محمد رمضان.. أطلقه العسكر لتعويد الشعب على مشاهد الأسياد والعبيد

- ‎فيلن ننسى

بعد ثورة 25 يناير 2011، كسر المصريون طوق الاستعباد حول رقابهم، وانقلب السحر على عصابة السحرة العسكريين، الذين أوهموا الناس أن الله خلقهم عبيدا لإسعاد وإشباع رغبات الأسياد، هؤلاء الأسياد الذين ركبوا أكتاف الشعب منذ انقلاب يوليو 1952، وفي ثورة 25 يناير صرخ أحدهم في جهاز اللاسلكي “الشعب ركب يا باشا”.

وعبارة “الفن سفير التغيير” تعكس دور الفن كأداة تغيير حقيقية في المجتمع، ودوره في معالجة قضاياه الشائكة، ونشر القيم الهادفة التي تتفق مع هويته وطبيعته المحافظة بحياد ومصداقية، لكن في مصر يختلف الحال، فالفن تحول إلى أداة قمع ناعمة في يد العسكر.

وذلك عبر تجنيد الفنانين وتسخيرهم كصواريخ موجهة لخدمة أجندته وتلميع جنرال إسرائيل السفيه السيسي ومؤسسته العسكرية لتنميط المحتوى الفني، وفصله عن القضايا الاجتماعية وفساد العسكر وحاشيته، تحت شعار محاربة الإرهاب ونظرية المؤامرة ، تلك الرواية المستهلكة التي يتبناها العسكر كذريعة فارغة لفرض هيمنته على كل مؤسسات الدولة بما فيها الترفيهية والتثقيفية.

النسخة الهزلية

ويرتبط لفظ “عسكر” في أذهان الناس بالحكم الديكتاتوري للطغاة عبر التّاريخ، كما يرتبط بكاريزما ساحرة لمعظم هؤلاء الطغاة. وينقسم الطغاة إلى طبقات مرتبطة بمراحل تاريخية مهمة في حياة الشعوب في العصر الحديث.

الطبقة الأولى من طغاة العالم كانوا يتميزون بكاريزما خاصة استطاعوا من خلالها التأثير في شعوبهم وبعضهم امتدّ تأثيره إلى شعوب العالم وأشهرهم “هتلر وموسوليني وستالين وجمال عبد الناصر”.

الطبقة الثانية من الطغاة هي التي حاولت أن تقلّد الطبقة الأولى فكانت نسخة مشوهة عنها؛ لكنّها ذات حضور وتأثير على نطاق واسع، وذلك بابتكارها حلولا لمشاكل دولية لا يجرؤ أحد على التّفكير فيها، ومنهم “أنور السادات، وحافظ الأسد”.

أمّا الطبقة الثالثة فهي الطبقة الكرتونية المعاد تكريرها حتّى أصبحت باهتة بلا ملامح، لكنّ فعلها على الأرض حاضر ومدمر، مثالها “بشّار الأسد وجنرال إسرائيل السفيه السيسي”، ويمكننا أن نقول إنّها النسخة الهزلية من الطغاة.

ويسخّر العسكر كل وسيلة لكسر إرادة الشعب، مثل الوسائل الخشنة الدموية، منها القمع والبطش والقتل والاختطاف والاعتقال والإعدام، ومنها الوسائل الناعمة مثل الفن والغناء والتمثيل والمهرجانات، ومن تلك الوسائل الناعمة الاستعانة بأشخاص يطلق عليهم المصريون “سرسجية”، من بينهم الممثل “محمد رمضان” الذي يؤكد خبراء الفن أنه “أداة فى يد العسكر لتعويد الناس على مشاهد الأسياد والعبيد”.

وأقام محمد رمضان حفلا غنائيا في “بورتو غولف مارينا” بالساحل الشمالي، مساء أمس الجمعة، وسط حضور جماهيري ضعيف، وتم وقف الحفل مرتين بسبب سوء التنظيم، أولهما حينما حاول فرد من جمهوره تخطي الأمن، فاحتد عليه السرسجي قائلاً: “أنت يعني الإور اللي فيهم، كدة مش هينفع”!.

أما المرة الثانية حينما لاحظ السرسجي عدم تفاعل الجمهور مع نباحه وعوائه، فداعبهم بقوله: “مضايقين من الجاردات، طب أنا هخصملهم 10 أيام علشانكم، يلا نغني بقى”، وظهر السرسجي بـ6 إطلالات على مدار الحفل، كان الأبرز منها محمولا على الأكتاف في تجسيد للسطوة والقوة والجهل في مصر، والتي باتت تعلو فوق العلم والإنتاج والإبداع والعبقرية.

فن الشواذ!

إلا أن الملاحظة الأبرز هى أن محمد رمضان استجاب لتعليمات نقيب الموسيقيين، هاني شاكر، بعدم الظهور عاريا كما حدث في حفله السابق، حيث ارتدى قميصا شفافا هذه المرة، إلا أن أحدا لم ينتبه أن القميص الشفاف كان يرتديه المغني الأمريكي الشاذ sam smith، ويعتبر القميص في دنيا الشواذ مثيرا جنسيا للرجال.

يقول الفنان الثائر وجدي العربي: إن العسكر منذ استولوا على السلطة في مصر وهم يعتمدون بشكل أساسي على الفن من أجل السيطرة على مشاعر وعقول ووجدان وتوجهات الشعب المصري، مستغلين زيادة نسبة الأمية بين أبنائه، لتمكنهم من السيطرة على المجتمع، وتقديس العسكر، وتمجيد الاستبداد بقوالب فنية متعددة.

وأبدى العربي استغرابه من الفنانين الذين كانوا يتشدقون بالكلام عن الحرية والديمقراطية والعدالة، ثم انقلبوا على مبادئهم ووقفوا إلى جانب الانقلاب الدموي على الرئيس الشهيد محمد مرسي.

وعلل العربي مواقف الفنانين الانقلابيين، بالإضافة إلى رموز الأزهر والكنيسة والرياضة والجامعات والسياسة، بأن مخابرات العسكر قد تمتلك لهم سيديهات فاضحة تهددهم بها، مستدركا بأنه لا يمكنه أن يثبت ذلك ما لم يسمع بأذنيه، أو يرى بعينيه.