صفقات السلاح.. لضرب ثورات المصريين أم داعش ولماذا يسمح السيسي للصهاينة بقصف سيناء؟

- ‎فيتقارير

بينما تعاني مصر من نقص في الاحتياطي النقدي الأجنبي الذي وصل إلى 37 مليار دولار وارتفاع جنوني في الديون الخارجية حيث زادت إلى 122 مليارا، استمر السيسي في إبرام صفقات سلاح جديدة، ما يتطلب المزيد من الديون من صندوق النقد الدولي.

حيث طلبت حكومة الانقلاب شراء معدات لتجديد وتطوير 43 مروحية هجومية “أباتشي” تتكلف 2.3 مليار دولار وصفقة فرقاطات ألمانية بـ2.5 مليار يورو وطائرات “سوخوي 35” يجري الحديث عنها بـ2 مليار دولار، ثم طلبت قرضًا ضخمًا من صندوق النقد الدولي قد يصل إلى 8 مليارات ليضاف إلى قرض الـ12 مليار دولار الأخير، ليرتفع الإجمالي إلى 20 مليار دولار كديونٍ في 3 سنوات فقط.

تسليح الجيش المصري ليظل قويًا لا غبار عليه، ولكن المشكلة هي أن هذه الصفقات بها عمولات سلاح وفساد، كما أن هذه الأسلحة مشكوك في استخدامها في سيناء، كما تقول وزارة الدفاع الأمريكية، واستخدمت في قتل مصريين خصوصًا في مذبحة رمسيس، كما أن هذه الصفقات يشترط ألا تضر بأمن إسرائيل، التي اعترف السيسي أنها تحارب بدلا من الجيش الإرهابيين في سيناء.

حقائق دامغة

لمعرفة أسباب الشكوك في أن تكون هذه الصفقات لصالح الجيش والشعب لمصري، علينا أن نتذكر ما يلي:

  1. الخارجية الأمريكية قالت، إن موافقتها على صفقة الأباتشي العسكرية مع مصر لتجديد وتحديث 43 مروحية هجومية “لن يغير التوازن العسكري الأساسي في المنطقة” (تقصد لصالح تفوق إسرائيل)، وأن مصر السيسي “بلد صديق لا يزال شريكًا استراتيجيًا مهمًا في الشرق الأوسط”.
  2. سبق أن دعمت تل أبيب نظام السيسي بالضغط على الولايات المتحدة، كي تفرج في أبريل 2014، عن عشر مروحيات “أباتشي” كانت قد امتنعت عن تسليمها إلى مصر بعد تعليق المساعدات العسكرية على إثر انقلاب 2013، وجاء الطلب الصهيوني بدعوى أن “السيسي يحمي حدود الدولة الصهيونية”.
  3. سبق لتقرير لـ”معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” أن أشار إلى شكوى مسئولين أمريكان من تكدس المعدات العسكرية الأمريكية من دبابات وطائرات في مصر دون استعمال أو صيانة، وأشار إلى ضعف عمليات الصيانة وكفاءة الطيارين المصريين (هذا سبب سقوط الطائرات وتحطمها)، ولهذا السبب “العديد من المروحيات خارج الخدمة”.
  4. قال “ستيفن كوك” الخبير بشئون مصر، وخبير معهد العلاقات الدولية المقرب من دوائر صنع القرار الأمريكي: إن “الجيش المصري تحول عن عقيدة الدفاع عن الأوطان إلى عقيدة إدارة الثروات وحمايتها من الشعب”.
  5. اعترف السيسي في برنامج 60  دقيقة 60Minutes على قناة  CBSبسماحه لدولة الاحتلال الصهيوني بقصف سيناء وخرق السيادة المصرية، ومن ثم كشفه الدور الصهيوني في التدخل العسكري في سيناء، والتدخل الصهيوني في سيناء معلوم منذ 2013، وعمليات رصد دخول وخروج الطائرات الصهيونية مرصودة من قبل النشطاء في سيناء على مواقع التواصل، ومن قبل الصحف الإسرائيلية والأجنبية، وحتى نتنياهو نفسه الذي تحدث عنها صراحة قبل اعتراف السيسي بأسبوع، وهو اعتراف يصنف في خانة الخيانة العظمي والتخابر مع دولة الاحتلال الصهيوني.
  6.  تفاخر العدو الصهيوني ورئيس الوزراء الصهيوني، في 17 ديسمبر 2018، خلال مؤتمر السفراء الإسرائيليين في دول أمريكا اللاتينية وقارتي إفريقيا وآسيا بالخارجية الإسرائيلية، بأنه سبب ما حققه الجيش المصري، وأكد نتنياهو أنه لولا الجيش الإسرائيلي لأقام “داعش” دولته بسيناء، وتصريحات نتنياهو جاءت لتؤكد صحة ما سبق وأوردته تقارير غربية حول قيام “إسرائيل” بعمليات قصف جوي بالتنسيق مع الجيش المصري بسيناء لاستهداف مسلحين محسوبين على تنظيم “ولاية سيناء”.
  7. قالت “نيويورك تايمز” الأمريكية، في فبراير 2018 نقلا عن سبعة مسئولين كبار أمريكيين وبريطانيين، إن الطيران الإسرائيلي نفذ أكثر من مائة عملية قصف جوي في سيناء خلال عامين، استهدف خلالها ما وصفتهم الصحيفة بـ”الجهاديين”، وأن العمليات الإسرائيلية بسيناء انطلقت بموافقة السيسي، وشملت استخدام مقاتلات ومروحيات وطائرات بدون طيار، مع الحرص على عدم كشف هوياتها الإسرائيلية حيث اتخذت الطائرات الإسرائيلية مسارا التفافيا لخلق انطباع بأن قواعدها تتواجد داخل الأراضي المصرية.
  8. في يوليه 2016 كشف جنرال اسرائيلي سابق، عن موافقة عبد الفتاح السيسي على قصف إسرائيل لسيناء ومباركته هذا القصف، ومن ثم انتهاك إسرائيل للسيادة المصرية، واستدعت الخارجية المصرية السفير الإسرائيلي للاحتجاج على ما نشر منسوبا للجنرال الإسرائيلي لموقع “بلومبرج” الإخباري الأمريكي وصحف إسرائيلية، حول مباركة السيسي القصف الإسرائيلي لمناطق في سيناء، ونقل التقرير الذي جاء بعنوان: “أعداء الشرق الأوسط القدامى يتحالفون لمحاربة المليشيات ويعقدون صفقات غاز“، عن نائب رئيس الأركان، الجنرال يائير جولان، قوله: “لم تشهد العلاقات بين البلدين تعاونا قويا كما هو الحال في هذه الأوقات”، وأن التعاون المصري الإسرائيلي “وصل إلى مستوى غير مسبوق”، مشيرا إلى أن “التعاون ليس نابعا من المحبة والقيم المشتركة بين البلدين، إنما من مصالح باردة”.
  9. قالت صحيفة معاريف إن: “السيسي سمح لنا بشن هجمات ضد ولاية سيناء”، وأن طائرات إسرائيلية بدون طيار تشن هجمات ضد أهداف لتنظيم “ولاية سيناء” بناء على تفاهم مسبق مع الجيش المصري، ونقلت معاريف عن مسئول أمني إسرائيلي أن “القيادة المصرية” أبدت ارتياحها للنتائج التي أسفرت عنها الغارات التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية بدون طيار”.
  10. قال وزير الدفاع الإسرائيلي (السابق) أفيجدور ليبرمان، في فبراير 2017، إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ غارات جوية داخل الأراضي المصرية، وتحدث عن مقتل 5 عناصر من الفرع السيناوي لتنظيم داعش «ولاية سيناء»، في آخر قصف تحدث عنه.
  11. ذكر تقرير لصحيفة “المونيتور” الأمريكية، نوفمبر 2014، أن السلطات المصرية تحصل على معلوماتها الأمنية عن الإرهابيين بشبه جزيرة سيناء من الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، ومن مهربي وتجار المخدرات في هذه المنطقة، مشيرة إلى أن غلق السفارات الغربية في جاء بعد معلومات استخبارية إسرائيلية اتخذتها هذه السفارات الغربية. وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان: iS threat led to closure of Western embassies in Egypt، أي “هل أدي التهديد إلى إغلاق السفارات الغربية في مصر؟”، إن الموساد يعمل بسيناء عبر شبكة من الجواسيس بالمنطقة ومن خلال شبكات اتصال إسرائيلية للتجسس على الهواتف وأجهزة اللاسلكي.

ماذا يعني هذا؟

يعني هذا أن تل أبيب باتت تلعب دور الحامي الاستراتيجي لنظام السيسي، إلى حد التدخل لحمايته في سيناء من خطر داعش، وأن بقاء السيسي في منصبه مرتبط بدعم إسرائيل له وحمايتها له، وهو ما يحميه حتى من خطر تحول الإدارة الأمريكية أو الكونجرس ضده.

كما يعني أن صفقات السلاح لا تجدي أمام داعش وتستخدم ضد الشعب المصري.

وهو ما أكده تقرير لمعهد كارنيجي يناير 2017، الذي قال “إن المشتريات العسكرية الواسعة النطاق التي تقوم بها مصر لبناء سلاحها الجوي ربما تهدف إلى قمع انتفاضة متوقّعة في المدن شبيهة بالأزمة السورية”.