انقلاب السودان.. “البرهان” و”حمدوك” يقتربان من اتفاق لتقاسم السلطة

- ‎فيعربي ودولي

كشف موقع "الجزيرة.نت" عن اقتراب الجيش والسياسيين السودانيين من التوصل إلى اتفاق جديد لتقاسم السلطة، في الوقت الذي تُكثف فيه الجهود الدولية لعكس اتجاه الانقلاب، حسب ما ذكره أشخاص مطلعون على المحادثات.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن "المفاوضات بين زعيم الانقلاب عبد الفتاح البرهان والجماعات المتمردة السابقة ورئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك استمرت يوم الثلاثاء في العاصمة الخرطوم، وعلى الرغم من إحراز تقدم، يقال إن الخلافات الرئيسية لا تزال قائمة وأن النتيجة غير مضمونة".

 

تصاعد إدانة الانقلاب

وقد أدت الإطاحة بالحكومة التي يقودها مدنيون في 25 أكتوبر إلى خروج العملية السياسية عن مسارها، والتي كانت نقطة مضيئة نادرة في منطقة القرن الإفريقي التي أفسدتها الديكتاتورية والصراع.

وقال عماد عدوي رئيس أركان الجيش السوداني السابق، من القاهرة بعد إطلاعه على محادثات كبار ضباط الجيش "أعتقد أنهم سيتوصلون إلى نتيجة قريبا جدا، فهناك العديد من الجهات المُيسّرة، بما في ذلك الجهات الفاعلة السودانية وجنوب السودان والدول الإفريقية والأمم المتحدة".

وكانت الإدانة العالمية للانقلاب سريعة مع قيام الولايات المتحدة والبنك الدولي بخفض المساعدات للضغط على الجيش لإطلاق سراح "حمدوك" وزملائه المعتقلين.

وكانت الولايات المتحدة حريصة على تعزيز علاقات جديدة مع السودان في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر البشير، في عام 2019 في احتجاجات جماهيرية، فألغت إدراجها على مدى 27 عاما كدولة راعية للإرهاب.

وقال دبلوماسيون إن "البرهان يرى أن تدخل حمدوك، الذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية والسيطرة على تفاعلاته، في إدارة جديدة أمر أساسي لكسب المصداقية، فقد كانت شخصيات مدنية وعسكرية تحكم السودان في ترتيب غير مريح منذ عام 2019".

وقال حمدوك قبل أيام إن "إعادة حكومته قد تمهد الطريق أمام حل في البلاد ، حسبما أعلنت وزارة الإعلام السودانية".

وقالت وزارة الإعلام في صفحتها على موقع فيسبوك إن "رئيس الوزراء المخلوع أصر على شرعية حكومته ومؤسساته الانتقالية".

 

قوى أكبر

وقال مصدر، طلب عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول للتحدث إلى وسائل الإعلام إن "أحد المقترحات قيد المناقشة من شأنه أن يمنح حمدوك سلطات أكبر، ولكن مع تشكيل حكومة جديدة أكثر قبولا للجيش".

وأضاف المصدر أن الجيش، و الذي يسيطر على جزء كبير من تاريخ السودان منذ الاستقلال في عام 1956، سيكون مسؤولا عن مجالس الأمن و الدفاع القوية التابعة للحكومة بموجب الاتفاق.

ووفقا للمصدر، فإن مسألة تشكيل مجلس سيادي جديد، هو أعلى هيئة تنفيذية برئاسة البرهان إلى أن أعلن عن حله، لا تزال قيد البحث، مضيفا أن الجيش والسياسيين على خلاف بشأن مكون التعيينات في مجلس الوزراء، ووصفوا الاتفاق بأنه لا يزال بعيد المنال.

وقال الممثل الخاص للأمم المتحدة: "ستكون معالم مجموعة التدابير واضحة في الأيام المقبلة".

وقال جيفري فيلتمان، المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي، يوم الثلاثاء إن "الجيش يعرف الدعم الذي يقدم للتنمية الاقتصادية في السودان وتخفيف عبء الديون، فضلا عن تمويل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهو أمر يعتمد على استعادة المسار الديمقراطي".

وقال فيلتمان إنه "فوجئ بالانقلاب الذي حدث بعد ساعات من مغادرته السودان، حيث حاول إصلاح العلاقات العسكرية المدنية".

وعند سؤاله عما إذا كان الجيش قد خدعه، قال فيلتمان "لا أريد أن أقول إنهم كذبوا، وما أود قوله هو أنهم كانوا يتحدثون إلينا بسوء نية".

 

https://www.aljazeera.com/news/2021/11/3/sudan-closer-to-power-sharing-deal-to-reverse-military-coup