مصطفى قاسم “ريجيني أمريكا” بسجن طره.. قتلوه كما لو كان مصريًّا!

- ‎فيتقارير

على طريقة قتل المصريين بسجون الانقلاب العسكري، قُتل المعتقل الأمريكي ذو الأصول المصرية “مصطفى قاسم” بسجن طره؛ بسبب إضرابه عن الطعام ردًّا على سوء المعاملة والقهر الوحشي الذي يتعامل به نظام السيسي مع المعتقلين وغير المعتقلين في مصر، تحت سمع وبصر العالم كله، والذي لا يتحرك غالبًا إلا عندما يكون أحد مواطنيه ضحية لذلك.

فقد شهدت سجون مصر، الأسبوع الماضي، مقتل 4 معتقلين من يوم 5 يناير حتى 8 يناير، بسبب البرد والإهمال الطبي والقمع الأمني ولم يتحرك أحد، رغم توثيق المنظمات الحقوقية المحلية والدولية لآلاف الانتهاكات بحق الإنسان المصري في ظل حكم السيسي.

ونددت الخارجية الأمريكية وأعضاء بالكونجرس بوفاة مصطفى قاسم، المواطن الأمريكي من أصول مصرية، داخل معتقله بعد مرور أكثر من 6 سنوات على حبسه.

وتوفي مصطفى قاسم داخل سجن طره نتيجة إضرابه عن الطعام؛ احتجاجًا على اعتقاله وصدور حكم ضده بالسجن 15 عامًا في قضية ملفقة.

وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط “ديفيد شينكر”: “أشعر بحزن عميق لأنني علمت اليوم بوفاة مصطفى قاسم، الذي كان مسجونا في مصر منذ 2013، كان موته في السجن مأساويًا ولا داعي له ويمكن تجنبه”.

وأضاف “شينكر”: “نرسل تعازينا الخالصة إلى زوجة قاسم وعائلته في هذا الوقت المؤلم”. متابعًا: “سأستمر في إثارة مخاوفنا الخطيرة بشأن حقوق الإنسان والأمريكيين المُحتجزين في مصر في كل فرصة، وكذلك الفريق بأكمله في وزارة الخارجية”.

من جانبه، قال السيناتور “كريس ميرفي”: إن “قاسم” عانى مثل آلاف السجناء السياسيين في مصر. ودعا وزير خارجية بلاده “مايك بومبيو”، إلى تذكير مصر بأن المساعدات العسكرية مرتبطة قانونا بالإفراج عن السجناء، بمن فيهم 6 أمريكيين على الأقل.

وفي ذات السياق، ندد السيناتور الديمقراطي “باتريك ليهي” باعتقال “قاسم” ومحاكمته والتسبب في وفاته.

وقال: “قاسم مواطن أمريكي بريء أُلقي القبض عليه وأُدين بصورة غير مشروعة مع 700 آخرين بمحاكمة مزيفة”.

وأضاف: السيسي رفض مناشدات المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة، بالحفاظ على حقوق الإنسان، وإنقاذ حياة قاسم”.

وتابع “ليهي”: “لقد حان الوقت لأن يدرك الكونجرس والبيت الأبيض أننا لا نستطيع الاستمرار في مكافأة مثل هذا السلوك المشين”.

معاناة مستمرة

وأفادت قناة “سي إن إن” الأمريكية، بأنَّ بيانًا صادرًا عن منظمات مُمثلة لقاسم وعائلته، يشير إلى أن سبب وفاته كان “قصورًا في القلب”.

ومنذ سبتمبر 2018، دخل “قاسم” إضرابًا عن الطعام، واكتفى بشرب السوائل فقط، والخميس الماضي، “توقف عن السوائل، وبعد ذلك بوقت قصير تم نقله إلى مستشفى جامعة القاهرة، حيث توفي.

ووفق نائب عام الانقلاب، “كان المتوفى قد نُقل من مستشفى سجن طره إلى مستشفى جامعة القاهرة الأحد لتلقي العلاج هناك، غير أنه فارق الحياة الاثنين”.

وكان قضاء السيسي قد أصدر حكمًا بسجن “قاسم” 15 عاما، بعدما ألقي القبض عليه في 2013، ضمن ما يعرف بقضية “فض اعتصام رابعة”.

ومنذ أيلول 2018، خاض “قاسم” أكثر من مرة إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على سجنه، فيما حذّر محاميه، برافين مادهيراجو، في فبراير 2019، من أن حالة موكله الصحية سيئة جدا، خاصة وأنه يفقد وزنه وشعره بشكل مستمر.