هل يتخلّى “قواد التطبيع” عن الأردن وفلسطين بعد نية الاحتلال ضم أجزاء الضفة الغربية؟

- ‎فيتقارير

واصلت الأردن وفلسطين موقفهما الرافض لضم أراضي الضفة الغربية ومناطق غور الأردن، فأعلن الخميس رئيس الوزراء الأردني أنهم “مضطرون لإعادة النظر بالعلاقة مع الاحتلال في حال ضمه أية أراض فلسطينية”، كما قال “مصدر أمني” فلسطيني لقناة الجزيرة “إن السلطة الفلسطينية أبلغت الاحتلال بوقف التنسيق الأمني بشكل كامل التزاما بقرار الرئيس”، في إشارة لما صرح به الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وخارج مطلق التوقعات أن يتخذ السيسي موقفا مشابها، حتى وإن كان الأمر مقتصرا على مجرد تصريحات، وإن كان بالتنسيق مع الاحتلال، لا سيما وأن السيسي قواد عملية التطبيع بين الصهاينة من جانب والسعودية من جانب آخر، بحسب ما كشفته وسائل إعلام الاحتلال التي تحدثت في الأيام الماضية عن ترتيباتٍ للقاء بين نتنياهو ومحمد بن سلمان.

وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية: إن “رئيس الموساد وفريق نتنياهو يحاولون ترتيب زيارة لرئيس وزراء الاحتلال الصهيوني إلى دولة عربية، أو لقاء مع زعيم عربي قبيل انتخابات الكنيست القادمة، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، يتصدران قائمة أولوياتهم”.

هذا فضلا عن دعم السيسي المبدئي لصفقة القرن، ويُعتبر ضم أجزاء من الضفة من توابعها. وقال السيسي في لقاء في 2017: “فخامة الرئيس ستجدني بقوة داعمًا وبشدة لصفقة القرن!”، مخاطبًا الرئيس الأمريكي الصهيوني دونالد ترامب، في لقاء تم بينهما في البيت الأبيض.

ويرى مراقبون أن السيسي ليس من مصلحته انفجار الأوضاع في فلسطين؛ حتى لا يتحول الرفض إلى مقاومة مسلحة في الضفة الغربية.

ورغم ذلك يتوقعون أن السيسي يمكن أن يسهم بشتى الوسائل- والتي ليس من بينها الدبلوماسية- في قمع الانتفاضة بالشراكة مع الصهاينة، كما هو يشترك معهم في قصف أهل سيناء، ويتهاون لدرجة الانبطاح في السماح للطائرات الصهيونية بدخول المجال الجوي في مصر وقتل سكان شمال سيناء، وهو التعاون الذي شجع قوات الأمم المتحدة (K4)، وتحديدا الولايات المتحدة إلى الانسحاب من النقاط التي أقرتها كامب ديفيد كمراقبة في سيناء.

تقرير أمني

وتحدث مركز أبحاث صهيوني عن أن خطوات السيسي للرد هي الاكتفاء بالتنديد والشجب، من خلال “بيانات” تستنكر ضم أراضي الضفة الغربية!.

واعتبر مركز بحثي صهيوني أن ردة فعل السيسي ونظامه إزاء قرار صهيوني بضم أجزاء من الضفة الغربية لسيطرتها، ستكون منضبطة ومعتدلة.

وتحدث التقرير، الذي تابعه الباحث الفلسطيني صالح النعامي، أن السيسي يريد أن يحافظ على تجنب ما يؤثر على علاقته الاستراتيجية مع كل من الولايات المتحدة وتل أبيب.

ولن يخرج رد السيسي على قرار الضم عن رده السابق على قرار الزعم الأمريكي بـ”القدس كعاصمة لليهود” ونقل السفارة الأميركية إليها، واعتراف إدارة ترامب بالسيادة الإسرائيلية على أرض الجولان السورية المحتلة، بحيث لا تتجاوز ردة الفعل المصرية إصدار بيانات التنديد بالخطوة في المحافل الدولية، بحسب الباحث الصهيوني.

وأشارت الورقة البحثية إلى أن نظام السيسي حرص دائما على لفت الأنظار إلى الطاقة الكامنة في العوائد الاقتصادية في حال تم تطبيق “صفقة القرن”، وأنه ودول عربية أخرى يقرّون بوجوب أن تضمن الخطة الأميركية مصالح “إسرائيل” الأمنية.

الانسحاب من الاتفاقيات

بخطاب عنتري، على غرار خطابه يوم إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قال الثلاثاء، إنه يعتزم الانسحاب من الاتفاقيات والالتزامات مع الحكومتين الصهيونية والأمريكية.

وقال في كلمة متلفزة له، عقب اجتماع للقيادة الفلسطينية برام الله، للرد على التهديدات الإسرائيلية بضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

وأضاف عباس: “على سلطة الاحتلال ابتداءً من الآن، أن تتحمل جميع المسئوليات على أنها دولة احتلال لدولة فلسطين المحتلة، وما يترتب على ذلك من آثار وتبعات (وفق القانون الدولي) وخاصة اتفاقية جنيف”.

والأحد، قال نتنياهو، أمام الكنيست خلال أداء وزراء حكومته الجديدة اليمين الدستورية، إن الوقت قد حان لضم المستوطنات بالضفة الغربية.

وتشير تقديرات فلسطينية إلى أن الضم سيصل إلى أكثر من 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية.

إلغاء جزئي لـ”وادي عربة”

وقالت الإذاعة الصهيونية إنه وفي حال قامت إسرائيل بضم الغور وشمال البحر الميت، فإن عمان قد تجمد بعض بنود معاهدة السلام دون إلغائها كليا.

وأشارت “المصادر الأردنية” إلى أن الضم سيمس أولا وقبل كل شيء التعاون الأمني والعسكري مع الاحتلال، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية وتقييم الأوضاع.

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في تصريحات لمجلة دير شبيجل” الألمانية، الجمعة الماضية، أن “مسار الضم سيؤدي إلى صدام كبير، وعمان تفحص كل الخيارات”.

وسخرت دبلوماسية صهيونية يمينية من تصريحات العاهل الأردني، ودعت إلى وضع خطة لليوم التالي لملك الأردن، في إشارة إلى إزاحته عن منصبه والانقلاب عليه.

وقال جليك: إنه من المحظور السماح للملك عبد الله وتهديداته العابثة أن تقف في طريقنا في هذا الوقت لتنفيذ خطة السيادة الحيوية لتحقيق مصالح إسرائيل الاستراتيجية في ترسيم حدودها الشرقية وفقا لخطة ترامب.