“ميدل إيست مونيتور”: 10 نساء يستخدمن سلاح الجوع بـ”القناطر” واختفاء أبو بكر وعمار لعامين

- ‎فيتقارير

اهتمّت صحيفة “ميدل إيست مونيتور”، التي تصدر من لندن، بالإضراب الذي دشنته 10 نساء بين سيدات وآنسات بسجن القناطر شمال القاهرة، كما ركزت في تقرير منفصل على مرور عامين بالتمام والكمال على إخفاء الطالب أبو بكر السنهوتي، وزميله عمار محمود النادي قسريًّا منذ ديسمبر 2017 وإلى اليوم.

10 نساء

وقالت “ميدل إيست مونيتور”، إن 10 نساء معتقلات في سجن القناطر النسائي في مصر بدأن إضرابًا عن الطعام؛ احتجاجًا على سوء المعاملة والظروف اللاإنسانية.

وقالت النساء، إنَّهن لجأن إلى الإضراب المفتوح كحل أخير عندما لم يجدن ملاذًا قانونيًّا للتعبير عن معاناتهم.

وساقت الصحيفة نماذج للمضربين، ومن بينهن روضة محمد، 25 عامًا، والتي تم اعتقالها في سبتمبر بعد فترة وجيزة من نشرها شريط فيديو ينتقد انتصار السيسي، زوجة المنقلب، لعدم الوقوف أمام زوجها بسبب سياساته القمعية.

وتشاركها ريم محمد دسوقي، معلمة مصرية أمريكية، اعتقلتها سلطات الانقلاب في مطار القاهرة في أغسطس بعد انتقاد النظام على فيسبوك، كما تم احتجاز ابنها، لكن تم إطلاق سراحه بعد 11 ساعة.

وانضمت الصحفية آية علاء إلى الإضراب، والتي اعتُقلت خلال الصيف بعد أن قدمت تعازيها لأسرة الرئيس الراحل محمد مرسي في منزل عائلته في اليوم التالي لوفاته.

وبعد أسابيع قليلة، ألقت سلطات الانقلاب القبض على زوجها، الصحفي حسن القباني، في سبتمبر 2019، بعد إطلاق سراحه من سجن طره، حيث تعرض للتعذيب وحُرم من الرعاية الطبية.

وأشارت “المونيتور” إلى أن الزوجين لهما ابنتان صغيرتان، وخلال فترة سجن والدهما الأولى، كانت آية تنشر صورًا لهما خارج بوابات السجن

مضربات أخريات

ومن بين المضربات المحامية المصرية وعضو حزب الاستقلال، سحر علي، والمضيفة الجوية سهى سعيد، والناشطة أسماء خالد، والصحفية سلافة مجدي، والطالبات آلاء السيد وندى بسيوني وياسمين هشام.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نُقلت الشريك المؤسس لحركة 6 أبريل، إسراء عبد الفتاح إلى مستشفى سجن القناطر بعد تدهور حالتها الصحية.

وبدأت إسراء إضرابًا عن الطعام والعطش؛ للضغط على المدعين العامين لفتح القضية في شكاوى من تعرضها للتعذيب في الحجز.

ونشرت صحيفة الأهرام الموالية للنظام مقالين، أحدهما ينفي أن تكون السجينات الـ10 في سجن القناطر مضربات عن الطعام، ووصفوا التقارير بأنها “افتراءات”.

وكشفت الصحيفة عن أنه منذ يوليو 2013، تم القبض على حوالي 2762 امرأة في مصر، وتم سجن 125 حاليًا، وفقًا لمنظمة حقوق الإنسان “نحن نسجل”.

أبو بكر وعمار

وأشارت “المونيتور” إلى أن أبو بكر السنهوتي وعمار النادي اختفيا مرتين، الأولى في 2014، والثانية في ديسمبر 2017، ولم يظهرا مجددا رغم مرور عامين على اختفائهما قسريا.

وقالت إن سلطات الانقلاب أخفت أبو بكر، الطالب الأزهري، 21 عامًا، قسريًّا لمدة عامين، على الرغم من المحاولات اليائسة التي بذلتها أسرته لتحديد مكان وجوده.

وخصّت “المونيتور” شقيقة أبو بكر بتصريحات فقالت: “لم نزره أبدًا، ولا حتى مرة واحدة”، “لا نعرف مكان نقله، ولا أين هو الآن”.

وأضافت سارة السنهوتي: “لم يُتهم بأي شيء، ولم يرتكب أي جريمة.. لم يشارك حتى في أنشطة معادية للحكومة”.

وأكدت أن “أبو بكر لم يكن متورطًا في ثورة 2011، ولم يكن جزءًا من اعتصام رابعة الذي نظمته جماعة الإخوان المسلمين”.

وكشفت عن أنه لمدة أربع سنوات، عاش أبو بكر حياة غير مستقرة، وانتقل من مكان إلى آخر للاختباء من الشرطة. وقالت إنه سئم من ضغوط العيش وقرر مغادرة البلاد مع أحد أصدقائه، عمار محمود النادي.

وأوضحت أنه وعمار توجها إلى مدينة أسوان الجنوبية، حيث خطّطا لعبور الحدود إلى السودان لتفادي حظر السفر، مما يعني أن المغادرة عبر المطار لم تكن خيارًا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم القبض على الصديقين على الحدود، في 14 ديسمبر 2017، واختفى كلاهما قسريًّا منذ ذلك الحين.

وكشفت عن أن عائلة أبو بكر سمعت عنه مرة واحدة منذ اختفائه. “لقد اتصل بنا مرة واحدة في 16 مارس 2018 من رقم مجهول”، وقالت أخته: “أخبرنا أن الجيش احتجزه وأنه كان مسافرا معهم من مكان إلى آخر، لكنه لم يكن يعرف مكان وجوده ولا مكان أخذهم، لم نسمع أي شيء عنه منذ تلك الدعوة”.

وضع غير قانوني

وأشارت الصحيفة إلى أنه نظرًا لعدم إدراج أبو بكر رسميًا في أي قضية، قال محامي العائلة إنه لا يمكنه اتباع إجراء رسمي لإطلاق سراحه.

وأوضحت أن الأشخاص الذين اختفوا قسريًّا هم خارج حماية القانون الذي يجعلهم عرضةً لخطر التعذيب والتعايش مع التهديد الدائم بالقتل. تقول سارة: “أتمنى أن يكون أخي محتجزًا”، “على الأقل كنا نعرف أنه على قيد الحياة”.

وتعليقا على ذلك، أوضحت أنه في الوقت نفسه تتعرض الأسر والمجتمعات للدمار بسبب خسارتهم. حيث قالت سارة: “أخي، أقرب شخص إلى قلبي.. كان أخي حياتي”.
وأضافت “اختفاء أبو بكر قد أثر بشكل كبير على صحة والدتي”.

وشددت الصحيفة على أن الحكومة المصرية تقوم بشكل منهجي بحالات الاختفاء القسري وتنكر بانتظام قيامها بذلك، وغالبًا ما تنشر معلومات مضللة لتحويل الانتباه عن الحالات.

وكشفت عن أنه بين أغسطس 2017 وأغسطس 2018، اختفى 1989 شخصًا قسريًا في مصر، وفقًا لمنظمة حقوق الإنسان التي تتخذ من جنيف مقرًا لها.

ويتعرض المحامون والناشطون الذين يساعدون أسر المختفين قسريًّا للمطاردة والتخويف والمحاكمة من قبل السلطات المصرية.