حفتر والسيسي وبينهما روسيا!

- ‎فيأخبار

كتب: جميل نظمي

زيارة غامضة لم تستغرق سوى ساعات، التقى قادة الانقلاب العسكري الليبي خليفة حفتر وقائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي، دون إعلان رسمي، سوى ببيانات صحفية حول بحث آخر تطورات الوضع فى ليبيا.

البعض فسر أسباب الزيارة إلى التطورات الميدانية علي الأرض والانتصارات التي حققتها قوات حفتر على الأرض.

بينما تدور التكهنات حول بحث تسليح الجيش الوطني الليبي، والتفاوض مع الجانب الروسي في هذا الصدد، لا سيما في ظل استمرار قرار حظر التسليح المفروض عليه قبل أكثر من عاميين.

ويشير خبراء الاستراتيجية إلى أن مصر مرشحة للقيام بدور الوساطة بين الجيش الليبي وموسكو، لإتمام صفقات الأسلحة المطلوبة من خلال استعراض روسيا لأنواع التسليح المتاحة للتعاقد عليها من قبل الجانب المصري، ومن ثم تسليمها لحفتر، خاصة أن شحنات الأسلحة يتم تهريبها عبر الحدود البرية بين مصر وليبيا، بدلا من البحر هربًا من مصادرة تلك الشحنات قبل تسليمها.

ويرى اللواء صفوت الزيات، الخبير العسكري، أن زيارة حفتر للقاهرة تأتي في إطار مساعي الأخير لإيجاد منافذ جديدة لإمداد القوات الليبية بالسلاح، خاصة أن قوات حفتر تعتمد بشكل أساسي علي السلاح الروسي.

ورجح الزيات، أن يتم الإعتماد علي طرف ثالث يجري من خلال عقد صفقات شراء أنواع الأسلحة المطلوبة من الجانب الروسي، ومن ثم تسليمها الي قيادة الجيش الليبي، مضيفا روسيا لن تجرؤ علي توريد اسلحة مباشرة إلى ليبيا أو التدخل العسكري هناك؛ لأن روسيا وضعت نفسها في مأزق بعد تورطها في جرائم حرب في سوريا، إلى جاتب الوضع الاقتصادي السيء الذي تمر به، ما يجعلها لا تحتمل أي خروقات جديدة للقرارات الأممية، لا سيما وإنها كانت ضمن المصوتين لصالح قرار حظر التسليح من قبل.

وشدد على أن أي تدخل عسكري عربي إقليمي في الصراع الدائر علي الأراضي الليبية غير مطروح تماما، خاصة أن ليبيا تعد أحد مجالات الأمن الأوروبي، و تقع في دائرة اهتمامات حلف الناتو بالدرجة الأولي، لذا فهامش المناورة ضعيف للغاية.

وأشار إلى أن الصراع المشتعل في الساحة الليبية هي أمور تتحكم فيها أطراف غربية على رأسها أمريكا، ولن يستطيع طرف إقليمي أن يغامر أو يتدخل خارج حدود الدور اللي قد يكلف به من قبل الأطراف الكبرى.

وأوضح أن هناك انحيازًا غربيًّا بقيادة الولايات المتحدة لدعم حكومة الوفاق الوطني، وفي المقابل تدعم مصر حكومة طبرق و الجيش الوطني بقيادة حفتر، لذا فإن هامش المناورة لدى القاهرة للتدخل العسكري هناك شبه معدوم، إلا إذا خصص لها دور أو سمح لها بدور معاون في إطار إستراتيجية التحالف الدولي.