فيديو| أبعاد ومآلات التصعيد بين تركيا واليونان في شرق المتوسط

- ‎فيعربي ودولي

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدرة بلاده على تمزيق ما وصفها بالوثائق والخرائط المجحفة بحقها، وذلك في ظل توتر متصاعد مع اليونان.

وقال أردوغان في كلمة خلال افتتاحه مدينة طبية بإسطنبول يوم السبت، إن تركيا مستعدة لتقاسم الحقوق وفق اتفاقات وشروط عادلة، لكنها جاهزة، شعبا وحكومة، لكل الاحتمالات في كل المنصات والمحافل.

وأضاف أن الجميع يدرك أن تركيا قادرة سياسيا واقتصاديا وعسكريا على "تمزيق الوثائق والخرائط المجحفة المستندة إلى انعدام الأخلاق والمماحكة ضدها". وشدد على أن بلاده مستعدة لإيضاح ذلك عبر المرور بتجارب مؤلمة سواء على طاولة المفاوضات أو في الميدان.

في السياق أفادت وزارة الدفاع التركية بأن القوات المسلحة التركية وقيادة قوات السلام في شمال قبرص تعتزمان إجراء مناورات في البحر المتوسط وقالت الوزارة إن المناورات مع قبرص الشمالية ستكون في الفترة ما بين السادس والعاشر من سبتمبر الجاري تحت اسم عاصفة البحر الأيبض المتوسط.

من جانبه أجرى وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس محادثات هاتفية مع فيليب ريكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش قال بعدها إن المفاوضات مع تركيا يمكن أن تتم بمجرد مغادرة السفن التركية الجرف القاري اليوناني.

تأتي هذه التطورات في وقت يحاول فيه حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي تخفيف حدة التصعيد حيث أعلن الأمين العام لحلف الناتو يانس ستولتنبرج أن البلدين العضوين في الحلف اتفقا على الدخول في محادثات تقنية في مقر الحلف لوضع آلية من أجل منع وقوع أي نزاع عسكري وخفض احتمال وقوع حوادث في شرق المتوسط ولكن اليونان أول أمس الخميس أن تكون اتفقت على عقد محادثات برعاية حلف شمال الأطلسي مع تركيا لخفض تصعيد التوتر بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب على الغاز.

وتعقيبا على ذلك قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن اليونان كذبت بشأن مبادرة الأمين العام لحلف الناتو التي وافقت عليها في البداية قبل أن تتراجع لاحقا كما وجه جاويش أوغلو أمس الجمعة انتقادات حادة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقال إنه جن جنونه أمام تطورات الأوضاع على الساحتين الليبية والسورية وعلى الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط وفق ما أوردته وكالة رويترز.      

وقال الدكتور أحمد أويصال رئيس مركز دراسات الشرق بالأوسط، إن تركيا لا تهدف إلى التصعيد في شرق المتوسط وإنما تريد الحصول على حقوقها فقط، لأن هناك محاولة لإبعاد تركيا عن البحار تماما على الرغم من أنه محطة بالبحار من جهات ثلاثة، من بحر إيجه والبحر المتوسط والبحر الأسود.

وأضاف أويصال في مداخلة هاتفية لبرنامج كل الأبعاد على قناة "وطن" أن الحل يكمن في الحوار وإجراء حوار ثنائي واليونان لا يريد الحوار من البداية فقد أسسوا منتدى الغاز لشرق المتوسط بعيدا عن تركيا، كما أن اليونان لا تعترف بحقوق تركيا كدولة مجاورة أو حتى بحقوق الأتراك في قبرص.

وأوضح أويصال أن اليونان تمارس حكم الغاب ولابد من الرد عليها بالقوة، مضيفا أن تركيا أكدت أكثر من مرة أنها جاهزة للحوار وسبق وأعلنت وقف التنقيب في البحر المتوسط واللجوء للحوار عقب دعوة ميركل لخفض التصعيد لكن اليونان رفضت ذلك ووقعت اتفاقية لترسيم الحدود مع مصر. وأشار إلى أن رفع أمريكا حظر السلاح عن قبرص الرومية لا يبشر بخير لأن عدم التصعيد والجلوس إلى طاولة الحوار هو الحل، مضيفا أن أمريكا أرسلت رسالة سلبية لتركيا كما أن فرنسا تستغل اليونان وقبرص لمواجهة تركيا بعد خسارتها في ليبيا وسوريا.

بدوره قال الدكتور صبري سميرة، أستاذ العلوم السياسية، إن تصعيد تركيا في شرق المتوسط ينبع من دفاعها عن حقوقها الوطنية والقومية ولها كامل الحق في الدفاع عن حقوقها والمطالبة بما يخصها، مضيفا أن الأصل وجود ترسيم للحدود البحرية بين الدول وحال نشوب خلاف يجب لجلوس إلى طاولة المفاوضات أو اللجوء للجهات الدولية التحكيمية والعودة إلى المواثيق الدولية والقوانين وغيرها التي تحكم مثل هذه القضايا.

وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج كل الأبعاد على قناة "وطن" أن تركيا استنفذت الطرق ودعت إلى الطريقة الصحيحة وهي الحوار لكن اليونان هي التي ترفض حتى الآن مستقوية ببعض الإشارات الأمريكية من أنها ستقف إلى الجانب اليوناني، لكن أمريكا سوف تستغل مثل هذه النزاعات لتحقيق مآرب أخرى ليس لها علاقة باليونان وإنما لها علاقة بحسابات أمريكا.

وأوضح أن الولايات المتحدة تستغل هذه النزاعات والأحداث لفرض استراتيجيات وسياسات تخصها وترسل رسالة إلى تركيا بأنها ستقف إلى الطرف الآخر في هذا النزاع، مضيفا أن تركيا دولة قوية ومحورية في المنطقة ولن تخشى من قرار أمريكا بوقف حظر السلاح عن قبرص. وأشار إلى أن تركيا تدرك جيدا أن هذه المواقف لها ثمن وهي تتمسك بحقوقها أمام اليونان وغير اليونان ومن يقف وراء اليونان سواء كانت أمريكا أو فرنسا أو أي دولة أخرى، مضيفا أن العبرة في الرسالة، فأمريكا حتى رغم انها أرسلت رسالة طمأنة لتركيا إلا أنها تريد اللعب بهذه الورقة لتحقيق مصالح أخرى والحصول على تنازلات من تركيا في قضايا أخرى في ملفات كثيرة في الشرق الأوسط.