عودة “طالبان” وردود الفعل الغربية.. مراقبون: إخفاق بمهمة استنزاف بلد مسلم

- ‎فيعربي ودولي

سخر مراقبون من تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي جاء بعد 20 عاما من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان إنه "ما من قوة عسكرية يمكنها تغيير مجرى الأحداث في أفغانستان المعروفة بأنها مقبرة الغزاة والإمبراطوريات".
وقال رئيس الوزراء العراقي السابق د.طارق الهاشمي عبر حسابه على تويتر ساخرا من التصريح الأمريكي عبر @alhashimi_Tariq- إنه "على مدى عشرين سنة أُنفق 2 تريليون دولار وقتل أكثر من 2500 جندي أمريكي مع ذلك عجزت الولايات المتحدة عن بناء جيش مهني في أفغانستان، ربما التفسير في تصريح الرئيس #JoeBiden  " ليس من مهمتنا بناء الأوطان أو نشر الديمقراطية " لكن ماذا كانت  المهمة"؟
ورآه الإعلامي عبدالفتاح فايد "إعلان هزيمة وأنه حُق لطالبان أن ترفع علامة النصر".

تصريحات موازية
ونقل الناشط والباحث حسن قطامش عدة تصريحات غربية ليخلص منها إلى أن "الغرب ليس على كل شيء قدير"، ومنها تكملة تصريحات بايدن التي قال فيها "لقد انهار الوضع أسرع مما كنا نتوقعه" الاستخبارات قدرت سقوط كابول في يد طالبان بين 6 إلى12 شهرا قبل أسبوع قالت ستسقط خلال 90 يوما  هذا ما دفع لوفيجارو الفرنسية لأن تقول "الإفلاس الهائل للمخابرات الأمريكية".
وأشار إلى ما قالته صحيفة Financial Times الثلاثاء إن "فشل المخابرات الأمريكية بعد سيطرة طالبان، وبايدن يتعرض لانتقادات شديدة لأن تقييمه للوضع يثبت أنه خاطئ بشكل محزن".
وعلق وزير الخارجية الألماني هايكو ماس "لا شيء لنقوله، نحن جميعا، الحكومة وأجهزة المخابرات والمجتمع الدولي، أسأنا تقدير الوضع".
وعبر @HasanQatamish   نقل قطامش عن رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تتزعمه أنجيلا ميركل أن "انسحاب القوات الغربية من أفغانستان هو أكبر إخفاق لحلف الأطلسي منذ تأسيسه".
وأضاف سمير العركي قولا عن ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "لقد انتصرت طالبان في الحرب، لذا سيتعين علينا التحدث معهم".

الاستقلال القادم
من جانبه هنأ إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حركة طالبان بزوال الاحتلال الأمريكي عن أفغانستان، وقال هنية: "إن زوال الاحتلال عن التراب الأفغاني هو مقدمة لزوال كل قوى الظلم وفي مقدمتها الاحتلال عن أرض فلسطين".
وأوضح الباحث السياسي خليل العناني جانبا في هذا الإطار فقال عبر فيسبوك إنه "إذا أردت، أن تعتبر طالبان حركة تحرر وطني من الاحتلال الأجنبي، وفي نفس الوقت تنتقد وترفض وتعترض على فكرها ومنهجها وممارساتها بل وتعتبرها جماعة ما قبل حداثية ومتخلفة ومتطرفة بل وإرهابية أيضا، وفي نفس الوقت أيضا تنتقد وتعترض على حماقة وتدليس وتضليل الليبرالي العربي البائس، الذي يهبد ويخلط عمدا بين كافة الجماعات والتنظيمات والحركات الإسلامية لإثبات تفوقه الأخلاقي وطهوريته الفكرية وصوابيته السياسية. المواقف والتقييمات ليست بسيطة على طريقة الأبيض والأسود وإنما مُركبة ومعقدة ولكن بشرط ألا يغيب عنها مسطرة العدل في التقييم حتى مع ألدّ الخصوم".

الكبيسي وطالبان
الدكتور محمد عايش الكبيسي أحد رموز علماء العراق والذي يعيش بالأردن وضع بضعة نقاط للتعريف بطالبان التي عادت لاستلام الحكم في أفغانستان.
واشار إلى أن "طالبان هم طلاب العلوم الشرعية، وأن مذهبهم في العقيدة، هم (ماتوريدية)، وإمامهم أبو منصور الماتوريدي، أحد أعلام أهل السنّة، ومذهبه قريب جدا من مذهب أبي الحسن الأشعري، على خلاف ما يتوهمه بعض الناس عنهم، وأنهم في نظر داعش والقاعدة مبتدعة، لأنهم على خلاف المذهب السلفي المعروف اليوم.
واستدرك أن مذهبهم في الفقه حنفية نسبة إلى الإمام الأعظم أبي حنيفة، وأنهم ليس لهم صلة بأي حزب إسلامي سياسي ولا أي جماعة تكفيرية".
وأشار إلى أن "اتهام أمريكا لهم كان لرفضهم تسليم أسامة بن لادن للأمريكان، والحقيقة أنهم رفضوا ذلك من منطلق فقهي بحت حيث إنهم لم يجدوا فتوى بجواز تسليم مسلم لكافر. وقد ضحوا بملكهم لهذا الموقف".
ورأى أن "تجربتهم في الحكم لم تكن كما يشاع أنها تشبه حكم داعش، بل كانت تجربة تطبيق فقه حنفي تقليدي تنقصهم فيه الخبرة وإدراك تحديات العصر وأولوياته، وقد علمت أنهم عقدوا لكوادرهم القيادية دورات تطويرية في مختلف العلوم والفنون، لكن في تقديري لم تصل إلى درجة الوعي الكافي، لكنهم حريصون على التعلم بشكل جيد".
وأعتبر أنهم "أفضل من يمكن أن يحقق نوعا من التوازن مع التغول الإيراني، وهذه نقطة جديرة بالاهتمام والدراسة في هذا الظرف، مشيرا إلى أن ثقافتهم ثقافة شرقية فلا نتوقع منهم حالة استثنائية في عدم الإقصاء أو تحقيق المشاركة وتداول السلطة، لكن بشكل عام أعتقد أنهم يسعون لتحقيق قدر مقبول من العدل، والحفاظ على مصالح الناس الأساسية".
وعن نقاط بصالحهم قال إنهم "متماسكون ومتوحدون رغم كل الظروف التي مروا بها، ولم يُظهروا لحد الآن أي رغبة في الانتقام من الجماعات التي قاتلتهم في السابق".
وقال الكبيسي "محنة داعش قد ولّدت ردود فعل جعلت بعض الشباب لا يريد أن يسمع كلمة جهاد أو تطبيق الشريعة أو مقاومة المحتل، وربما كان هذا هو الهدف من تكوين داعش وإخراجها للوجود".