“إسرائيل” عن “شيطان العرب”: من يحتاج إلى لوبي صهيوني إذا كان لديه الإماراتيون؟

- ‎فيعربي ودولي

رغم أن ما يجمع بين الإمارات و"الكيان الصهيوني" حبال وصل قديمة، وأخرى غرستها الأجيال الجديدة من أبناء الشيخ زايد، فإن المسارعة بعقد اتفاقات اقتصادية وسياسية ورياضية بشكل سريع، وضعت تساؤلات عديدة حولها، وأذهل حتى الصهاينة أنفسهم، وجعل الصحفية الإسرائيلية "مايراف زونسزين" تتغزل في خيانة حاكم أبوظبي محمد بن زايد، الملقب بـ"شيطان العرب"، متسائلة: "من يحتاج إلى لوبي صهيوني إذا كان لديه الاماراتيون"؟!.
إنها بلد المؤامرات، تصدر الشرور حيثما تنقل مالها الحرام، دمرت اليمن، وأطاحت بالرئيس اليتيم المنتخب في تاريخ مصر، وتلعب أقذر الأدوار في ليبيا بدعمها حفتر وقيادة ضباطها للحرب على طرابلس، وفي تونس ضخت أموالها في الإعلام، ومولت أحزابا وشخصيات للإطاحة بالثورة. ورغم هزائمها المتوالية في كل مكان، إلا أنها تبتكر بعد كل هزيمة مشروعا آخر للتآمر قد لا يخطر على بال إبليس؛ وهل هناك عمل شيطاني أكثر من إعلانها التطبيع مع (إسرائيل) في وقت تتعرض فيه فلسطين لأبشع الجرائم والأمة لخطر التفتت؟.. إنها الإمارات وكفى!
بذور الشر
مثل أبو ظبي، تخشى "إسرائيل" منذ فترة طويلة جماعة الإخوان المسلمين، وينظر كل منهما إلى تنامي شعبية الإسلاميين بعد الثورات كتهديد حقيقي لأمن النظام الإقليمي ونظم الحكم المستبدة. وفي برقية أمريكية مُسربة حول فترة ثورة يناير، قال ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إن لديه تحفظات على الانتخابات في منطقة الشرق الأوسط معتبرا أن "انتشار الديمقراطية في المنطقة سيقوي على المدى القريب جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس وحزب الله"، وهي تصريحات تكررت مراراً على لسان سياسيين ومحللين إسرائيليين متشددين.
وعزت صحيفة "كلكيلست" الإسرائيلية التطور الكبير الذي طرأ على العلاقات الإماراتية الإسرائيلية إلى صعود نجم ولي العهد محمد بن زايد وتوليه مقاليد الأمور بشكل فعلي في البلاد، مشيرة إلى أنه يقف وراء كلّ مظاهر التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
وفي تقرير "بروفايل" بعنوان "سلطان الظلال" أعدّه الصحفي دورون بسكين، أشارت الصحيفة إلى أن تفجر ثورات الربيع العربي يُعدّ التطور الأبرز الذي دفع بولي العهد الإماراتي إلى بناء علاقات مع إسرائيل، لافتة إلى أن بن زايد قرّر تعزيز علاقات الإمارات بإسرائيل، وتكريس التعاون الأمني معها بهدف مواجهة "الإسلام". ونقلت الصحيفة عن بن زايد قوله لعدد من قادة اليهود الأمريكيين: "الإمارات وإسرائيل تقفان في نفس الخندق".
وفي مذكراته المعنونة بـ"الأرض الموعودة"، يقول الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما :" بعد مكالمة الشيخ محمد بن زايد ، التي حذرني فيها من تأييد خلع مبارك على وقع حراك 25 يناير ، أدركت أنه لم يكن طلبا للمساعدة بقدر ما كان تحذيرا، وأنه مهما حدث لمبارك، فإن النظام القديم لم يكن لديه نية للتنازل عن السلطة دون قتال".
من جهته، يؤكد ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن كل السياسات التي تمارسها الإمارات في المنطقة تخدم كيان الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر أو غير مباشر، وقال إن الأغرب من ذلك أنه لا توجد أي معطيات تفيد بأن أيا من هذه السياسات يحمل حسابات من شأنها تحقيق مكاسب للإمارات أو يخدم مصالحها حيث لا تجيد الإمارات شيئاً سوى زرع بذور الفتنة هنا وهناك في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وخلاصة سياسات الإمارات هي خنق إرادة شعوب المنطقة، وزعزعة استقرار دولها، وتزكية الصراعات وانعدام الاستقرار في العالم الإسلامي عبر إضرام نيران الفتن فيه.
خدمة الإمارات

وتساءل "أقطاي" وهو أيضا كاتب ومحلل سياسي: "كيف لهذه السياسات أن تخدم الإمارات، وأيّ منطق أو هدف أو منحى يمكن أن يفسر ذلك؟ ليجيب أنه لا يعتقد أن تصريحا يكفي للجواب عن هذا السؤال، أو أن نظرية من نظريات العلاقات الدولية تجيب عنه، لكن في الحقيقية يمكننا فهم الجواب وأجوبة جميع الأسئلة المتعلقة بذلك، حينما نتأمل كيف تحولت الإمارات على يد محمد بن زايد وإلى ماذا تحولت".
ولا يوجد تفسير غير هذا يوضّح مدى ذعر ابن زايد من الديمقراطية. أما الشيء الذي يحاربه ويحاول شيطنته على أنه إخوان أو إسلام سياسي ما هو إلا الديمقراطية الصافية ليس إلا، والحديث للكاتب، إن عقليته وسلوكه السياسيّين في الواقع هما الأكثر أصولية وراديكالية، وأكثر خطورة من أكثر المفاهيم الدينية تعصبًا، وأشدها تطرفًا، وأكثر فاشية واستبدادًا. إن الجرائم التي ارتكبها في اليمن، والتنظيمات الإرهابية التي يدعمها في الصومال وسوريا وليبيا لخدمة الانقلابيين والمجرمين تجعل من المستحيل عليه أن يحكم على أحد أو أي هيكل ما بصفة الإرهاب.

واختتم الكاتب بالقول:”ابحثوا من يقف وراء كل أنواع الحركات الإرهابية في العالم الإسلامي، ستجدون محمد بن زايد يقف خلفها، محاولًا تبييض كل تلك الجرائم من خلال خدمته لإسرائيل والصهيونية. لكن إلى أي متى سيظل كذلك؟ في النهاية لا بد أن يُوقف ويُحاسب عن كل ما هو مسؤول عنه من جرائم وإرهاب وانقلابات وفتن في عموم العالم الإسلامي.
علاقات سرية
ويقول المعارض الإماراتي جاسم الشامسي، إن ما يظنه البعض أن الإمارات كانت متسرعة في التطبيع مع الصهاينة، وأن الإعلام كان غير متوقع أن يحدث خلال مدة وجيزة "غير منطقي". وأكد أن العلاقات بين الإمارات و"إسرائيل" موجودة منذ سنوات طويلة، ولم تكن وليدة اللحظة، موضحاً: "هناك علاقات سرية برئاسة بن زايد منذ وقت مبكر، وقد كشفت ويكليكس عام 2007 أن بن زايد يتعامل مع الصهاينة ويعتقد أنهم ليسوا أعداءً له وللإمارات".
وأضاف: "رأينا سابقاً صولات وجولات من التواصل والتعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية والرياضية وغيرها خلال السنوات الماضية، إضافة إلى تحالف بن زايد مع (إسرائيل) من أجل النيل من بعض الدول وبعض الأطراف مثل المقاومة في غزة ومصر".