حذَّرت جماعة الإخوان المسلمين في السودان، في بيان لها بمناسبة الذكرى الأولى لثورة ديسمبر المجيدة، من أن الإقصاء والفصل التعسفي من الخدمة المدنية واستبدال تمكين بتمكين وظلم بظلم، يؤدي إلى فتنة لا يعلم مداها إلا الله.
وأكَّدت الجماعة 6 حقائق ومسلّمات، بالإضافة إلى التحذير السالف، وهي تُحيي الذكرى الأولى لثورة الشعب.
والحقائق الست هي:
أولاً: الثورة ثورة شعب أخرجه الظلم والفساد والاستبداد.
ثانيًا: الشعب لم يخرج كُرهًا للدين أو لشريعةٍ لم تحكم أصلًا أو حبًّا لعلمانية تصادم عقيدته وَأخلاقه وقيمه.
ثالثًا: إن تيارًا فكريًّا وسياسيًّا واحدًا لا يمكنه بأي حالٍ قيادة البلاد إلى بر الأمان وتحقيق أهداف الثورة، مهما بلغ حجمه وتعددت مكوناته، والنتيجة الحتمية لذلك الفشل الذريع وتمزيق وحدة البلاد.
رابعًا: الحكومة خلال الفترة الانتقالية لها مهام محددة لا يمكن تجاوزها، تتمثل في حل المشكلة الاقتصادية والمعيشية للمواطن الذي أرهقته الصفوف والمواصلات والمعاناة اليومية المتجددة، والتحقيق النزيه الشفاف لقضية فض الاعتصام، وتقديم إجابات واضحة وصريحة حول المفقودين، والقصاص من القتلة، والمحاكمة العادلة للفاسدين، والإعداد لانتخابات حرة ونزيهة في نهاية فترتها.
خامسًا: إن إعداد الدستور والقوانين والمصادقة على الاتفاقيات الدولية والإقليمية وتعديل المناهج التعليمية من مهام الحكومة، التي يفوضها الشعب من خلال صندوق الانتخاب.
سادسًا: لا خيار للعبور الآمن للوطن إلا بمُصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحدًا، ولا يُعزل فيها توجه ولا فكر.
واستدرك البيان، الذي وقّعه الدكتور عادل على الله إبراهيم، المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان، الذكرى بالتهنئة للشعب السوداني الأبي، بأحرّ التهاني وأخلصها بمناسبة الذكرى الأولى لثورته المجيدة.
وخصّ بالتهنئة الشباب الجسور الذي كان له الدور الأكبر في إسقاط النظام، بعد أن اكتملت كافة أسباب السقوط من فقر وبطالة وظلم وفساد واستبداد، وقدم الشهداء (نسال الله لهم الرحمة والمغفرة والقبول) مهرًا للحرية والعيش الكريم، وفداءً للوطن تحت شعار حرية سلام وعدالة.
وشدد البيان على أن “الثورة خيار الشعب بمختلف توجهاته الفكرية والسياسية، شارك الجميع في صناعتها وضحوا كلهم في سبيلها، كما نُحيي قواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى التي انحازت لخيار الشعب وحقنت الدماء وحمت الثورة.”