رفْض مقترح 7 سنوات لملء “النهضة”.. صفعة إثيوبية جديدة للسيسي

- ‎فيتقارير

استبقت إثيوبيا الاجتماع الثلاثي بالخرطوم، المقرر عقده في 5 أكتوبر، بين وزراء الري لدول مصر والسودان وإثيوبيا، بإعلان رفض مقترح مصر لمدّ سنوات ملء سد النهضة إلى 7 سنوات، بل وصفته بالمضحك، وهو ما يمثل استهزاءً كبيرًا من إثيوبيا تجاه النظام المصري الذي منحها مفتاح القرار في السد، وسوّغ لها مشروعية دولية لجمع الموارد المالية لبناء السد.

وأعلن، أمس، المدير التنفيذي للمكتب الفني الإقليمي لشرق النيل بالحكومة الإثيوبية "أحمد نجاش"، عن أنَّ المقترح المصري المقدم بخصوص ملء السد ينتهك الإجراءات التي يجب اتّباعها.

وأضاف أن بلاده هي التي تتقدم بالاقتراح حول التعبئة للسد وليس العكس، متهمًا مصر بأنها تتصرف كأنها صاحبة السد، وهذا ليس منطقيًّا في الواقع.

واعتبر "نجاش"، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية، أن الأمر بات مضحكًا، مشددًا على أن الأمر المنطقي هو أن إثيوبيا ستأتي بخطة التعبئة ويمكن لمصر أن تُعلق على ذلك وأن تطلب تحسينها.

وأوضح المسئول الإثيوبي أنه إذا قبلت بلاده بإطلاق 40 مليار متر مكعب والحفاظ على مستوى سد أسوان (السد العالي) على ارتفاع 165 مترًا فوق سطح الأرض، هناك احتمال في عدم القدرة على ملء سد النهضة أبدًا، وكذلك مسألة متعلقة بسيادة البلاد.

وأشار إلى أن تدفق النيل يتقلب، والذي يتراوح بين 29 مليار متر مكعب إلى 74 مليار متر مكعب، فمن الصعب إطلاق هذه الكمية الكبيرة من المياه والحفاظ على مستوى المياه في سد أسوان جنوبي مصر.

وأضاف أنه مع تمديد فترة التعبئة، ستفقد إثيوبيا المزايا الاقتصادية والاجتماعية التي يجب أن تحصل عليها من السد، وحقها في استخدام مواردها الطبيعية.

وتطالب مصر بملء السد خلال 7 سنوات إذا وصل مستوى المياه في سد أسوان إلى 165 مترًا فوق سطح الأرض، وأن تقدم إثيوبيا 40 مليار متر مكعب سنويًا، وهو ما رفضته أديس أبابا.

وتواجه مصر تأثيرات سلبية كبيرة من جراء ملء سد النهضة الذي يحرم مصر من نحو نصف حصتها المائية المقدرة بـ55 مليار متر مكعب لمدة 10 سنوات.

وتستضيف العاصمة السودانية الخرطوم، 5 أكتوبر الجاري، اجتماعات سد النهضة على مستوى وزراء الري والموارد المائية بدول السودان ومصر وإثيوبيا؛ لبحث تطورات الأزمة.

ومع إفلاس نظام السيسي في التعامل مع إثيوبيا عبر 6 سنوات من المفاوضات الطويلة والمناكفات الإثيوبية، بدأ السيسي مؤخرًا الحديث في المنابر الدولية عن امتعاضه من الممارسات الإثيوبية، وأبلغ 4 دول بعدم ارتياح مصر لطول أمد مفاوضات سد النهضة.

ثم عاد السيسي مؤخرًا ليخوّف المصريين من الثورة عليه، بأن مؤامرة يناير 2011– على حد تعبيره- هي سبب بناء السدود على النيل، بالمخالفة للواقع المرير الذي تسبب فيه السيسي، بتوقيعه على اتفاق المبادئ مع إثيوبيا في 2015 من أجل الحصول على شرعية لانقلابه العسكري في إفريقيا، بعد تعليق الاتحاد الإفريقي عضوية مصر بعد الانقلاب العسكري في 2013.

وهو ما يهدد مصر حاليًا بفقدان نحو 1 مليون فدان من أجود الأراضي الزراعية، وتشريد نحو 20 مليون مصري من مناطق دلتا النيل.