أكاديميون بريطانيون يطالبون بوقف التعاون مع مصر لهذا السبب

- ‎فيأخبار

هاجم أكاديميون بريطانيون، بينهم الكثير من جامعة لندن، حملة القمع التي يقودها الانقلاب العسكري ضد منتقديه مؤخرًا، والتي أسفرت عن اعتقال الآلاف.

ووجّه الأكاديميون رسالة إلى جامعات المملكة المتحدة العاملة في مصر، أو التي تخطط لفتح أفرع لها بالقاهرة، طالبوا فيها بتعليق هذه المشاريع حتى يتحسن وضع حقوق الإنسان، بما يكفي لضمان حماية الحريات الأكاديمية، وإطلاق سراح السجناء السياسيين.

يأتي الهجوم عقب قرار جامعات كوفنتري ولندن وهيرتفوردشاير وغيرها من الجامعات البريطانية، بإتاحة شهاداتها لمؤسسات تعليم خاصة، تعمل كفروع لها بالعاصمة الإدارية الجديدة التي يجرى إنشاؤها بمصر.

يذكر أن جامعة ليفربول ألغت خططًا لفتح فرع لها في مصر، بعد تعرضها لانتقادات حادة من أكاديميين وطلاب بسبب الانتهاكات الحقوقية في مصر.

جامعة إدنبرة تستدعي طلابها

واستدعت جامعة إدنبرة، في 12 أكتوبر الماضي، عددًا من طلابها البريطانيين الذين أرسلتهم إلى مصر لمدة عام، ضمن منحة للتبادل الطلابي التعليمي مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عقب اعتقال قوات أمن الانقلاب اثنين من طلاب المنحة، دون ذكر أسباب احتجازهم أو أماكنهم.

وقال متحدث باسم الجامعة لصحيفة “إدنبرة لايف”: “تم اعتقال اثنين من طلابنا في مصر مؤخرًا دون أسباب واضحة، وأُفرج عنهما لاحقا من قبل السلطات في القاهرة”، مضيفا: “من الواضح أن الجامعة تشعر بقلق شديد عندما تسمع حوادث مثل هذا، خاصة عندما يتعلق الأمر بطلابنا”.

وتابع المتحدث: “نحن نتحمل مسئولية التصرف بما يحقق مصلحة طلابنا، واتخاذ إجراءات حاسمة عندما تكون هناك مخاوف تتعلق بالسلامة والرفاهية؛ لذلك طلبنا من جميع طلابنا في مصر العودة إلى المملكة المتحدة.”

وأكد قائلا: “نحن نعمل عن كثب مع الطلاب لتقليل تأثير أي خلل في دراساتهم وتوفير مواضع بديلة”.

تعذيب طالب سوداني

وكشف الطالب السوداني “وليد عبد الرحمن”، الذي أطلقت مصر سراحه، الجمعة، عن أنه أُجبر على قراءة اعترافات والإدلاء بأقوال عن أفعال لم يرتكبها.

وقال “عبد الرحمن”، عقب وصوله إلى السودان: “كل ما قيل في الإعلام كان خارج إرادتي تمامًا.. كان يتم تلقيني”.

ونفى “عبد الرحمن” كل ما تناوله إعلام الانقلاب حول علاقته بالمظاهرات التي اندلعت في القاهرة، الشهر الماضي، وقال: “تم إجباري على الإدلاء بأقوال رغما عني”، مضيفًا “تم إملائي نصا مكتوبا، ودربوني على حفظه كاملا بالنص”. لافتا إلى أن هذا ما يفسر أنه تكلم في الفيديو الذي عرض بالإعلام باللهجة المصرية، مضيفا: “قرأت النص كما كتبوه لي بالكامل من الحرف للحرف”.

اعتقال طالب أمريكي

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا للصحفي  Sudarsan Raghavan، يكشف عن تعرض طالب أمريكي للتعذيب في مصر على يد مليشيات الانقلاب العسكري.

وأضاف التقرير أن ضابط أمنٍ بملابس مدنية أوقف الطالب الأمريكي Aaron Boehm وصديقه البريطاني، وكلاهما طالب فى جامعة “إدنبره” فى برنامج دراسي بالخارج لتعلم اللغة العربية، عندما كانا يمشيان فى وسط القاهرة، يوم ٢٧ سبتمبر، وطلب منه رؤية هاتفه الخلوي، وأجبروه على فتحه.

وأوضح التقرير أن الضابط عثر على مقالات إخبارية حول المظاهرات المصرية الأخيرة كان Boehm  قد أرسلها إلى أسرته وأصدقائه، وإثر ذلك سمح الضابط لصديقه بالانصراف، وتم اقتياد Boehm فى عربة شرطة معصوب العينين لمدة ١٥ ساعة، ثم سجن لمدة ثلاث ليالٍ، بعد أن وجهت له قوات الأمن تهمة التخابر مع دولة أجنبية، وهددوه بإلقاء القبض على أصدقائه المصريين، وحذّروا من أنه لن يرى عائلته مرة أخرى إلا إذا اعترف بأنه جاسوس.

حملات اعتقال واسعة

كانت سلطات الانقلاب قد أعلنت القبض على عدد من المواطنين العرب والأجانب أثناء المظاهرات التي خرجت في القاهرة ومدن مصرية أخرى، خلال الأسابيع الماضية، للمطالبة بإسقاط عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب.

وبعد الإفراج عن بعضهم لاحقا، قالوا إنهم أُجبروا على الخروج في تصريحات متلفزة، للاعتراف على أنفسهم بالتحريض على تلك المظاهرات.

وتشن قوات أمن الانقلاب حملات اعتقال واسعة النطاق، منذ 20 سبتمبر الماضي، طالت أكثر من 4 آلاف مواطن، بينهم عدد من الأكاديميين أبرزهم أستاذا العلوم السياسية بجامعة القاهرة “حسن نافعة”، و”حازم حسني”، على خلفية الاحتجاجات المناهضة لعبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري.

وعقب الانقلاب العسكري على الرئيس الشهيد محمد مرسي، في يوليو 2013، اعتقلت السلطات نحو مئة أستاذ جامعي ومدرس مساعد، ما زال أغلبهم رهن الاعتقال.