هلع داخل عصابة الانقلاب تخوفا من عقوبات أمريكية بسبب “سوخوي 35”

- ‎فيتقارير

سادت حالة من الارتباك والهلع  داخل نظام الانقلاب العسكري عقب تصريح الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على مصر على خلفية شراء القاهرة صفقة طائرات روسية من طراز "سوخوي 35".

ونقلت صحيفة العربي الجديد عن مصادر دبلوماسية وسياسية قولها إن نظام السيسي يعول على إمكانية تجاوز الأزمة، بتغاضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض عقوبات على نظام السيسي أو الاكتفاء بحد أدنى من العقوبات، مقابل  الحصول على امتيازات جديدة من السيسي في عدد من ملفات التسليح، وقضايا سياسية أخرى تتعلق بموقف أكثر وضوحاً تجاه إيران، وإحياء "صفقة القرن" وتأييد الموقف الأمريكي بـ"شرعية" المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.  

وقالت المصادر إن هذه الدائرة ترى أن التخوف يكمن في دوائر وزارة الدفاع الأمريكية، فالبنتاجون يتعمّد الضغط على مصر، وفي التوقيت نفسه إحراج ترامب، بتعمّد تسريب ذلك إلى الإعلام الأمريكي، لاعتبارات تتعلق بحساسية ملف صفقات الأسلحة له.

في المقابل حذرت دوائر استخباراتية إقدام الإدارة الأمريكية على اتخاذ موقف أكثر تشددًا مع نظام السيسي بسبب انتشار الأمر في وسائل الإعلام، مضيفة أن نظام السيسي أساء تفسير الإشارات والتنبيهات والرسائل التي كانت توجّهها الولايات المتحدة، عبر رسائل دبلوماسية، وبطريقة هادئة.

وفي السياق ذاته كشف مصدر دبلوماسي أن الإدارة الأمريكية حذرت نظام السيسي من إتمام صفقة شراء طائرات "سوخوي 35" من روسيا، مؤكدة أنها لن تتهاون في هذه المسألة، كما تغاضت في السابق عن واقعة محاولة مصر الحصول على أسلحة من كوريا الشمالية التي تعتبر الولايات المتحدة أنها تشكل خطراً عليها.

وفي 2016 كشفت وكالات الاستخبارات الأمريكية عن تهريب شحنة أسلحة من كوريا الشمالية إلى مصر في تحدٍ للعقوبات الدولية كما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الشهر الماضي عن وثائق جديدة تكشف أيضًا ما يبدو أنه اعتراف واضح بدور الجيش المصري في اقتناء 30 ألف قذيفة صاروخية من كوريا الشمالية كانت في حاوية على سفينة متجهة إلى ميناء في قناة السويس لحظة الكشف عن محتواها، والتي اعتبرها تقرير للأمم المتحدة "أكبر عملية حجز ذخيرة في تاريخ العقوبات" ضد بيونغ يانغ.

وأشار المصدر إلى أن إدارة ترمب هددت القاهرة بتعليق جزء من المعونات العسكرية والاقتصادية التي تتلقاها من واشنطن، كما هددت أيضاً بتطبيق قانون "مكافحة خصوم أميركا من خلال العقوبات" والذي استخدمته لفرض عقوبات على تركيا بسبب شراء منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية "إس 400". .

وتلقت مصر خلال العقود الأخيرة مساعدات عسكرية واقتصادية أمريكية بمليارات الدولارات بما في ذلك إمدادها بمقاتلات "إف 16"، والمروحيات الهجومية، وتجهيزات عسكرية أخرى.

يذكر أن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قال، الإثنين، إن شراء مصر طائرات مقاتلة روسية، يعرّضها لخطر العقوبات الأمريكية كما يهدد مشترياتها من العتاد الأميركي في المستقبل.

وأضاف مساعد وزير الخارجية للشئون السياسية والعسكرية، آر. كلارك كوبر، أن مصر على دراية بتلك المخاطر.

وكانت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، قد كشفت في وقت سابق، عن صفقة أسلحة جديدة بين موسكو والقاهرة، لكن لم تُؤكد رسمياً، تقوم بموجبها روسيا بتزويد مصر بعشرات المقاتلات الثقيلة متعددة الأغراض من طراز "سوخوي 35". وأوضحت الصحيفة، أنّ العقد الذي يقضي بتوريد أكثر من 20 مقاتلة وعتاد عسكري بقيمة حوالي ملياري دولار، دخل حيز التنفيذ في نهاية عام 2018، على أن تبدأ الإمدادات في عام 2020 أو 2021، لتكون من أضخم صفقات التسليح التي يجريها السيسي.