«أسوشيتدبرس” تسلط الضوء على مخاطر حظر التوك توك وكابوس سد النهضة

- ‎فيتقارير

سلَّطت وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية الضوء على بعض الأزمات المصرية، وخصّت بالتناول أزمتي سد النهضة والتوكتوك. وقالت الوكالة الأمريكية إن الحكومة المصرية تتجه نحو التخلص من “التوكتوك” واستبداله بسيارات “ميني فان” الصغيرة.

وأشارت، في تقريرها، إلى ما يسببه التوكتوك من فوضى داخل الشوارع والأزقة، والتلوث السمعي الذي يحدثه عبر تشغيل مكبرات الصوت بأغانٍ شعبية، لكنه في ذات الوقت يتكفّل بنقل ملايين المصريين يوميًّا.

مخططات حكومية

وحول مخططات حكومة الانقلاب ضد التوكتوك واستبداله بسيارات ميني فان، تنقل عن خالد القاسم، المتحدث باسم وزارة التنمية المحلية بحكومة الانقلاب التي تقود المبادرة، قوله: “تصب الخطة في صحة وسلامة كافة المصريين، نحن نخلق صورة أكثر جمالا لوطننا”. وبموجب الخطة الجديدة، فإن ملاك التوكتوك سوف يبيعون عرباتهم لتحويلها إلى خردة والحصول على قروض لشراء السيارات الجديدة، وإلا يواجهون غرامات وملاحقات قضائية.

ثم يسلط التقرير الضوء على مخاوف  تأثير الخطة على الفقراء الذين يشعرون بالضغوط جراء التدابير الاقتصادية التقشفية بحسب أسوشيتد برس. وتنقل عن سائق توكتوك يدعى إيهاب صبحي رفضه للخطة الجديدة، لافتًا إلى أنه يكسب يوميًا ما يوازي 8 دولارات (140 جنيها يوميًا)، حيث يتركز نشاطه في منطقة شبرا ذات الكثافة السكانية العالية.

وتابع صبحي: “لو أخذوا مني التوكتوك، كيف ستعيش عائلتي؟”. وأردف أنه حتى إذا حصل على قرض حكومي، لن يكون قادرًا على سداد ما يوازي 5600 دولار للسيارة الجديدة. وفي ذات السياق، قال سائق توكتوك ونقاش وأب لخمسة أبناء يدعى محمد زيدان: إنه يجد صعوبة في العثور على أعمال نقاشة.

ويتناول التقرير البعد الثالث في الأزمة، ويتعلّق بجهود حكومات الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك للحد من ظاهرة التوكتوك، وحظره في معظم أحياء القاهرة، لكنها في نفس الوقت كانت تسمح بجلب قطع غيار التوكتوك من جنوب شرق آسيا إلى مصر، حيث تقوم شركات السيارات بتجميع وبيع تلك المركبات غير المرخصة. منوهة إلى أن الاقتصاد غير الرسمي في مصر يمثل نسبة تتراوح من 50% إلى 60% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لمنظمة العمل الدولة.

كابوس سد النهضة 

في سياق مختلف، تناولت الوكالة الأمريكية وكذلك صحيفة الجارديان البريطانية المخاطر التي تواجهها مصر على صعيد الأمن المائي مع اقترابها من أزمة مائية حتمية بحلول 2025.

وجاء في التقرير الذي نشرته أسوشيتد برس، أنه في ظل ظلال شجرةٍ انضم محمد عمر إلى مزارعين آخرين يتشاحنون حول من الذي يسقي محاصيله أولًا، بعدما تضاءلت الإمدادات من مياه النيل إلى قناة مجاورة، حتى بات سد النهضة كابوسًا يطاردهم.

المشهد يذكر بالفيلم الشهير “الأرض”، الذي أنتج قبل نحو 50 عاما، وأخرجه المخرج الشهير يوسف شاهين، وكان يتحدث عن ندرة المياه، والصراع بين المزارعين على أحقية الري.

وبحسب الوكالة الأمريكية، فقد سيطر القلق المتزايد على المزارعين المتوترين بالفعل مع اقتراب الانتهاء من سد إثيوبيا العملاق على النيل الأزرق، وهو رافد رئيسي للنيل. وترى مصر أن بناء هذا السد يمثل تهديدًا وجوديًا يمكن أن يقلل بشدة من إمدادات المياه. لكن إثيوبيا تصر على أن حصة مصر من المياه لن تتأثر.

يضيف المزارع عمر: “سيكون ذلك دمارًا لنا جميعًا ولأراضينا الزراعية. كيف سنكون قادرين على الحفاظ على أعمالنا بعد ذلك؟.. ويقول أحمد، وهو مزارع يبلغ من العمر 23 عامًا: “إذا لم نتمكن من دعم أنفسنا، فكيف ستحصل بقية البلاد على الطعام؟”.

ويوما الاثنين والثلاثاء الماضيين، كانت مصر تستضيف مباحثات مع السودان وإثيوبيا حول مشروع سد النهضة العملاق، ومن المقرر عقد اجتماع وزاري في واشنطن، في 9 ديسمبر، لتقييم نتائج الاجتماعين الأول والثاني، وما تم إحرازه في موقف المفاوضات بين الدول الثلاث. وتم الاتفاق على لقاء أخير في شهر يناير 2020 .

وقال هاني رسلان، المحلل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة: يجب التوصل لحل نهائي بحلول يناير، وإلا فإن مصر ستكون عرضة للمخاطر الاجتماعية والاقتصادية التي لا يمكن التغلب عليها.