تم تعيينها لعلاقتها مع “الجيش”.. “هالة” بدون درجات علمية ومكانها الطبيعي “وحدة صحية”

- ‎فيتقارير

أثار حادث تصادم ميكروباص يحمل أطباء من محافظة المنيا للتدرب بالقاهرة ووفاة وإصابة حوالي 20 من الأطباء، العديد من علامات الاستفهام حول أسباب التمسك بوزيرة الصحة في حكومة الانقلاب “هالة زايد” رغم أدائها السيئ وفشلها المتكرر.

وفي جولة بالسيرة الذاتية لـ”زايد”، تجد أنها لم تحصل على ماجستير أو دكتوراه فى أي تخصص، وأن مكانها الطبيعي هو العمل فى وحدة صحية، ولكن علاقات والدها اللواء السابق بالجيش وزوجها الضابط بالجيش جعلها تعمل في مستشفيات العسكر، وهذا هو مؤهلها الحقيقي للوصول إلى منصب “وزيرة الصحة” في مصر، حيث كانت تشغل عضوية المجلس التعليمي لكلية الطب بالقوات المسلحة، وعضو لجنة أخلاقيات البحث العلمي لكلية الطب بالقوات المسلحة، وعضو الجمعية العامة لشركة مصر للطيران للخدمات الطبية، بالإضافة إلى شغلها عضوية لجنة الخبراء القومية لوضع ما تعرف بـ”رؤية مصر 2030″.

وفتح حادث “أطباء المنيا” النار على هالة زايد، وجعل من هاشتاج المطالبة بإقالتها يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، كما دفع بعض مطبلاتية برلمان الانقلاب للمطالبة بإقالتها واتهامها بالفشل.

حيث طالب عضو برلمان الانقلاب، حسين غيتة، بمحاسبة هالة زايد وإقالتها بسبب الحادث الذي وقع نتيجة الإهمال والعشوائية في القرارات، وعدم توفير وسيلة نقل آمنة للأطباء، مشيرا إلى أن أزمة طبيبات المنيا اللاتى تعرضن للوفاة نتيجة حادث تتمثل فى المقام الأول فى تعنت وزارة الصحة، حيث أرسلت خطابا لمديرية الصحة فى المنيا، والتى بدورها أرسلته لإدارة المحافظة تطلب فيه حضور الطبيبات للعباسية بالقاهرة من أجل الحصول على دورة تدريبية فى فحص الثدي.

مطالبات بالإقالة 

وأضاف غيتة أن “المشكلة تكمن فى أن الدورة التدريبية نفسها غير مهمة؛ لأن فحص الثدي أمر سهل ويعلمه كل الأطباء، ليس ذلك فحسب بل إنه لو كان من المفترض أن تكون هناك دورة تدريبية لكان من الأولى إرسال طبيب من وزارة الصحة إلى المنيا، بدلا من إرسال 150 طبيبا من المنيا للقاهرة”، مشيرا إلى أن “الأزمة الأخرى تتمثل فى أن وزارة الصحة خاطبت الطبيبات قبل موعد الدورة التدريبية بيوم أو يومين، وبالتالي لم تستطع الطبيبات أن تحجز تذاكر للقطار من المنيا إلى القاهرة، كما أن الوزارة لم توفر لهم أتوبيسات لنقلهم والجو كان مليئا بالشبورة، ما تسبب فى الحادث على الطريق الصحراوي الشرقى”.

من جانبها وصفت إليزابيث شاكر، عضو لجنة صحة البرلمان، أداء هالة زايد ومكتبها الإعلامي بأنه “مصيبة”، وقالت شاكر: “كنا ننتظر أن تخرج علينا هالة زايد بقرارات تحويل المتسببين في واقعة حادث الكريمات المأسوي للتحقيق والمساءلة، وليس تقديم بعثات حج، ما يدل على أن أداء الوزيرة ومكتبها الإعلامي مصيبة، فهُما لم يُكلفا نفسيهما بمعرفة جوانب الأزمة كافة”.

وأضافت شاكر: “كنت أتمنى أن تصرف زايد تعويضات للضحايا من دون انتظار طلبهم لذلك، ولكن سارعت بمنحهم بعثات حج، رغم وجود طبيبات مسيحيات بينهم”، مشيرة إلى أن “الحادث تسبب في أزمة نفسية لدفعات عديدة من أطباء التكليف، الذين شاهدوا موت زملائهم أمامهم، لحضور تدريب إلزامي بعد تهديدهم، كما أن الطبيبة التي اعتذرت عن حضور التدريب لظروف أسرية تحولت للتحقيق”.

و

منظومة فاشلة

من جانبه قال الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء: إن من بين الطبيبات المصابات اللاتى وصلن لمستشفى معهد ناصر بعد إصاباتهن فى حادث ميكروباص المنيا، الدكتورة راعوس القس أشعيا، والتى كانت حاملًا، وأصيبت بانفجار فى الرحم جراء الحادثة، مما أدى إلى وفاة الجنين، وتم إجراء جراحة لاستئصال الرحم لها”، مشيرا إلى أن الدكتورة سماح نبيل تزوجت منذ شهرين فقط، وتوفيت ضمن حالات الوفاة فى الحادثة.

وأضاف الطاهر أن “النقابة مستمرة فى متابعة الحالة الصحية للطبيبات المصابات، مطالبا بمحاسبة كل من تورط فى صدور قرارات عشوائية أدت إلى انتقال الأطباء بهذا الشكل من المنيا للتدريب فى القاهرة”، لافتا إلى أنه “كان من المفروض أن يتم توفير مدربين للأطباء فى محافظاتهم بدلا من انتقال أعداد كبيرة من الأطباء من محافظة لأخرى، أو توفير وسيلة انتقال مناسبة وآمنة لهم، أو إتاحة فرصة لهم للحجز والسفر بالقطارات”.