عشرات القنوات والإعلاميين وآلاف الحسابات على مواقع السوشيال ميديا، وجهت فوهات مدافعها مدعومة بمليارات الجنيهات لمواجهة اليوتيوبر الشهير “عبد الله الشريف”، فيما يشبه حربا إعلامية عالمية. “الشريف” يُخفي غضبه هذه المرة تحت ستار الفكاهة، لذلك هو يستخدم الأسلحة الثقيلة، ويرى مراقبون أن “الشريف” قد طحن ما أطلق عليهم مؤخرا “المعيز”.
وفي حلقته الأخيرة، كشف الإعلامي عبد الله الشريف عن فضيحة من العيار الثقيل للواء في وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب يُدعى “أيمن محمد أحمد هليل”، وقال في حلقةٍ جديدةٍ حملت عنوان (المعيز)، إن اللواء “هليل” يبتز زوجة أحد الأشخاص.
ونشر “الشريف” إحدى الصور التي قال إن اللواء “هليل” ظهر فيها عاريًا وأرسلها إلى تلك السيدة، وأكد “الشريف” أنه توصل إلى شبكة استغلال غير أخلاقية تورط فيها لواءات وأمناء شرطة .
ودعا الشريف، اللواء “هليل” إلى إرجاع حق تلك السيدة التي يبتزها، خلال هذا الأسبوع، محذراً إياه أنه في حال لم يقم بذلك، فسيضطر لنشر باقي الصور التي وصلته عبر “واتس آب”، وفضحه على الملأ.
لصالح الشريف
من جهته يقول العقيد الأردني المتقاعد علاء العنساوة: “مواجهة ستصب بإذن الله لصالح عبد الله الشريف وبالضربة القاضية من الجولة الأولى، وهم سيجرون ذيول الخيبة والهزيمة القاسية وسواد الوجوه لهم وبياض الوجه لأخي أبو أنس؛ لأن قلوب وعقول المظلومين تقف معه، فهو صوتهم الذي يجبر خواطرهم ويثلج صدورهم ضد الطغاة والفاسدين”.
وتقول الناشطة خلود محمود: “عبد الله الشريف وبعض الناس المحترمة وبإمكانيات بسيطة خلوك ماشي ملط يا سيسي إنت وعصابتك. تخيل لو ناس دي عندها إمكانيات وفلوس وبتصرف نفس المبالغ اللي انت بتنفقها لتلميع صورتك المشوهة المزيفة للناس يا بتاع احنا فقرا اوي. وانتو نور عنينا ياااااا كذاب”.
جديرٌ بالذّكر أنّ النظام المصري اعتقل شقيقيْ عبد الله الشريف، الشهر الماضي، بعد اقتحام منزل والده بالإسكندرية، وذلك بعد أيام من نشره فيديو مسربًا لضابط جيش يمثل بجثمان شاب في شمال سيناء.
وقال الشريف، في تغريدة على صفحته بموقع تويتر: “قامت مليشيات العسكر باقتحام منزل والدي بالإسكندرية وتفتيشه واعتقال أخوي عمرو وأحمد الشريف ردًا على فيديو الخميس الماضي، ولا نعلم عن مصيرهما أو أماكن احتجازهما أي شيء”.
ولليوم الثاني على التوالي، يستمر هاشتاج “المعيز” الذي أطلقه “الشريف” ضد مؤيدي جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي متصدرا مواقع التواصل الاجتماعي، فبعد صدارته قائمة الأعلى تداولا بموقع تويتر في مصر لساعات، لا يزال ضمن أول عشرة هاشتاجات بالموقع.
وفي معرض رده على فيديو لأحد مؤيدي عصابة الانقلاب، ممن نشروا تسجيلا صوتيا قالوا إنه تسريب للشريف، أطلق الشريف هاشتاج (#المعيز) في حلقته الأسبوعية التي حملت العنوان نفسه، ليتصدر قائمة الأكثر تفاعلا في تويتر بعد دقائق من نشرها على صفحته في موقع يوتيوب.
وتجاوزت مشاهدات الحلقة- التي لم يمر على ظهورها 48 ساعة- أربعة ملايين مشاهدة، نصفها على صفحته بموقع فيسبوك ونصفها الآخر على صفحته بموقع يوتيوب.
وجاء الفيديو في معرض مهاجمة الشريف لعصابة العسكر، حيث أطلق عليهم اسم “المعيز” ردا على إطلاقهم اسم “خرفان” على معارضي الانقلاب، ووصل السفيه السيسي إلى السلطة بعدما قاد انقلابا عسكريا على الرئيس الشهيد محمد مرسي في يوليو 2013 عندما كان وزيرا للدفاع آنذاك.
الطابق 27!
من جهته كشف الناشر البارز والخبير الإعلامي، هشام قاسم، عن معلومات وتفاصيل مثيرة حول كواليس إدارة وسيطرة السفيه السيسي على منظومة الإعلام، وقال إن السياسة الإعلامية في السابق تمثلت في الاستعانة برجل أعمال مدني له علاقة بالأجهزة الأمنية وموثوق فيه، ويتم استخدامه كواجهة، لكن بعد أحداث 3 يوليو تغيرت تلك الاستراتيجية، وقررت الأجهزة الأمنية إدارة الإعلام بشكل مباشر ودون شركاء أو واجهات مدنية إلا نادرا، وهو ما نسميه بسياسة اللعب على المكشوف”.
وأكد قاسم أن “مفاصل الكيانات والمؤسسات الإعلامية والصحفية أصبحت في أيدي العسكريين الذين يديرون ويتحكمون في تلك المفاصل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر حتى تكون خاضعة تماما للنظام العسكري، ليس فقط في توجيه السياسة العامة لصالح النظام، بل أيضا لتقنين الفساد والهدر”.
وكشف عن أن “هناك إدارات خاصة بملف الإعلام داخل أجهزة المخابرات والأمن، بل حتى داخل الرقابة الإدارية”، مؤكدا أن “الطابق رقم 28 في مبنى ماسبيرو خاص بالمخابرات العامة، ولا يدخله أحد غيرهم، وغير مسموح للعاملين في ماسبيرو بتجاوز الطابق 27، وبه كاميرات بجودة فائقة ترصد كل ما يجري في ميدان التحرير وفي محيطه”.
وشدّد الخبير الإعلامي البارز على أن مشروع السيسي الإعلامي انتهى تماما، ولن يكون له أي وجود في المستقبل، مضيفا: “خلال عامين أو ثلاثة على الأكثر سيتم إعلان شهادة وفاة هذا الإعلام رسميا وفعليا”.
وعلى خطى كُتًاب ومفكرين مصريين مؤيدين للعسكر، أقرت الكاتبة لميس جابر بانهيار مصداقية إعلام الانقلاب وتفوق إعلام المعارضة بالخارج، رغم الفارق الكبير في حجم التمويل والإمكانيات المادية.
وكتبت لميس مقالا لها تحت عنوان “الرحلة من البيت بيتك إلى مكملين” ، و”البيت بيتك” هو أحد أشهر برامج التوك شو في مصر إبان عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، استهلته بالقول “لا أدرى، ولا أعتقد أن أحدا يدري ماذا يحدث فى الإعلام المصري.. فقط شعرنا جميعا أن القنوات كلها قد تم (ضربها في الخلاط) مع بعض، وخرجت النتيجة كما نرى الآن وكما نحاول أن نفهم”.
وأضافت في استنكار: “البرامج تحركت بحالها واسمها وديكورها إلى قنوات أخرى مثل لعبة الكراسي الموسيقية، والبعض الآخر تم تغيير المحطة واستبدال المذيع بمذيع ومذيعة بلا داع.. الموضوعات أصبحت مسطحة شبه تافهة متشابهة”.
وأعربت عن صدمتها في نهاية المقال بالقول: “وابتعد الناس فى الشارع عن الجميع وأعطوا ظهورهم للتليفزيون المصري والخاص والميديا بحالها، وتوجهوا بالخطى السريعة وبمنتهى النشاط والإقبال على درر الإعلام وتيجانها الغراء.. إلى «محمد ناصر» في قناة «مكملين» و«هشام عبدالله» في قناة «الشرق».
وتابعت لميس في مقالها: “وإن كنت عزيزي القارئ لا تصدق، فقط اسأل من حولك في الشوارع. وإذا لم تصدق، أنا أقول إنني صدقت عندما جاءتني ابنة عزيزة تخبرني ببساطة أنها بدأت تحب “محمد ناصر”، وعلى فكرة بيتكلم صح والله العظيم!.