شاهد| شهادة محمد علي.. زلزال يهز الحياة السياسية المصرية

- ‎فيتقارير

فيسبوك يحذف ورجل الأعمال يتوعد، والهاشتاج يتصدّر وحملات التخوين تنطلق، وصدمة في قطاعات واسعة من الإهدار الصارخ للمال العام.

ردود فعل صاخبة أحدثها المقطع المصور الذي طرحه رجل الأعمال والممثل محمد علي، بشأن خلافاته المالية مع قيادات بالقوات المسلحة.

المقطع حقق أكثر من مليون مشاهدة قبل أن يحذفه "فيسبوك" فجأة وإثر حملة بلاغات منظمة شارك فيها الآلاف من الحسابات المؤيدة للنظام، ووصفت أصوات إعلامية رجل الأعمال بالممثل الفاشل الداعم للإخوان المسلمين، فيما هدّد رجل الأعمال- والذي يقول إنه هرب إلى أوروبا خوفًا على حياته- بطرح مقطع ثانٍ يكشف فيه المزيد من كواليس الفساد.

وقام موقع فيس بوك بحذف الفيديو بعد أن وصل عدد مشاهداته إلى مليون و100 ألف مشاهدة خلال يومين، ونشر محمد علي صورة للرسالة التي وجهتها إدارة "فيس بوك" تفيد بحظر الفيديو مستنكرًا القرار. وقد تفاعل العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع الممثل محمد علي، وقاموا بتحميل الفيديو ونشره على صفحاتهم الشخصية.

في سياق متصل، تقدّم المحامي محمد حامد سالم ببلاغ إلى النائب العام نبيل صادق، يتهم فيه الفنان محمد علي بالخيانة العُظمى، وبث أخبار كاذبة لتضليل الرأي العام، والإساءة إلى مؤسسات الدولة، على خلفية كشفه العديد من وقائع الفساد داخل المؤسسة العسكرية المصرية، وإهدار مليارات الجنيهات على تشييد قصور رئاسية ومشاريع بلا جدوى.

وقال البلاغ، إن "علي" هاجم في مقطع فيديو نُشر بتاريخ 3 سبتمبر الجاري، مؤسسات الدولة المصرية لإثارة الرأي العام ضدها، مطالبًا باتخاذ الإجراءات القانونية حياله، واستصدار القرار بضبطه وإحضاره وسماع أقواله، فضلا عن إدراجه على قوائم ترقب الوصول، واتخاذ إجراءات المطالبة بتسليمه عبر الشرطة الدولية "الإنتربول".

زلزال سياسي

الكاتب الصحفي وائل قنديل رأى أن تصريحات الفنان محمد علي بمثابة زلزال سياسي يهز حالة الركود في الحياة المصرية، مضيفًا أن هذه الشهادة المروعة تُثبت كل ما كان يرِد في تقارير وتقديرات الخبراء الاقتصاديين وتحولها إلى واقع ملموس.

وأضاف قنديل، في مداخلة لبرنامج المسائية على قناة الجزيرة، أن الفيديو يُظهر حجم الكارثة التي أصابت مصر حين ترك الجيش مهامه الرئيسية كحام للحدود إلى النشاط الاقتصادي، وتحولت مصر بالفعل من مصر العربية إلى مصر الهيئة الهندسية، التي صارت الحزب الأكبر المتحكم في مصائر الاقتصاد والسياسة والإعلام في مصر.

وأوضح قنديل أن الشعب المصري أفاق على هذه الكارثة الموفقة بالأسماء والوقائع والتواريخ، وبالتالي فإن فكرة أن يُتهم بأنه ممثل فاشل أو إخواني مردود عليها بحواره مع الإعلامي الانقلابي أحمد موسى، الذي وصفه بأنه رجل أعمال يخدم مصر وأنه ممثل فني مشهور.

واعتبر قنديل أن الفيديو أول شهادة موثّقة عن حجم الفساد في مراكز السلطة العليا، بما يعيدنا إلى مشاهد مصر الخديوية قبل 1952، لافتا إلى أن محمد علي يخوض معركة شخصية للحصول على أمواله وأنه ليس بطلا قوميا، حيث إنه عاش وسط الفسدة لمدة 15 عاما، وكوّن ثروات من التعاون مع هذه المنظومة الفاسدة، وبعد حدوث صدام فجّر نفسه بوجه الجميع.

وأوضح أن شهادة محمد علي تكشف إلى أي حد ورّط السيسي الجيش المصري في مستنقع البيزنس والتجارة العفن.

قضية فساد

بدوره استبعد الكاتب الصحفي جمال سلطان، وجود جهة خلف محمد علي تدعمه في حربه ضد السيسي، مؤكدا أن ما قاله "علي" في غاية الخطورة، ويعد أكبر صدمة يتلقاها نظام السيسي حتى الآن؛ لأنها تتعلق بالنزاهة والذمة المالية، وهذه الصدمة واضحة حتى على الإعلام الموالي للانقلاب، والكل ينتظر التعليمات.

وسخر سلطان من البلاغ المقدم من أحد المحامين الداعمين للانقلاب ضد محمد علي بتهمة إهانة القوات المسلحة، لافتا إلى أن هذه قضية فساد ضخمة متهم فيها قيادات رفيعة في الدولة، ولا بد من فتح تحقيق شامل ونزيه في اتهامات محمد علي، مستبعدا وجود جهة أو مؤسسة في مصر قادرة على التحقيق مع قيادات الجيش.

وأشار سلطان إلى أن شهادة محمد علي تكشف لنا لماذا تعجّل نظام السيسي في إقالة المستشار هشام جنينة من الجهاز المركزي للمحاسبات والتنكيل به، مضيفا أن المشكلة الآن في مصر أنه لا توجد مؤسسات حقيقية مستقلة أو فصل بين السلطات وباتت الدولة تُختزل في شخص واحد.