حقيقة سياسية: وجود نظام شرعي في ليبيا يعني أن السيسي في خطر!

- ‎فيتقارير

يحلُم الليبيون بعد ربيعهم العربي بإنشاء دولة مدنية ديمقراطية دون أن تكون دولة عسكرية، وهذا ما لا يريده نظام العسكر في مصر؛ لأن الانقلاب الذي يقوده جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي يفضل التعامل مع انقلاب مماثل له في ليبيا، ووجود دولة مدنية ديمقراطية في ليبيا يهدد مستقبل الانقلاب في مصر.

وشنَّ المتحدث الرسمي باسم وزارة خارجية الانقلاب، أحمد حافظ، هجومًا حادًّا على المجلس الرئاسي الليبي، والذي أعرب عن استغرابه الشديد من التصريحات التي أدلى بها جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي قبل يومين عن الأزمة الليبية.

حكومة الوفاق

وقال المتحدث باسم خارجية الانقلاب، في تغريدة له عبر حسابه على موقع “تويتر”: “من هو المجلس الرئاسي الليبي الذي أصدر بيانًا اليوم يتناول مصر؟ ما نعلمه هو أن ذلك المجلس يتكون من 9 أشخاص.. أين هؤلاء الآن؟”.

وكان المجلس الرئاسي لحكومة “الوفاق الوطني” الليبية قد شدّد على رفضه لأي تهديد يمس السيادة الوطنية، داعيا سلطات الانقلاب في مصر إلى لعب “دور إيجابي” يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين.

واتّهم السفيه السيسي حكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا بأنها “مسلوبة الإرادة” و”أسيرة للمليشيات الإرهابية”، وأضاف “كان الأولى بنا أن نتدخل بشكل مباشر في ليبيا، ولدينا القدرة، لكننا لم نفعل ذلك”.

بدوره قال المحلل السياسي محمد السيد: “تعد ليبيا من الدول المنتجة للنفط ولديها احتياطي نفطي بلغ في 2017 ما يقرب 48 مليار برميل، وما زالت هناك كميات كبيرة لم تكتشف بعد؛ نتيجة توقف الشركات الأجنبية بسبب الصراع الدائر بين حكومة الوفاق الوطني والمتمرد خليفة حفتر”.

وأضاف: “ورغم ما يقدمه النظام الانقلابي في مصر بقيادة السيسي من دعم عسكري على الأرض وفِي الجو مكًن حفتر من السيطرة على مدن عدة أهمها بنغازي، إلا أن الدول الغربية لن تترك النفط الليبي نهما للسيسي والإمارات”.

وأوضح أن “الشركات التي تقوم بعمليات التنقيب، ومنها توتال، وإيني، وبي بي، لها استثمارات كبيرة في ليبيا، وهذه الدول أيضا شاركت في القضاء على نظام معمر القذافي، وأذكر هنا بالتحديد الضربات الجوية التي نفّذتها الطائرات الفرنسية، والتي حسمت المعركة لصالح الثوار”.

ورأى السيد أن “الغرب عمومًا له مآرب كثيرة في ليبيا على رأسها النفط، ومحاربة الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من السواحل الليبية، وما سمح به الغرب للسيسي من تدخل في ليبيا كان تحت ذريعة محاربة ما يسمى الاٍرهاب الداعشي، وهذا الأمر انتهى، لكن بعض القوى الغربية، بالاتفاق مع السيسي، تترك له المجال لمساعدة حفتر تحت ذريعة وقف تهريب السلاح إلى مصر”.

براميل النفط

وعلَّق النائب السابق، عبد الموجود الدرديري، بالقول: “إن الغرب يسمح بدور مصري في ليبيا طالما أنه لا يخرج عن إطار السياسة الأوروبية، ولا يسمح بوجود دور مستقل”، مشيرا إلى أن “السيسي يدعم حفتر طمعا في الحصول على أكبر نصيب من براميل النفط، وعدم وجود دولة مدنية ديمقراطية إلى جواره”.

مؤكدًا أن “الغرب الاستعماري لا يريد لمصر الاستفادة من النفط الليبي حتى لو كانت تحت حكم العسكر؛ لأن الغرب لا يريد أن يتقوى المصريون على حساب الشعوب الأوروبية والعقلية الاستعمارية، وتصر على بقاء سايكس بيكو بدون تغيير”.

ويشارك الانقلابي حفتر السفيه السيسي في عدائه للتيار الإسلامي، وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين، واعتماد الحل العسكري بدلا من الحوار لحسم المفاوضات.

وفي فبراير 2017، أكد حفتر أن “ما يقوم به الجيش الليبي ضد تنظيم الإخوان وأعوانه من الجماعات الإرهابية شيء بسيط بالنسبة لما قام به الجيش المصري منذ البداية ضد هذا التنظيم الإرهابي”، مشيرا إلى أنه “لولا ما قدمته مصر لنا ما كنا نستطيع أن نقف على أرجلنا مرة أخرى”.