مراكز فلسطينية: 3 أعوام على مشروع التصفية و2000 معتقل في 2020

- ‎فيعربي ودولي

نشرت "مؤسسة القدس الدولية" تقريرا حول "القدس في 2020"، وقالت إن العام الماضي هو العام الثالث لمشروع التصفية، فيما نشر "مركز فلسطين لدراسات الأسرى" تقرير آخر رصد فيه اعتقال مليشيات الاحتلال الصهيوني لنحو ألفي مقدسي خلال العام الماضي.
وأفاد "مركز فلسطين لدراسات الأسرى" أن عمليات الاعتقال تصاعدت بحق المقدسيين خلال العام الماضي، رغم جائحة كورونا، وتصدرت القدس المحتلة المدن الفلسطينية في عدد المعتقلين. ووفق تقرير المركز، تم رصد 2000 حالة اعتقال منهم 360 طفلًا و82 سيدة.
وقال مدير المركز رياض الأشقر، إن نسبة الاعتقالات من القدس شكلت حوالي 42% من نسبة الاعتقالات التي جرت في كل أنحاء الأراضي خلال عام 2020، والتي بلغت (4700) حالة اعتقال، وطالت شرائح المجتمع المقدسي كافة، ولم تستثنِ النساء، والمرضى، وكبار السن، والأسرى المحررين، والنواب، والقيادات الإسلامية والوطنية، وطالت الاعتقالات العديد من المسنين.
ونالت بلدة العيسوية النصيب الأكبر من الاعتقالات، حيث وصلت حالات الاعتقال منها إلى (620) حالة، وهو ما يشكل ثلث حالات الاعتقال من القدس، وتلاها محيط المسجد الأقصى (380) حالة، ومن القدس القديمة بلغت حالات الاعتقالات (280) حالة، وبلدة سلوان بلغت الاعتقالات منها (260) حالة، ومن شعفاط (110) حالة اعتقال، ومن الطور (130) حالة اعتقال.
وأضاف المركز أن اعتقالات يناير 2020، كانت الأعلى في القدس، وبلغت حوالي (245) حالة، وأقلها كان في شهر أبريل، وبلغت 90 حالة اعتقال.
وأصدر الاحتلال خلال العام الماضي (360) قرار إبعاد ضد مقدسيين منها (305) قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى، و(44) قرار إبعاد عن القدس القديمة، و(11) قرار إبعاد عن القدس. وصعد الاحتلال من استهداف المقدسيات وخاصة المرابطات في الأقصى، حيث وصلت حالات الاعتقال بين النساء (82) حالة بينهن 10 قاصرات.
واستهدف الاحتلال المرابطات في الأقصى بذريعة التصدي لاقتحامات المستوطنين، وبعضهن اعتقلن أكثر من مرة خلال الشهور الماضية، أبرزهن؛ هنادي الحلواني ومادلين عيسى، والمعلمة خديجة خويص، وآية أبو ناب، والناشطة رائدة سعيد، ونفيسة خويص. وأوضح التقرير أن الاحتلال يستخدم عصا الاعتقالات الغليظة بحق المقدسيين كوسيلة عقاب جماعي بهدف ردعهم عن الدفاع عن المدينة المقدسة، والتصدي للاقتحامات المتصاعدة للمسجد الأقصى.
اعتقال الأطفال
وأشار الأشقر إلى أن الاعتقالات من القدس طالت الأطفال القاصرين؛ حيث بلغت حالات الاعتقال بين القاصرين من القدس (360) طفلا، من بينهم (41) طفلا لم تتجاوز أعمارهم الـ 14 عاما، أصغرهم الطفل معاذ عويوي (10 سنوات) في قرية العيسوية، والذي اختطف على يد وحدة من المستعربين. ومن بين المعتقلين 3 أطفال من بلدة أبو ديس، وهم مصابون بالرصاص الحي قبل اعتقالهم بعشرين يوماً، ولا زالوا يتلقون العلاج، ووضعهم الصحي غير مستقر، وهم أحمد عبد الله محسن، ويونس علي حلبية، ومهند جمال عواد، وجميعهم في 16 من العمر، واعتقلوا دون السماح لهم بأخذ أدويتهم أو السماح لهم بتبديل ملابس النوم.
مشروع التصفية
وقال الباحث الفلسطيني في شؤون القدس زياد أبوحيص في تقرير بعنوان: "استمرار معركة التصفية الوجودية" التي أعلنها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب باسم "صفقة القرن"، على الأقل في شهوره الأولى، والأزمة الحتمية التي ستخلفها على "إسرائيل" التي تشاركها أزمتها.
وعن إدارة جو بايدن، رجح أن يتراجع زخم الدفع الأميركي لتصفية قضية فلسطين، وزخم الضغط "الإسرائيلي" أمام الأزمة الداخلية، وأن أزمتنا الخاصة بالتعويل على حسن نوايا جو بايدن ستعود إلى الواجهة، وهذا ما سيفسد المصالحة الفلسطينية المؤقتة، ويعيد الرهان الواهم على التفاوض إلى الواجهة، ولا بد من الحذر في الوقت عينه مما يعد له ترامب في الفترة التي تفصلنا عن 2021/1/20، والتي قد تكون الحروب في منطقتنا أحد خياراته فيها". وأضاف أن "الأقصى كان عنوانا مركزيا في تحالفات نتنياهو واشتراطاتها في آخر جولتين انتخابيتين، وقد وعد الناخبين بشكل ضمني بفتح الأقصى لاقتحامات المتطرفين أيام السبت قبل الانتخابات المقبلة، وهذا يعني خطوة كبيرة نحو تحويل يوم السبت يوما يهوديا مقدسا لليهود في الأقصى مقابل الجمعة للمسلمين".
القدس في 2020

ودعمت "مؤسسة القدس الدولية" الرؤية السابقة، بنشر تقدير موقف تحت عنوان "القدس في 2020: العام الثالث لمشروع التصفية"، وذلك في قراءتها للسياق العام للمواجهة في القدس رأت المؤسسة أن المدينة تعيش منذ ثلاث سنوات والقدس محاولةً لتصفية هويتها باعتبارها مركزا لحرب الهوية، وهي تصفية مدفوعة بتمحور المشروع الصهيوني حول الهوية، وبالتبني الأمريكي غير المسبوق لمقولات اليمين الصهيوني، وبالفراغ العربي الذي نتج عن الردة على الإرادة الشعبية وسباق الهيمنة الإقليمية وما خلفه من جراحٍ مذهبية وقومية غائرة، وفي مقابل ذلك كله وقفت القوة الشعبية لتفرض تراجعاتٍ على الصهاينة في الخان الأحمر وباب الرحمة ولتتجلى بحراك واعد لم يكتمل في الفجر العظيم.
وبين التقدير أن خمس اتجاهات مركزية استجدّت خلال 2020 وهي: توظيف وباء كورونا لضرب الإرادة الشعبية، والأزمة الانتخابية الأمريكية، وتجدد الأزمة السياسية الصهيونية، والتحالف العربي مع الصهاينة، والمصالحة الفلسطينية التكتيكية التي كرست عجز الفصائل إلى جانب السلطة، مؤكدًا أنه وفي محصلة ذلك بات الأقصى اليوم مركزاً لحرب التصفية ضد القضية الفلسطينية، وهذا يحمل في طياته فرصاً أكثر مما يشكل من تحديات، يمكن ترجمتها إلى نتائج من خلال أربعة مسارات أساسية للفعل.
وفي تفصيله لهذه الاتجاهات الأربع بين التقدير أنها ضرورة تبني الفعل الشعبي والتحضير لاستعادته في صيف 2021 مع انجلاء وباء كورونا، وتركيز التغطية الإعلامية بما يمنع التمرير السهل لأي عدوان ويحضر لدعم أي تحركٍ شعبي، وتمتين الوعي الإسلامي بموقف رافض لاقتحام الأقصى على أساس "اتفاق أبراهام" مهما كانت طريقة الاقتحام، وتعزيز حالة الدعم والإسناد للمقدسيين لاستعادة ثقتهم التي بدأت تتبدد في حاضنتهم الخارجية.