شاهد| اعتقال محمد منير كارت إرهاب للصحفيين

- ‎فيتقارير

قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس الصحفي محمد منير خمسة عشرة يوما، بتهم مشاركة جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال محمود كامل، عضو نقابة الصحفيين: إن "منير" ظهر في نيابة أمن الدولة مع عدد من المحامين، وإن السلطات المصرية لم تسمح لعضو النقابة بحضور التحقيق معه. وكانت قوة أمنية قد اقتحمت شقة الصحفي محمد منير، مساء أمس الأول، في غيابه ودمرت محتوياته قبل أن تعود فجر أمس وتلقى القبض عليه.

وقد نشرت أسرة الصحفي محمد منير بيانًا، عبر صفحته على فيس بوك، جاء فيه: "قامت قوات الشرطة باختطاف والدي الصحفي محمد منير الساعة الثالثة فجر اليوم من شقتنا من منطقة الشيخ زايد، وقد اقتادته القوة الأمنية إلى مكان مجهول، وقامت الأسرة بإبلاغ نقابة الصحفيين والمجلس القومي لحقوق الإنسان عن واقعة الاختطاف، وتأمل منهما التحرك السريع لمعرفة مكان احتجازه وحضور التحقيقات معه، إذ إنه عضو بنقابة الصحفيين، ويلزم القانون أجهزة الدولة بإبلاغ النقابة قبل القبض على صحفي، خاصة إذا كانت التهمة الموجهة إليه تخص النشر والإعلام، وللتذكير فإن ما حصل مع الوالد محمد منير جاء بعد مشاركته فى لقاء تلفزيوني على قناة الجزيرة، تحدث فيه عن أزمة الكنيسة المصرية ومجلة روز اليوسف، وهو مجرد تعبير عن الرأي، ولم يقل فى كلامه ما يسيء للوطن والوحدة الوطنية، بل إنه أحرص الناس على الوحدة الوطنية، وتاريخه السياسي والإعلامي يشهد بذلك، كما أنه حذَّر فى هذا اللقاء من استغلال البعض لهذه الأزمة لإثارة الفتنة الطائفية".

وفى آخر مقطع نشره الكاتب الصحفي محمد منير، عبر صفحته على فيس بوك قبل ساعات من اعتقاله، أوضح أنه لا يشعر بأي ضعف بعد اقتحام الأمن لشقته، مؤكدًا تمسكه باتساقه على مبادئه وتاريخه المهني مهما تعرض لضغوط أو تهديدات.

وكان الكاتب الصحفي محمد منير قد شارك فى حلقة المسائية، أول أمس السبت، ضمن فقرة تناقش بيان الكنيسة المصرية والذي استنكر وضع صورة أسقف بجوار صورة مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، وخلت مداخلة منير من أية عبارات تمس الوحدة الوطنية، بل على العكس دعا إلى نبذ الطائفية وطالب بالحرية لجميع المصريين مسلمين ومسيحيين.  

وقال سليم عزوز، الكاتب الصحفي: إن سلطة الانقلاب العسكري مرتعشة، وإن هذه السلطة تخاف من الهواء العليل، ولديها عمليات فشل فى الداخل والخارج، ولديها عجز فى تحقيق وعودها للشعب المصري، وكان من آخر هذه العهود الانتظار لسنة 2020 والتنكيل بالجميع .

وأضاف عزوز، في مداخلة عبر سكايب للجزيرة مباشر، أن من الأسباب التى دفعت إلى اقتحام واعتقال الصحفي محمد منير قد تكون مداخلته الأخيرة فى موضوع الفتنة الطائفية التى تكون القشرة التى قصمت ظهر البعير، لكن الموضوع كله هو فكرة تراكم هذا الموقف السياسي لمحمد منير، وهو الذى دفع السلطة لاتخاذ هذا القرار، وبالصدفة أن هذا القرار تم بعد موضوع الفتنة الطائفية.

وأوضح أن نظام الحكم فى مصر لا يستطيع أن يزايد على موقف اليسار من العلاقة بالمسيحيين، وأن الاتهامات التى وجهت لمحمد منير- كما قال عضو نقابة الصحفيين محمود كامل- هى التى تكررت وبشكل دائم، وهى التعاون مع جماعة إرهابية في نشر أفكارها أو تحقيق أهدفها، فهذه قائمة اتهامات توجه للجميع مسلمين ومسحيين.

وتابع أن محمد منير كان معارضا للرئيس محمد مرسى، فى الوقت الذي كان فيه عبد الفتاح السيسي يؤدى له التحية العسكرية، وفى الوقت الذي كان الرئيس مرسى يعين عبد الفتاح السيسى وزيرا للدفاع ويرقيه رتبتين عسكريتين، ولم يكن محمد منير من المستفيدين بنظام الحكم في عهد الإخوان، كما هو وضعه الآن، لكن الحكم العسكري العضوض الذي يحكم مصر الآن سار ينظر إلى كل كلمة نقد، وحتى كلمة محمد منير الساخرة التى يبدو فيها قدرا من الهزلية فى الأداء، لا يستطيع أن يتحمل هذا الموقف والأداء المعارض ولو في حده الأدنى.

بدوره قال شريف منصور، منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، إن اعتقال محمد منير هو استمرار لنهج متصاعد من الرقابة التى طالما طالت معارضي النظام وأى صحفي مستقل.

وأضاف منصور، في مداخلة هاتفية للجزيرة مباشر، أن طريقة القبض على محمد منير وطريقة احتجازه تتعلق بقدرته على استمالة ودعم العديد من الصحفيين، بما فيهم نقابة الصحفيين، حيث إنهم اليوم قاموا بالتعبير عن موقف شديد تجاه اعتقاله، ولأنه قام لفترة طويلة بمعارضة النظام سواء الحالي أو الماضي بدون أى رقابة، لم ينتظر من أحد أي دعم.