“الحرافيش”.. معالجة مسرحية للمشهد المصري بعد الانقلاب العسكري

- ‎فيتقارير

لأنها رواية ذات طابع خاص تكشف الكثير من المشاهد الخاصة في المجتمع المصري بين القوي والضعفيف، الفقير والغني، السلطة والعبيد، قررت مجموعة من الفنانين تجسيد رواية الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ في “الحرافيش”.

وبعد غد الثلاثاء 5 نوفمبر،تشهد مدينة إسطنبول التركية العرض المسرحي الأول لمسرحية “الحرافيش” التي تقدّمها فرقة “المسحراتية”، التي تعد أول فرقة مسرحية عربية في إسطنبول.

و”الحرافيش” هي معالجة مسرحية لرواية الأديب العالمي نجيب محفوظ، وهي من تأليف وإخراج حسام الغمري.

وترى فرقة المسحراتية أن العمل باكورة انطلاقة لمسرح عربي في تركيا يؤسس لواقع فني جديد، معتمدا على نجوم من مختلف الدول العربية، وعشرات الوجوه الجديدة الفنية الجديدة.

وتُعرض المسرحية يومي الثلاثاء المقبل، والأحد بعد المقبل، في تمام الساعة السابعة والنصف مساء، وذلك على مسرح “بروفيلو مول” بمنطقة “مجديا كوي” في إسطنبول.

وتشتبك مسرحية “الحرافيش” مع الواقع السياسي والاجتماعي الذي تمر به مصر والبلاد العربية؛ حيث تحكي قصة الفتوة عاشور الناجي، وصراعه مع ذاته ورحلة تكوينه في بيت الشيخ زيدان، قبل أن يبدأ صراعات متكررة مع درويش، والفتوة قنصوة وعصابته، وعلى التوازي تدور حياة الحرافيش في الحارة تحت قمع الفتوات المتوالين عليهم، يحاول عاشور تجنب الصرعات حتى يُدفع إليها دفعا من أجل حماية أسرته، كل ذلك يدور في قالب مسرحي يتخلله العديد من اللوحات الاستعراضية والأغاني.

-عن الحرافيش

بدروه، يقول الفنان هشام عبد الله إن حياة الغربة والمنفى، التي تعيشها الجاليات العربية، تجعل لزاما على الفنان التفكير القيام بأعمال فنية تلامس همومهم، وتشعرهم بوجود حلم مشترك، في ظل الظلم الواقع عليهم من الأنظمة.

ومع اللمسات الأخيرة لفتح الستار والعرض الأول لمسرحية “الحرافيش”، قال: “إن الفن هو الحياة والمسرح أبو الفنون الفنون، وأكثرها ملامسة لمشاعر المقهورين”.

وحول “الحرافيش” التي تعد باكورة الأعمال المسرحية العربية في تركيا، أوضح عبد الله أن الفكرة جاءت من الحالة التي نعيشها كشعوب عربية مع أنظمتنا، والتي حولت الجميع إلى “حرافيش”، وهم “فتوات” يأخذون “الفردة” (الأتاوة) وهم يشعرون بالقهر.

وأضاف: “فكرة الحرافيش أنهم أناس يرضخون للقوة ولا يختارون قائدهم، وغير قادرين على الخروج من مشاعر العبودية المفروضة عليهم بل ليس من حقهم المطالبة بما لهم، وهم مستعبدون للفتوات الأقوياء، لكن المفارقة في أنه لو جاء فتوة عادل ويعاملهم باحترام لتمردوا عليه وبقوا صامتين حتى لو قتل أمامهم، إلا أنهم في المقابل لو جاءهم الفتوة الظالم فسيعودون عبيدا له”.

وحول فن المسرح في العالم العربي والتراجع الكبير الذي طرأ عليه قال عبد الله: “الأوضاع السياسية حطمت المسرح العربي، والأنظمة سيطرت على الفن وصغرته لصالحها، وبالتالي لن تجد الفنان الجاد يعمل، بل تشاهد أعمالا رخيصة”.

وبشأن إيجابيات العمل الفني في الغربة بعيدا عن “مقص الرقابة” في العالم العربي قال: “هنا تقدم ما ترد بحرية دون قيود على الرسالة الفنية ولا الكلمة، وتعبر عن أوجاع الجميع وكل الجنسيات دون حساسية، خاصة أن الفن لغة عالمية ولو حتى خاطبنا الأتراك فيها سيفهمونها رغم اختلاف اللغة؛ لأننا إذا بكينا على المسرح سيبكون معنا ولو ضحكنا سيضحكون”.

وتابع: “في عالمنا العربي رقابة أمنية ومتابعة وتكتيف للفن، وأنا كفنان أمارس الرقابة على نفسي ولأني مش حر ولا أملك مساحة للتعبير عن الهم الحقيقي، وأذكر هنا كيف سجن الفنان الراحل سعيد صالح لأنه انتقد الرؤساء الثلاثة لمصر في مسرحية كعبلون”.

ووجه عبد الله رسالة للشعوب العربية قال فيها: “آن الأوان أن نخرج من حالة الحرافيش لنكون أحرارا لا نسمح لأحد بالدوس على حقوقنا، والزمن القادم هو زمن الشعوب ولو توحدنا سريعا سننجز”. مضيفا: “اليوم نشاهد في مظاهرات لبنان ينادون على سوريا وليبيا والجزائر وتونس ومصر لأنها بلدان مقهورة ولديها نفس الهم، والمسرح سيوفر لنا فرصة الانصهار ببعضنا والحديث بهمومنا بشكل فني”.

-مكيدة انقلابية

ولم يفُت إعلام الانقلاب الحدث؛ كونه الأول من نوعه بعد الانقلاب العسكري؛ إذ عرض الإعلامى المخابراتي محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور، ومقدم برنامج 90 دقيقية على شاشة المحور الفضائية، برمو المسرحية، مؤكدًا أنه تم “سرقة المحتوى” من الرواية الشهيرة للأديب نجيب محفوظ.

وقال الباز، في برنامجه “90 دقيقة”، المذاع على فضائية المحور، إن هذه المسرحية مسروقة بشكل كامل من رواية الحرافيش للكاتب الراحل نجيب محفوظ.

وزعم أن “هؤلاء الأشخاص لم يدركوا بعد أنهم خرجوا بشكل كامل عن الخط الوطني، منوها إلى أن الحرافيش من أعظم روايات نجيب محفوظ، وهؤلاء الأجراء سطوا عليها”.

ناقد يرد على الباز

الباحث والناقد المسرحى مصطفى فهمي رد على محمد الباز من خلال تغريدة بموقع “تويتر” فقال: إن الروايات العالمية يتم أخذ الأفكار منها وتحويلها لأفلام ومسرحيات.

وأضاف “فهمى” ليس عيبًا أن يتم تداول المسرحية طالما فى سياق الأحداث والرواية، أم “نغمة” السرقة فليس لنا ان نتحدث عن الأمر، حيث إن 90% من الأفلام والمسرحيات المصرية “مسروقة” من روايات عالمية.

https://www.facebook.com/watch/?v=452909108687749