بعد واقعة تصوير ما يُسمى بـ”حزب مستقبل وطن” للفقراء أثناء تسلُّمهم بطاطين، ونشر “أحزاب” انقلابية أخرى حفلات تسلُّم البطاطين، أعاد نشطاء على مواقع التواصل تداول قرار شيخ الأزهر الذي أصدره قبل 8 أشهر بمنع تصوير المحتاجين، مطالبين بتطبيقه.
ونشرت صحيفة الانقلاب “الأهرام”، في 4 مايو الماضي، قرار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر”، بتعليمات واضحة وصريحة للحفاظ على كرامة مستحقي الزكاة أثناء تلقيهم حقهم من الزكاة وعدم تصويرهم بأي وسيلة كانت.
ووجَّه الطيب بمنع التصوير أثناء تقديم المساعدات أو تقديم الزكاة أو الصدقات أو الخدمات للمستحقين، من بيت “الزكاة والصدقات” المصري التابع للأزهر الشريف.
وشدد على عدم جواز تصوير الأطفال أو المرضى الذين يتم تقديم العلاج لهم، وعدم جواز المتاجرة بالفقراء والمحتاجين، والتشديد على حفظ وصون كرامتهم.
ويعتبر استدعاء فتوى شيخ الأزهر، التي أطلقها في مايو الماضي، ضمن معاناته مع عصابة السيسي التي منعت بيانه بشأن مسلمي الإيجور، وحدَّت من تصريحاته في قضايا الهجوم على الإسلام التي يقوم بها إبراهيم عيسى وإسلام البحيري.
ويبدو أن شيخ الأزهر رغم تاريخه أيام مبارك، بحكم أنه كان عضوًا في الحزب الوطني وفي لجنة سياسات جمال مبارك، إلا أنه يعاني من السيسي، وأن بيانات الأزهر توضح ذلك، عدا البيان الأخير بشأن التدخل الخارجي في ليبيا.
غير أنه وبسبب تجاهل بيان شيخ الأزهر الأخير القتلى من معسكر اللاجئين وطلاب المدرسة العسكرية بطرابلس على يد طيران الإمارات، ومقتل المسلمين من الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا على يد مئات الجنود الذين أرسلهم السيسي إلى مساندة المنقلب حفتر، تسبب في أن قطاعًا من متابعيه يطالبون بلعنه واعتباره “الشيطان الأخرس”، يكرر مأساته في مشهد الانقلاب في 3 يوليو 2013، والمجازر التي ترتبت عليه ولم يدن منها شيئا.
أكثر المحايدين يرون أن شيخ الأزهر “عين في الجنة وعين في النار”، وأنه يعلم أن السيسي لا يحب الدين وجاء لتدمير الدين، فيرفض الطلاق الشفوي بحكم الشريعة، ولا يدين دماء الليبيين التي حرمتها الشريعة بعد أن أوغلت فيها فرنسا والإمارات ومصر.
وأعلن مفتي ليبيا، الشيخ صادق الغرياني، عن أن من يتحالفون مع حفتر على اختلاف جنسياتهم يجمعهم أنهم خدام للمشروع الصهيوني في المنطقة للحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، أما شيخ الأزهر فاعتبر أن التدخل التركي فساد في الأرض، مما دعا المراقبين إلى التساؤل: “وأين كان هذا التصريح وقت التدخل الروسي في سوريا”؟!.
ويرى طرف ثالث أن إعلان رفض شيخ الأزهر لمطالب السيسي التي تخص تجديد الخطاب الديني ودعواه التي يتهم فيها الإسلام بالجمود ومحاولة قتل الآخر ما هو إلا سيناريو متفق عليه، والهدف منه تلميع دوره كـ”صاحب رأي” في الدوائر الإسلامية في الغرب، والتي يُندب لزيارتها أحيانا، بدءا من الفاتيكان إلى المراكز والجمعيات والمساجد الإسلامية في دول أوروبا بحكم أنه أكبر رأس في “مجلس حكماء المسلمين”، الذي أسسه شيطان العرب محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، ويشرف عليه شقيقه وزير الخارجية عبد الله بن زايد!.