بعد عقد على الثورة الليبية.. هل تنجح السلطة الجديدة في توحيد الجيش و”المصالحة”؟

- ‎فيعربي ودولي

تحيي ليبيا الذكرى العاشرة لثورة 17 من فبراير وهي تخوض مرحلة انتقالية جديدة تكافح معها آثار الحرب الأهلية والتدخلات الأجنبية لكن آمال الشعب لا تزال معقودة على الوصول إلى حلم الثورة بالعبور إلى الدولة المدنية الحديثة. وفي خطاب وجهه لليبيين بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة فبراير، قال رئيس المجلس الرئاسي المنتهية ولايته، فايز السراج إنه من المفترض أن تكون جميع الأطراف قد استوعبت الدرس، وأدركت العواقب الوخيمة لاستمرار حالة الانقسام، معبرا عن أمله في أن تجرى الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر المقبل "2021"م.
في المقابل، حدد رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد يونس المنفي 3 مهام للسلطة التنفيذية والتي تتركز في توحيد الجيش والمؤسسات المدنية وتعزيز المصالحة الوطنية تمهيدا لإجراء الانتخابات العامة في عموم البلاد. وقال خالد الترجمان، رئيس مجموعة العمل الوطني الليبي، إن الشعب الليبي قضى عقدا من الزمن في انتظار الدولة الحلم التي كان يحلم بها منذ عام 1973، دولة ديمقراطية دستورية مدنية يذهب فيها الجميع إلى صناديق الاقتراع، ويتناوب فيها الجميع على السلطة من خلال برامجهم وما يمكن أن يقدموه لهذا الوطن.
وأضاف الترجمان، في مداخلة هاتفية لبرنامج "قصة اليوم" على قناة "مكملين"، أنه عندما خرج الليبيون في 15 فبراير 2011 للمطالبة بهذه الحقوق الجوهرية والأساسية ورحيل النظام القمعي وبناء دولة مدنية ديمقراطية وحتى الآن لم يتحقق الحلم.
وأوضح الترجمان أن السلطة التنفيذية الجديدة إن استطاعت الوصول إلى انتخابات في 24 ديسمبر 2021، تكون قد أنجزت مهمتها على أكمل وجه، مضيفا أن هذا الأمر محفوف بالمخاطر كما حدث بعد انتصار ثورة فبراير عندما تم تصفية رموز الثورة مثل عبدالفتاح يونس وعبدالسلام ومفتاح بوزينة.
وأشار الترجمان إلى أنه لو نجحت السلطة التنفيذية في العبور بليبيا إلى الانتخابات العامة والعمل على تطبيق ما ورد في اتفاق (5+5) برحيل كل المليشيات الأجنبية عن أرض ليبيا، وتفكيك المليشيات، وجمع السلاح والذهاب إلى انتخابات نيابية ورئاسية في الموعد المحدد، تكون قد عبرت بليبيا إلى بر الأمان.
وأعرب الترجمان عن تخوفه من أن يكون الدعم الدولي المعلن للسلطة الجديدة هو نفس الدعم الذي تم لاتفاق الصخيرات الذي أفرز حكومة السراج وحدث ما حدث، وأن تكون السلطة الجديدة إعادة تدوير لحكومة السراج، معربا عن أمله أن تنجح السلطة الجديدة في الوصول بليبيا إلى محطة الانتخابات.
بدوره قال جمال الزبية، مدير إدارة الإعلام الخارجي بحكومة الإنقاذ سابقا، إن الثورة الليبية مرت بآلام كثيرة نتيجة التآمر على الثورة من أقرب الأشقاء، مضيفا أن الدماء التي دفعتها بعض مدن الثورة ألزمت الشباب بالاستمرار في الثورة والدفاع عنها رغم كل المكائد والخيانات ولا زالت الثورة متقدة حتى الآن.
وأضاف الزبية أن مصير ليبيا لم يترك لأهلها، وكان هناك تدخلات من القوى الإقليمية، فقد افتتحت المخابرات المصرية مقرا لها في بنغازي منذ نهاية 2011 وبدأت التآمر مع الإمارات ووقعت سلسلة اغتيالات، كما تم جلب بعض المرتزقة من الخارج مثل تنظيم داعش وتم رفع بعض الشعارات، ونجح الشباب في التصدي لهذه المؤامرات وتحطيم كل الأجندات.
وأوضح الزبية أن السلطة الجديدة لا ترضي طموحات الليبيين، لكن بعد كل المؤامرات التي تعرض لها الشعب الليبي بات يرضى بأقل القليل للخروج من هذه الأزمة السياسية، مضيفا أنه في كل الأحوال في المجموعة التي تم اختيارها للسلطة الجديدة في كل الأحوال أفضل من المجموعة المدعومة من محور الشر وفرنسا ممثلة في عقيلة صالح وغيره، لأنه هو الذي يقود الثورة المضادة في ليبيا وحرض على الهجوم على طرابلس. وأشار الزبية إلى أن مأساة ليبيا أنها تدار من الخارج وباستخدام العصابات مثل خليفة حفتر وهو عميل أمريكي تم تجنيده منذ 25 عاما عقب شرائه من المليشيات التشادية التي أسرته في الحرب مع القذافي وتم رعايته وتدريبه ثم تم جلبه إلى ليبيا للقضاء على الثورة الليبية.
https://www.youtube.com/watch?v=wFhCsZzf3vc
 (https://www.youtube.com/watch?v=wFhCsZzf3vc)