“جامعة ياووز سلطان سليم”.. مقال مضروب يكشف شبيه محمد الغيطي في تركيا

- ‎فيتقارير

ليس في تركيا جامعة باسم “جامعة ياووز سلطان سليم”، كما أنه ليس في اعتصام رابعة كرة أرضية تحت المنصة، إلا أنَّ إعلام المعارضة في تركيا يرضع من ذات البقرة التي يرضع منها إعلام حكومة جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، بل وربما لا تكفيه بقرة واحدة معلوفة بالكذب.

بداية القصة كانت في مقال ملفق وكاذب كتبه أحد معارضي الرئيس التركي رجب أردوغان، أراد منه تحريض الأتراك ضد اللاجئين السوريين، مدعيا في مقاله بأن اللاجئين السوريين في تركيا يتقاضون أجرا شهريا دون عمل أكبر من دخل الأسر التركية، وقال إن المعلومات المذكورة في المقال مأخوذة من رسالة دكتوراه تم إعدادها في جامعة “ياووز سلطان سليم”!

زاد الطين بلة

المفارقة أنه لا توجد في أي شبر من تركيا جامعة تحمل هذا الاسم، ولا رسالة دكتوراه كتلك التي ذكرها الكاتب في مقاله، زاد الطين بلة اعتراف الكاتب، وهو كبير في السن، أنه لا يعرف استخدام الإنترنت كثيرا، إلا أن أحد قرائه أرسل إليه تلك المعلومات.

الكاتب يمثل شريحة لا بأس بها تناصب الحكومة التركية العداء، وتشبه في التضليل والكذب ما يقوم به الإعلامي محمد الغيطي، وما إن وصل السفيه السيسي إلى السلطة بالانقلاب في 30 يونيو 2013، حتى تخلصت المخابرات من كل الإعلاميين والصحفيين المخلصين لضمائرهم وشرف المهنة، ثم استبدلت بهم مجموعة من الإعلاميين الطبالين الذين تنحصر مهمتهم في كيل المديح للزعيم الملهم السفيه السيسي وكيل الشتائم والاتهامات الكاذبة لكل من يعارضه.

هؤلاء الطبالون غالبا لا يتمتعون بأي خبرة أو دراسة إعلامية، فمنهم المحامي والممثلة ولاعب الكرة وبائع الأعشاب الطبية، وهم بالطبع جميعًا ينفذون تعليمات ضابط المخابرات الذى يحركهم، كل واحد وفقًا لمستواه، الطبالون الكبار يتحدث إليهم الضابط مباشرة، ويجتمع بهم من حين لآخر ليشرح لهم التعليمات.

أما صغار الطبالين، فإن الضابط المسئول يتصل بهم، بواسطة حساب يفتحه لهم على واتس آب يكتب فيه التعليمات يوميا، ولذلك كثيرا ما تجد هؤلاء الطبالين يناقشون نفس الموضوع في برامج مختلفة، فيكررون نفس الرأي بنفس العبارات، لأن التعليمات التي تلقوها واحدة.

قائد الأسطول

ويفتقر الإعلاميون الطبالون إلى المهنية، ولذلك فإنهم عندما يجتهدون خارج التعليمات يرتكبون عادة أخطاء فادحة، فقد اتهمت مذيعة طبالة بلدا عربيا شقيقا بأن اقتصاده قائم على الدعارة، وأعلن مذيع طبال مرة أنَّ القوات المسلحة المصرية قد قامت باختطاف قائد الأسطول السادس الأمريكي من غواصته واحتجازه في مكان سري، الأمر الذي جعل الرئيس الأمريكي ينهار ويتوسل إلى السفيه السيسي حتى أفرج عن قائد الأسطول!.

ومنذ أيام قامت مذيعة طبالة بإهانة المصريات اللاتي يعانين من السمنة، وقالت إنهن عبء على أسرهن والدولة، بعد كل جريمة إعلامية من هذا النوع تقدم شكاوى يتم التحقيق فيها بواسطة المجلس الأعلى للإعلام، وهو كيان وهمي أنشأه السفيه السيسي، ليكون غطاء للمخابرات التي تدير الإعلام في مصر.

بعد التحقيقات واللوم والعتاب يعود المذيع الطبال إلى الشاشة كأنه لم يفعل شيئا، هكذا خلق السفيه السيسي أذرعه الإعلامية، وتخيل أنه قد سيطر على الرأي العام في مصر إلى الأبد، لكن حدثت مفاجأة، فقد تأكد للمصريين شيئا فشيئا أن ما يقرءونه في الصحف ويشاهدونه في التلفزيون عبارة عن مجموعة من الأكاذيب، وعندئذ انصرفوا عن الإعلام.