مخبر رئيسًا لأكبر جامعة إسلامية.. حرمان طلاب الأزهر المعتقلين من الامتحانات “قربان” للمنقلب

- ‎فيتقارير

في فصل جديد من العصف بمصير الطلاب المعتقلين، قرر رئيس جامعة الأزهر "د. محمد المحرصاوي" وقف جميع امتحانات الطلبة المعتقلين الذين هم في جميع الكليات العلمية.

فيما يحضر الطلاب المعتقلون لتنظيم إضراب احتجاجًا على قرار "المحرصاوي" وقال حقوقيون: إن الطلاب الآن في حالة غضب شديد، ويأتي قرار الإضراب لأنهم تكبدوا وأسرهم آلامًا وتعبًا في التحضير للدخول في الامتحانات.

المثير للدهشة أن قرار رئيس الجامعة جاء بشكل مفاجئ رغم موافقة المحامي العام ومصلحة السجون!

وتحتل جامعة الأزهر المركز الأول لعدد الطلاب المعتقلين، تليها جامعة القاهرة، ثم حلوان، ثم باقي جامعات مصر، ولا تقتصر الاعتقالات داخل جامعة الأزهر على المصريين فقط؛ حيث انضم إليهم في وقت سابق عدد من طلاب الإيجور، الذين يدرسون بالأزهر الشريف، وتم اعتقال 49 طالبًا منهم قبل عام ونصف، ثم أطلق سراحهم وتم ترحيلهم خارج البلاد، مع أعداد متفرقة لجنسيات أخرى مختلف، بل سمح السيسي لمحققين جاءوا من الصين للتحقيق مع المسلمين الإيجور، دون أن يرمش جفن لرئيس الجامعة أورئيس الجامع (شيخ) الأزهر.

الأزهر بالأخص

وتتعمد حكومة الانقلاب التي تسيطر على الجامعة والمشيخة الآن بحسب "دستور" العسكر 2014، إلى محو ما حققه الأزهر من مكاسب في دستور 2012 حيث أصبح الأزهر مؤسسة تابعة وخاضعة للدولة لا استقلال له ولا لعلمائه ولا لأئمته، فضلاً عن رؤساء جامعة مجرمين من عينة د. المحرصاوي.

ويتعرض الطلاب المعتقلون لأزمات وضغوط شديدة، خلال أداء امتحاناتهم داخل السجون، والتي كان آخرها حرمان طلاب الفرقتين الأولى والرابعة بكلية التجارة جامعة الأزهر، المعتقلين بسجن استقبال طرة، من أداء امتحانات هذا العام، كوسيلة ضغط ضد المعتقلين، رغم أن القانون لا يعطي لسلطات الاحتجاز هذا الحق.

وقال أبو معاذ "abo maz" تحت شعار "#الحياة_حق": "عايز تعرف شباب مصر فين؟! لجنة امتحان كلية العلوم جامعة الأزهر فرع القاهرة في سجن طرة ١٩ طالب من كلية واحدة!…في قسم واحد!..في سجن واحد! متخيل عدد المعتقلين .. في باقي الاقسام .. في باقي الكليات .. في باقي الجامعات  ..في باقي المحافظات؟".

وتكرر هذا الهبوط من جامعة الأزهر في مايو الماضي بعدما منعوا طلاب الفرقتين الأولى والرابعة بكلية تجارة جامعة الأزهر المعتقلين بسجن استقبال طرة ليس فقط من أداء باقي الامتحانات بل وإحالتهم إلى مجلس تأديب؟!

وقال طلاب إن طلاب الأزهر في أول امتحان لهم يوم السبت 2019/5/25 كان موجود دكتور اسمه ربيع عثمان الطحان هو المسئول عن لجنة السجن، وحدث معه إشكال بسيط تضخم بسببه مما حوّل الأمر إلى أشبه بعقاب جماعي لجميع الطلاب من حضر ومن لم يحضر ودون تحقيق أو قرار قانوني.

جامعات أخرى

وفي مايو الماضي أيضًا استمر مسلسل التعنت مع المعتقلين؛ حيث منعت مصلحة السجون الطلاب المعتقلين في سجن الفيوم وبني سويف من أداء الامتحانات، وهو ما لم يستطع رئيس جامعة بني سويف، تغيير قرار "داخلية" الانقلاب، فقرر من جانبه عدم السماح بإرسال مراقب إلى السجن العمومي بناء على تعليمات أمنية مشددة من جهاز الأمن الوطني.

وعلى سبيل المثال أيضًا لا الحصر، اتضح أن منع الطلاب المعتقلين كان قرار المجلس الأعلى للجامعات المعبر عن حكومة الانقلاب.

فكشف الطالب إسلام هجرس عن أن جامعة المنصورة منعت الطلاب المعتقلين المنتسبين لكليات عملية من اداء الامتحانات التيرم الأول في 2016، وصرح رئيس الجامعة د. محمد القناوي بإنه ينفذ قرار المجلس الأعلى للجامعات!

وقال الطلاب المعتقلون ردًا على تصريح د. القناوي الذي زعم أن الجامعة تقف وتساند أبناءها الطلاب والمنتسبين لها لاستكمال دراستهم، إن "القرار الذي يتحدث عنه "القناوي" صدر في 14 يناير 2014 وبعده سمحت إدارات الكليات للمعتقلين بأداء الامتحانات، فما الذي تغير هذا العام ؟"

وأضافوا أن القرار الذي يتحجج به كسبب لحرمان الطلاب من الامتحانات سارٍ على كل الجامعات ومع ذلك نرى طلاب الجامعات الأخرى يؤدون امتحاناتهم بشكلٍ طبيعي ولكن يبدو أن جامعة المنصورة تنتهز الفرص لتقف عائقًا في وجه مستقبل طلابها.

وكشف بيان الطلاب آنذاك عن أن تصريحات عدد من إدارات الكليات تؤكد أنهم يتخذون هذا الموقف نكايةً في المعتقلين لا أكثر.

واستشهدت بتصريح د. جلال معتوق -وكيل كلية الصيدلة- لوالد أحد المعتقلين بأنه "مش هنمتحنهم واللي عايزين تعملوه اعملوه".

وتصريح "د. محمد فريد لهلوب" -عضو هيئة التدريس بكلية الصيدلة- لأهالي المعتقلين قائلًا: "هتلفوا وتتشحططوا وف الآخر مش هنمتحنهم".

وقال الطالب ماجد رمضان إن العميد قالها لنا نصًا "حتى لو جبتوا اذن من رئيس الجامعة ومصلحة السجون برضه مش همتحن المعتقلين".

انتفاضة حق الطلاب

وأمام سلوكيات متكررة، استعاد الطلاب حقوقهم في تأدية الامتحانات في 2017، من خلال تنظيم تظاهرات للإفراج عن المعتقلين من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والسماح للمعتقلين بأداء الامتحانات وتكرر ذلك في بني سويف والاسكندرية وجامعة عين شمس.

وعلى أثر هذه التظاهرات التي استمرت منذ الانقلاب وحتى 2017، وافقت جامعة عين شمس على السماح للطلاب المعتقلين بأداء امتحاناتهم ومنها في 2014؛ حيث وافق الدكتور محمد الطوخي، نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب، على طلبات جميع معتقلي الجامعة لأداء امتحانات منتصف العام، بعد طلبات عدة من حقوقيين بعدم ضياع مستقبلهم العلمي.

وفي 2015، عاد وحرم الطلاب المعتقلين من أداء امتحاناتهم فما كان من اتحاد طلاب هندسة عين شمس، في نوفمبر 2015 إلى تقديم استقالته واعتبر أنه أخطأ في المشاركة في الانتخابات من الأساس، وقال: "ظهر هذا الخطأ في تصريحات رئيس إتحاد طلّاب جامعة عين شمس التي تتنافى تمامًا مع أهداف الإتحاد الحقوقيّة و الخَدميّة المُعلنة قبل بِدء عملية الإنتخابات, كما ظهر أيضًا فيما حدث قبل عملية الإنتخابات بما يتنافى مع مكانة كلية الهندسة".

مخالفة دستورية

وتنص المادة (19) من "دستور 2014" على حق كل فرد في التعلم وأن الدولة ملزمة بتوفيره وفقًا للمعايير الدولية وكذلك المادة (28) من قانون تنظيم السجون، وهو ما لا نرى له صدىً على أرض الواقع.

ومن جهتها، قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومقرها في بريطانيا في تقرير لها مطلع 2019 إن أكثر الشرائح تضررًا من الانقلاب الطلاب؛ حيث تم اعتقال 3686 طالبًا من خلال اقتحام قوات الأمن حرم الجامعات، وعادة ما يواجه الطلاب محاكمات سريعة لتصدُر عليهم أحكام بالغة القسوة مما يهدد مستقبلهم بشكل كامل.