مرعوب من ذكرى الثورة.. السيسي على رأس حملة دعائية للحرب مع تركيا!

- ‎فيتقارير

تزعم أذرع المنقلب عبد الفتاح السيسي ولجانه الإلكترونية أن مصر تدخل حاليًا حربًا مع تركيا، رافعين شعار عبد الناصر "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"؛ وذلك لشحن الرأي العام لتأييد السيسي بزعم أنها حرب وطنية وأنه يجب الوقوف في صفها، إلا أن ذلك يبدو أنه يصب في خدمة "التوقيت"، وهي الذكرى السنوية لثورة 25 يناير، بهدف زعزعة تأهب الثوار لاستعادة حراك الثورة؛ بزعم أن "من ليس معنا فهو ضدنا"، وأن الجميع يجب أن يتوحَّد خلف الجيش وإلا كان خائنًا بانحرافه عن مسار الجيش!.

ويرى مراقبون أنه تحت زعم "الإرهاب المحتمل"، قتل السيسي إلى الآن الآلاف دون وجه حق، والآن يبحث عن شماعة لتوريط الجيش في حرب ضد تركيا، لإلهاء المصريين عن المطالبة بالتغيير واستعادة ثروات مصر المنهوبة أو المباعة لجيوب العسكر، ووقف تخريب مصر داخليا، وإنقاذ مصر التي غرقت فى الديون.

وبالمقابل، يرى آخرون أنه لا حياد عن الثورة لإزالة الحكم العسكرى نهائيا وليس لإزالة عسكري بآخر، مع رفض قيام ثورة تخدم المنتفعين من حكم السيسي وموظفين كبار فى الدولة، الذين لا يشغلهم الأقل دخولا من عامة الشعب، وأن قيام حرب بين مصر وتركيا هى فى الحقيقة خرافات لا أكثر، ليتم التشويش عن الثورة.

تعليقات النشطاء

وفي هذا السياق، قال "جلال": "اللى مفكر إن فيه حرب بين مصر وتركيا يبقى غلطان.. المتابع للأحداث يعرف أن تركيا دخلت بضوء أخضر من أمريكا وروسيا والناتو.. السيسي يعرف كده.. جيش مصر لم يدخل حربا حقيقية منذ 73.. السيسى يعرف جيدا أن الشعب على حافة الانفجار، ويعرف أن تركيا تمتلك جيشًا قويًّا.. انسوا أوهام الحرب وركزوا فى الثورة".

وكتب عيد "Ead": "الهدف الوحيد هو إلهاء الناس عن القضية والثورة.. ابعت جنود إلى ليبيا سيصرف نظر الناس عن الثورة.. ولن تقام ثورة وأولادهم في حرب.. هذا ما يريده السيسي".

وعلَّق حساب "اعدل المايل يا رب" قائلا: "تصريحات النظام المصري عن حرب مع تركيا خديعة كبري الغرض منها:

*إلهاء الشعب المصري بحرب وهمية حتى تهدأ الثورة المُحتقنة ضد نظام السيسي.. *تمرير قرارات اقتصادية صعبة على الشعب المصري بحجة أننا في حالة حرب.. ومن يعترض أو يثُر فالسجون موجودة وتنتظر المزيد.. اللهم عجل بالثورة".

وهو نفس ما ذهب إليه "Zaid 12" فأضاف: "قصة الحرب طلعها السيسي لكي يشغل الشعب كله فيها، ليتناسى الشعب الثورة المخطط لها في يناير.. وبالفعل استطاع أن يجذب الموالين والمعارضين له بهذه الفكرة.. أمَّا بالنسبة للحرب مصر تحتاج إلى عشرات السنين من الإصلاح الداخلي لخوض أي حرب.. الثورة ولا بديل".

وكتب عبد الباسط "Abd El Basset": "الناس اللي مفكرة إن مصر هتخش حرب بجد دي ناس هبلة ومغفلة.. ما هو اللي بيروج للحوار دا عشان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. محدش يعارضه.. محدش يقف قدام الخراب".

وقال "محمد الشرقاوي": "لن يخوض السيسي حربًا في ليبيا ضد تركيا لأنه لا يجرؤ على ذلك، ولو كانت عنده الشجاعة كان خاض حرب ضد إثيوبيا لأجل مياه النيل اللي هي شريان الحياة للمصريين.. المستبدون دائما يستعملون القوة ضد شعوبهم والسياسة مع أعدائهم.. ولذلك لن يخوض السيسي أي حرب في ليبيا، ولذلك بقولك ارتاح وبطل تطبيل".

موسم الهروب

وفي رؤية تحليلية لحازم عبد الرحمن على موقع "الشارع السياسي Political Street" بعنوان "السيسي والحروب الوهمية.. موسم الهروب إلى ليبيا"، قال إنه "مع بداية شهر يناير من كل عام، يتزايد قلق عبد الفتاح السيسي وعصابة الانقلاب بسبب ذكرى ثورة 25 يناير التي أطاحت بالمخلوع مبارك بعد 30 عاما في الحكم, وقبل نهاية 2019, حدث تغير يزيد من قلق الانقلابيين أكثر, وهو توقيع وثيقة التوافق المصري, بهدف إسقاط السيسي, وإنهاء حكم العسكر في مصر.

وأضاف "ولا يمكن تجاهل الدور المتعاظم لوسائل التواصل الاجتماعي, وظهور خصوم وأعداء جدد للسيسي من غير أنصار ثورة 25 يناير, كما أن ولاء الجيش لشخص السيسي غير مضمون, وقد يلقي الجيش البيان رقم واحد إذا نجحت المظاهرات في احتلال الميادين, فضلا عن التقارير التي تقدمها الأجهزة الأمنية إلى السيسي يوميا, وهي كلها ترصد حالة الغليان الشعبي التي تتحين الفرصة للانفجار".

وأشار إلى أن الثورة مسار فزع السيسي بعدما راقب "التطورات التي شهدها عام 2019 في الوطن العربي, حيث جرى خلع الرئيس السوداني عمر البشير بعد 30 عاما في الحكم الذي وصل إليه بانقلاب عسكري على حكومة مدنية منتخبة, وكذلك إجبار الحراك الشعبي في الجزائر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الانسحاب من الترشح لولاية خامسة, ويشهد العراق منذ أول أكتوبر 2019 مظاهرات في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية للبلد.

وتابع أن "حكم العسكر في مصر يعيش أزمة حقيقية, وقد خسر الجنرالات سمعتهم بعد التقاعس عن الرد على التهديد الإثيوبي بإعلان حرب على مصر؛ ما مثل إحباطا وصدمة لدى مؤيديهم الذين كانوا يفاخرون بقائد الانقلاب ويشبهونه بإيزنهاور".