ياسين عز الدين يكتب: أين هو الانتصار العظيم؟

- ‎فيمقالات

نتكلم عن نوعين من الإنجازات: إنجازات حالية وإنجازات بعيدة المدى، ورغم أهمية الأولى إلا أن الثانية أكثر أهمية.

الإنجازات الحالية تتعلق بمطلبي المقاومة: الأقصى والشيخ جراح، ورغم إنكار نتنياهو إلا أن الوسيط المصري سيعمل على صياغة تفاهمات محددة حولهما، والتفاصيل ما زالت غير واضحة.

إلا أنه بشكل عام يمكن قول الآتي:

1- قياسًا بالخان الأحمر يمكن القول بأن تهجير سكان الشيخ جراح أصبح وراء ظهورنا، فموقفنا في الخان الأحمر لم يكن بالقوة الحالية ورغم وجود قرار محكمة عليا بتدمير القرية ورغم الوعود الانتخابية لنتنياهو وحلفائه بتدميرها إلا أنهم لم يجرؤوا حتى اليوم على ذلك.

2- من رأى كيف دخل الفلسطينيون فجر اليوم إلى المسجد الأقصى واحتفالهم بكتائب القسام ورفع أعلام فلسطين أمام رجال الشرطة دون أن يجرؤوا على فعل شيء، يدرك جيدًا من المنتصر.

ولنتذكر أن الأقصى ما زال خاليًا من المستوطنين منذ 28 رمضان وهذا بحد ذاته إنجاز غير مسبوق.

لا نعلم التفاصيل التي قد يتوصلون لها بخصوص الأقصى لكن الصهاينة سيحاولون الالتفاف والمراوغة، والخوف من موقف الحكومة الأردنية الوصية على الأقصى فقد تقدم تنازلات غير مقبولة، لذا فاليقظة مطلوبة حتى نحافظ على الإنجاز.

وهنالك إنجازات أخرى سنحتاج لوقت لمعرفة أثرها، أولها الهزيمة النفسية التي يعيشها الصهاينة وعدم يقينهم بمستقبل دولتهم المزعومة، والأضرار التي لحقت بسلطة التنسيق الأمني وقدرتها على قمع الشعب الفلسطيني، والأضرار التي لحقت بحلفاء الاحتلال من الأنظمة العربية، وتغير العلاقة بين فلسطينيي الداخل ودولة الاحتلال.

بعض هذه الأضرار غير قابلة للإصلاح وبعضها الآخر يمكنهم استدراكها وإصلاحها، ودورنا هو أن نضمن عدم إصلاحها من خلال استنزاف العدو بمواجهات وجبهات جديدة,

أما الإنجازات بعيدة المدى فأهمها هو قتالنا كشعب فلسطيني واحد، وعدم السماح للاحتلال بالاستفراد بنا مجزئين، ولأنها أول مرة نفعلها فهنالك بعض أوجه القصور يمكننا معالجتها في المرات القادمة.

باستثناء الجانب النفسي والمعنوي فلن نلمس هذا الإنجاز حاليًا لأن ما قامت به المقاومة هو أنها فتحت لنا ثغرةً في جدران السجن الذي يحيط بنا، ودفعت ثمن ذلك دماءً وخسائر مادية كثيرة من أجل فتحها.

ما لم نخرج من سجننا عبر هذه الثغرة ونبدأ بانتزاع حقوقنا الواحد تلو الآخر فلن نشعر بهذا الإنجاز ولن نستفيد منه شيئًا، المقاومة قدمت لنا فرصة وعلينا استغلالها.

الملخص:

ما حصل هو انتصار تاريخي، حقق إنجازات بالنسبة للأقصى والشيخ جراح لكننا بحاجة ليقظة حتى لا نضيعها، وحقق أضرارًا في الأنظمة التي تحمي الاحتلال وعلينا أن نضمن عدم ترميم هذه الأضرار، وأتاح لنا فرصة لنقاتل صفًا واحدًا من أجل انتزاع حقوقنا ويجب علينا اغتنام الفرصة.

………………………………

 * نقلا عن: المركز الفلسطيني للإعلام