مأساة 12 مختفيا قسريا.. أسرهم لا تعرف إن كانوا أحياء أم انتقلوا إلى سجلات الموتى؟

- ‎فيحريات

لا يتوقف تأثير جريمة الإخفاء القسري، التي تدمنها سلطات الانقلاب في مصر، على المختفين فحسب؛ بل يمتد تأثيرها إلى مئات الأسر التي يقتلها القلق يوميا بسبب عدم توفر أية معلومة عن أبنائهم المختطفين، والذين لا تعرف إن كانوا أحياء أم انضموا إلى سجلات الموتى.

وفي السطور التالية نستعرض حالات 12 من هؤلاء المختفين الذين توقفت عقارب الساعة في حياتهم وحياة عائلاتهم، منذ القبض عليهم واختطافهم إلى أماكن مجهولة، ورفض طمأنة ذويهم عليهم، أو إحالتهم لجهات التحقيق للحصول على حقهم القانوني في محاكمة عادلة أو الإفراج عنهم.

ومن هؤلاء مصطفى محمود العبد الأزعر، من العريش، الذي اختطف يوم 8 يناير 2015 ولا تعلم أسرته مكان احتجازه، وتؤكد أسرته أنها حررت عدة بلاغات دون أن تتمكن من التعرف على مكان احتجاز "مصطفى"، ما يزيد من قلقهم على حياته خاصة أنه يعاني من عدة أمراض ولا يعلم عنه أحد شيئا منذ اعتقاله قبل 5 سنوات غير أنه تم احتجازه لمدة عام بسجن "العازولي" سىء السمعة، لتتواصل مأساة أسرته التي كان هو عائلها الوحيد. فهو أب لخمسة أطفال حرموا من رعايته.

كما جددت أسرة المهندس مدحت عبد الحفيظ عبد الله عبد الجواد، من بني سويف، مطالبتها بالكشف عن مكان احتجازه القسري منذ اعتقاله يوم 27 ديسمبر 2017، أثناء وجوده بمنطقة التوسيعات الشرقية خلف مول مصر بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة، واقتياده إلى جهة مجهولة حتى الآن دون سند من القانون.
وتواصل قوات الانقلاب بالقاهرة، الإخفاء القسري للمواطن محمد علي غريب مسلم، 47 عاما، وهو أخصائي تسويق، منذ اعتقاله يوم 5 أكتوبر 2017 من مطار القاهرة الدولي، فور عودته من المملكة العربية السعودية، ولَم يستدل علي مكان احتجازه حتى الآن!
كما تخفي الشاب محمود راتب يونس القدرة، 28 عاما، بعد اعتقاله تعسفيا من أمام منزله بالتجمع الأول بالقاهرة، يوم 12 أكتوبر 2019 أثناء عودته من عمله، بدون سند من القانون، ولم يستدل على مكانه حتى الآن.
أيضا تتواصل الجريمة ذاتها لمعتز أحمد صبيح، الطالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة؛ فمنذ صدور قرار بإخلاء سبيله بعد اعتقال دام لأكثر من 3 سنوات، تخفي مليشيات الانقلاب مكان احتجازه للمرة الثانية، حيث تعرض في المرة الأولى للإخفاء 74 يوما قبل ظهوره بهزلية "ولاية سيناء". وقالت شقيقته: إنه مختف منذ 30 يونيو 2019، بعد خروجه من سجن العقرب إلى قسم أول شبرا الخيمة.

وجددت أسرة المختفي قسريا محمد أنور حسن على، على لسان زوجته، المطالبة بالكشف عن مكان احتجازه القسري، ووقف الجريمة المتواصلة منذ ما يزيد على عام و 9 أشهر دون مراعاة لقلق أسرته على حياته.

ورغم مرور أكثر من 11 شهرا على جريمة اعتقال المواطن إبراهيم محمد إبراهيم العجيري، من دمياط، ترفض مليشيات الانقلاب الكشف عن مكان احتجازه.

وفي أسوان تتواصل الجريمة ذاتها للشاب محمد شاكر حسن مصطفى دويدار، 31 عاما، خريج كلية الدعوة بجامعة الأزهر، منذ اعتقاله يوم 2 أكتوبر 2019 من عمله بمدينة 6 أكتوبر، دون سند قانوني، واقتياده لجهة غير معلومة حتى الآن.
ولا تزال تخفي قوات أمن الشرقية الشقيقين أحمد وأسامة السواح، رغم مناشدات أسرتهما التي لم تتوقف. 

واختطفت قوات الانقلاب الشقيقين أحمد محمد السواح الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الطب جامعة الأزهر وشقيقه "أسامة" الطالب بالفرقة الأولى بكلية الهندسة، منذ 13 فبراير 2018، وترفض الكشف عن مكان احتجازهما حتى الآن.

وفى المنيا يستمر إخفاء عبدالرحمن أشرف كامل عبدالعزيز، الطالب بالفرقة الثانية بكلية دار العلوم، من أبناء مدينة بني مزار في المنيا، بعد اعتقاله يوم 3 إبريل 2019، من أحد شوارع القاهرة، واقتياده لجهة مجهولة حتى الآن.
وهو ما يتكرر مع محمد بدر محمد عطية، رابعة هندسة جامعة الأزهر، منذ اعتقاله يوم 17 فبراير 2018، من محطة رمسيس بالقاهرة. وأوضحت أسرته أنها قامت بتحرير تلغرافات لنائب عام الانقلاب، ولكن دون جدوى بما يزيد من مخاوفهم على سلامته.

وتعتبر جرائم الإخفاء القسري التي تنتهجها عصابة العسكر انتهاكا لنص المادة 9 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: "لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا". كما أنها انتهاك لنص المادة 54  من الدستور، والمادة 9 /1 من العهد الدولي للحقوق الخاصة المدنية والسياسية الموقعة عليه مصر، والتي تنص على أن:  "لكل فرد الحق في الحرية وفي الأمان على شخصه، ولا يجوز توقيف أحد، أو اعتقاله تعسفا، ولا يجوز حرمان أحد "من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون، وطبقا للإجراء المقرر فيه".