بعد عام بسجن العقرب.. الطبيب أحمد سعيد كرمته ألمانيا وأهانه “السيسي”

- ‎فيأخبار

كتب أحمدي البنهاوي:

أمضى الطبيب أحمد سعيد و11 آخرين عاما في سجن العقرب، بعد مشاركته في وقفه صامتة لإحياء الذكرى الرابعة لمجزرة محمد محمود في 19 نوفمبر 2015، التي شارك في أحداثها فعليا؛ حيث كان أحد الأطباء بالمستشفى الميداني يضمد الجراح التي رسمها العسكر فصارت ذكرى "مجزرة محمد محمود".

قبل أيام كتب عنه د.محمد البرادعي على حسابه على "تويتر" ضمن هاشتاج #الحرية_لأحمد_سعيد فقال: "هل من عاقل يعتقد أن الدول تبنى بسجن خيرة شبابها؟ ثق يا أحمد وكل زملائك الأبرياء أن الحق فوق القوة والحرية لا تقبل التفاوض".

التقته شقيقته لمياء سعيد أمس في زيارة له بسجن العقرب شديد الحراسة ومعه كريم خالد فتحي والدكتور أحمد محمد سعيد ومصطفى إبراهيم محمد (إينو)، عضو حزب "العيش والحرية" ومحمد عبد الحميد محمد وجميلة سري الدين.

في آخر زيارة قال أحمد سعيد "خليهم ياخدوا من عمري سنتين ظلم دون ذنب، بس مش هبطل أفكر الناس بالشهداء والجرحى والمعتقلين وهفضل أدافع عن حقهم لحد أما أموت"، كانت تلك الكلمات آخر ما قالها د.أحمد سعيد، تهمته المشاركة في مظاهرات وخرق قانون التظاهر لتكدير السلم العام.

يذكر أنها المرة الثانية التي يصدر حكم على المتهمين من أول جلسة، خاصة وأن حكم حبسهم عامين صدر من محكمة جنح عابدين في أول جلسة، لتنتهي جميع مراحل التقاضي في القضية خلال أقل من 68 يوما فقط.

ويتمنى النشطاء والمهتمون بقضية أحمد سعيد محاكمة عاجلة له في13 يناير القادم في أولي جلسات محاكمة المتهمين معه بكسر قانون التظاهر.

الطبيب بالعقرب
وعلى الرغم من أن سجن العقرب يعج بمئات الحالات من أحمد سعيد، النابغ طبيا كان أم مهندسا أم أستاذا أكاديميا، ولكن أحمد سعيد له قصة، فهو الطبيب المتخصص في جراحة الأوعية الدموية، قدم من مقر عمله بألمانيا فوجد نفسه معتقلا ضمن 11 آخرين بسجن العقرب، لا لشئ إلا أنهم رفعوا ورق "A4" على كوبري قصر النيل، في ذكرى محمد محمود، في وقفة صامتة لم تكمل الساعة، فعوقب بالسجن في أعتى سجون مصر وأظلمها #مقبرة_العقرب.

تقول "لمياء" في تصريحات صحفية أن أحمد سعيد، 33 سنة، لا ينتمي لأي حزب سياسي، ومحروم من كافة حقوقه القانونية كمسجون وإنسان مقيد حريته، حيث حرم من الملابس الشتوية وأغطية التدفئة، ويعاني من قسوة الجو شديد البرودة، ويفترش الأرض لعدم وجود أسرة للنوم، كما حرم من حقه في التراسل والاتصال ولو بمقابل مادي، وحظرت عنه المراجع الطبية ودخول المكتبة العامة للمسجونين بل حتى الورقة والقلم درج في قائمة المحظورات، كما حرم من الأنشطة الرياضية.

واعتبرت أن ذلك الذي يعيشه "أسوأ لحظات حياته، حيث منع عنه كل شيء سواء الأغطية والكتب والمراجع الطبية، قائلة "طرقنا أبواب المسئولين، وتقدمنا بالعديد من الشكاوى لنقابة الاطباء وحقوق الإنسان من أجل بحث حالته.ولكن الزيارة مقتصرة على رؤيته لمدة 20 دقيقة كل 15 يومًا، وبصعوبة بالغة تحت إشراف المخبرين وأمناء الشرطة".
وذكرت بمقولة له ”انتمائي لكل مستضعف مظلوم٬ و لو لم يكن من ديني أو من جنسيتي٬ وضد أي سلطة متجبرة ولو من ديني وجنسيتي".

مناشدات ومطالبات
وتلقت حكومة السيسي استغاثات عديدة من رئيس الجمعية الطبية الألمانية، وتحدث البرلمان الألماني عن أحمد سعيد الذي كرمته إحدى جامعات ألمانيا، كما وضع أسمه والطبيبين إبراهيم اليماني وطاهر مختار ضمن قائمة الإفراجات التي دعت إليها مجموعة من الأطباء في اعتصام 12 فبراير الماضي أمام دار الحكمة بشارع القصر العيني.

ولم يجد أحمد سعيد وسيلة ليعترض بها على اعتقاله ومحاكمته سوى دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام بزنزانته التأديبية بسجن العقرب.. لينتظر مصيرا مجهولا من نظام قمعي.

وعلى الرغم من أن أحمد سعيد كان له دوره المشهود في خدمة بلده، حيث كان يعمل طبيبا جراحا في المملكة العربية السعودية منذ عام 2009  واستقال من عمله ليشارك في ثورة يناير.