، رأى آخرون أنها ليست بنفس الفعالية.