أي دور لعبته الإمارات في دفع ولي عهد السعودية للقيام بحملة الاعتقالات الأخيرة؟

- ‎فيتقارير

القصر الملكي السعودي يغلي في الداخل، بعد محاولة الإطاحة بولي عهد السعودية محمد بن سلمان من قبل أمراء العائلة الحاكمة، خصوصا بعد انتشار خبر وفاة الملك سلمان داخل قصور الحكم، وعدم استطاعة بعض الأمراء لقاء الملك.

وقام “بن سلمان” باعتقالهم والذي كان متوقعًا تلك الخطوة في حال وفاة الملك، حيث لن يرضى الأمراء في عائلة آل سعود بتولي الفتى الطائش “بن سلمان” مقاليد الحكم، ولكن ينتظرون لحظة وفاة الملك، حيث من الممكن انتزاع الشرعية عنه والإطاحة به، فقام “بن سلمان” على إثرها بحملة اعتقالات طالت أسماء كبيرة في العائلة.

وتعيش السعودية وضعًا مأساويًا غير مسبوق، فالأمراء العقلاء تم اعتقالهم وإذلالهم، والنساء يُعتَقَلنَ ويُعذَّبن، والعلماء يُنكَّل بهم، والناشطون مُغَيَّبون، والصحفيون مُطاردون، والمواطنون مقموعون، وترامب يُهين البلد ويحلبها، وإيران تصفعها، والحوثيون يقصفونها، والسبب: شيطان الإمارات!.

سيناريو الغدر

مشهد اعتقال محمد بن سلمان لابن عمه محمد بن نايف لا ينفصل عن مشهد تقبيله لقدمه منذ سنوات، وهو ما يذكر المصريين بمشهد آخر في قصر الاتحادية، حيث كان جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي ينحني ٤٥ درجة وهو يصافح الرئيس الشهيد محمد مرسي، قبل شهور من الغدر به واعتقاله في 30 يونيو 2013 واتهامه بالخيانة العظمي!.

المغرد الإماراتي الشهير “حمد المزروعي” أو أسود الوجه، كما يصفه السعوديون، غرد بعد اعتقال الأمراء بكلمات مقتضبة بـ”كش ملك”، ويتساءل مراقبون عن الدور الذي قد تكون لعبته الإمارات في دفع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان للقيام بحملة الاعتقالات الأخيرة، وماذا ستحمل الساعات القادمة من تطورات، وهل في حال أصبح ابن سلمان ملكا سيأمن رد فعل أفراد عائلة آل سعود؟.

فيما يؤكد مراقبون أن شيطان العرب “محمد بن زايد”، ولي عهد أبو ظبي، هو الذي يُغرِّد في حساب “حمد المزروعي”، ما يعني أنه في النهاية هناك مخطط ولعبة حبكها بن زايد آمرًا، ونفذها ابن سلمان منفذًا لحملة الاعتقال، وهذا ما يجري بالضبط.

من جهته يقول سعود بن حمد آل ثاني، في تغريدة رصدتها (الحرية والعدالة): “ينبغي على النظام السعودي الإفصاح عن حملة الاعتقالات الأخيرة وكشف العدد والأسماء والتهمة التي اعتقلوا بسببها، وخاصة أن من ضمن المعتقلين عميد العائلة الأمير أحمد، والأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق، وحتى لا تضرب الشائعات هذا البلد المنخور من الداخل والمتصدع من الخارج والآيل للسقوط”.

ويقول المغرد صاحب حساب “جنرال الحصار”: “ما زالت الاعتقالات مستمرة لكبار الضباط في الجيش والحرس الوطني والداخلية ممن لهم علاقات بالأمراء أحمد ومحمد بن نايف ومتعب.. ودول غربية تطالب بن سلمان بالإيضاح وإلا سيكون لها موقف آخر”.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي جابر الحرمي: “هل إغلاق الحرم المكي أمام الطائفين كان بالفعل حماية من فيروس كورونا أم لتمرير الاعتقالات الواسعة لكبار الأسرة المالكة في السعودية التي تسربت أخبارها فجر اليوم؟!.. أغلق الحرم وتركت الحفلات الغنائية.. أليس هذا محل تساؤل؟”.

ويرى مراقبون أن شيطان الإمارات أفشل مخطط الانقلاب على بن سلمان، وبدل أن يتم الإطاحة بالدب الداشر، زاد هيجانه ولم يعد يبالي بأي اسم مهما كانت مكانته أن يزج به بالسجن إن وقف في طريقه إلى العرش السعودي الذي فعل الكثير من الأمور الطائشة للوصول إليه، حتى إنه باع السعودية لشيطان العرب بن زايد وأصبح لعبة بيده.

وأكد الدكتور عبد الله العودة، نجل الداعية السعودي المعتقل، اعتقال الأمير أحمد بن عبد العزيز وهو شقيق الملك، والذي يسبب قلقا لولي العهد لما يحمله من مكانة وقبول بين أوساط الشعب السعودي، وأيضا الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق الذي انقلب عليه الدب الداشر.

وأفادت مصادر مطلعة بأن حملة الاعتقالات طالت الكثير من الأمراء والرؤوس الكبيرة التي تعاونت معهم أو يشك في ولائها لولي العهد بن سلمان، وأن الاتهامات كبيرة ولن يخرج منها الأمراء إلا بمعجزة أو انقلاب كبير من بقية الأمراء والشعب السعودي لإنهاء بطش بن سلمان، وإلا مصيرهم الإعدام بتهمة الانقلاب وخيانة قسم الولاء.

تنصيب الدمية..!

وقال المغرد السعودي الشهير “مجتهد”: إن حملة الاعتقالات التي طالت عددا من الأمراء “مرتبطة على ما يبدو بتنصيب مترقب لولي العهد الأمير محمد بن سلمان ملكا”.

جاء ذلك، في تغريدة له عبر “تويتر”، كشف فيها عن أن هناك رفضا شاملا داخل العائلة لهذا التنصيب، دون تقديم المزيد من التفاصيل. ولم يحدد “مجتهد” إن كان تنصيب “بن سلمان” سيكون في ظل ولاية والده أو بعده، خاصة مع تداول أنباء عن وفاة الملك وتأجيل إعلان الوفاة حتى يتم التأكد من تنصيب بن سلما ملكا على السعودية.

ومنذ نحو 10 سنوات، ويتشكل لدى قيادة دولة الإمارات- وتحديدا لدى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد- مشروع إقليمي عنوانه الأبرز: استثمار الدولة كامل قوتها وقدراتها لتحقيق أهدافها السياسية، والتي اتضح معظمها مع اندلاع الربيع العربي أواخر 2010، يدرك محمد بن زايد،  بحسب مراقبين، أن الوزن الاستراتيجي لدولة الإمارات، وإن كانت ذات ملاءة مالية كبرى، لا يؤهلها لأن تكون قوة إقليمية مؤثرة.

لذلك استعان بذكائه ودهائه في تحقيق ما وصفه محللون غربيون “إمبراطورية الإمارات” أو “إسبرطة الصغيرة”. فكيف نجح محمد بن زايد بأن يكون رقما صعبا تحسب له أنظمة المنطقة حسابا؟ وكيف نجح بـ”توظيف” محمد بن سلمان وهو القيادة السعودية لخمسين عاما قادمة، بحسب ترويج يوسف العتيبة للأخير؟! وهل العلاقة بين وليي عهد أبو ظبي والسعودية علاقة استخدام أم علاقة عابرة يحقق كل مصالحه؟! وما هي مؤشرات السذاجة السياسية في شخصية محمد بن سلمان التي سمحت أن يُستعمل بهذه الطريقة؟.