المُسيّر الجنائي “أبو العنين” و”أبو ماندو”.. عصا الانقلاب في القتل والتحرش والإتاوة والتعذيب

- ‎فيحريات

"فرج" فيلم الكرنك، لم يعد مجرد عسكري  لمهام قذرة، بل بات مجرما ومسجل خطر مثل المسير الجنائي أبو العينين، في سجن برج العرب الذي تسبب بمقتل معتقل سياسي هو وزميله ماندو الذي شارك باغتصاب سجين آخر قبل أكثر من عام بسجن المنيا شديد الحراسة وهو نفسه الذي يشارك في حملة إتاوة بسجن المنيا لا تخلو من المشاركة في التعذيب والتجريد للزنازين، وهم عشرات بالسجون وبلاء واقع على أغلب المعتقلين.
فقبل أيام، أعلنت المنظمات الحقوقية عن استشهاد السجين الجنائي محمد صبحي فهمي محمد شرابي  وشهرته "البراد" 38 عاما، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة داخل زنزانة التأديب بسجن برج العرب الاحتياطي، نتيجة التعدي عليه وتعذيبه حتى الموت، ليتم نقله بعدها جثة هامدة إلى مشرحة كوم الدكة بالإسكندرية، دون إعلام أسرته بوفاته إلا بعد 4 أيام من الوفاة في 31 مايو 2022  بالمخالفة للائحة تنظيم السجون ومواد الدستور و القانون .
ولدى توجه الأسرة لتسلم جثمانه، من مشرحة كوم الدكة ، فوجئ أهله بوجود آثار ضرب وتعذيب وتصفية عينيه و آثار شنق ليتم إبلاغ النيابة وفتح تحقيق لمعرفة ملابسات الوفاة، وأشار بيان إلى أن مشادة كلامية حدثت بين محمد والضابط كريم أنور ومسير العنبر النزيل الجنائي أبو العينين، نتيجة حملة التفتيش على زنزانته نُقل على إثرها محمد لزنزانة التأديب، حيث اعتدوا عليه بالضرب والسب، وقاموا بتصفية عينيه وشنقه بواسطة بنطاله الذي كان يرتديه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وذلك بعد ساعات قليلة من دخوله غرفة التأديب.


داخلية بلطجية
وقبل أسبوعين، قال معتقلون سياسيون بسجن المنيا العمومي شديد الحراسة إن "إدارة السجن تواصل الانتهاكات بحق المعتقلين من خلال منع التواصل مع الأهالي وتحريض، ما يسمى بـ"المسير الجنائي" على فرض إتاوات على المعتقلين السياسيين، فضلا عن الضرب والإهانة التي يتعرضون لها، مطالبين بالتحقيق في استغاثتهم، واتخاذ اللازم قانونيا".

واتهم المعتقلون بسجن شديد الحراسة المنيا -في رسالتين مسربتين كتبتا بخط اليد- رئيس مباحث سجن شديد الحراسة؛ بمنع التواصل مع أهالينا والأطمئنان عليهم حتى من خلال الرسائل التي يعطي قانون تنظيم السجون الحق فيها طبقا لنص الماده 38 من القانون يقوم رئيس المباحث بمنع دخول أو خروج الرسائل ويقوم بتمزيقها مما يعد ذلك مخالفا لصريح القانون ".
وكشفت الرسائل المسربة أن مباحث السجن تبيع التعيين – يفترض أنه مجاني بغير مقابل- للمعتقلين، وأوضحت أن المسير الجنائي (الأمير) التابع للإدارة، يفرض إتاوة يومية علي المساجين كما أن رئيس المباحث يعطي له صلاحيات واسعة لايسمح بها القانون مثل نقل مسجون من عنبر إلى عنبر أخر أو التعدي بالضرب والإهانة على المسجون وفي مخالفة صارخة للقانون يعطي رئيس المباحث مفاتيح العنابر للمساجيين الجانئيين والتحكم في إدارة السجن كله".

ضحية أخرى
وفي الوقت الذي يصدر فيه العفو عن 3273 سجينا جنائيا غالبية جرائمهم مخدرات وقتل، والإبقاء على 60 ألف معتقل سياسي غالبية جرائمهم حب الوطن، بحسب المراقبين.
فإن المراقبين يعزون ذلك لدور السجناء الجنائيين في تلبية أوامر مباحث السجن في أن يكونوا عصا بيدهم تجاه المعتقلين السياسيين أو الجنائيين الذين لا دية لهم.
يقول المنادي "لأنهم الثروة القومية للنظام ، الإفراج عن ٤ آلاف سجين جنائي بمناسبة أعياد تحرير سيناء".
وأحصى الإعلامي هيثم أبو خليل مدير مؤسسة ضحايا لحقوق الإنسان في أكتوبر الماضي الإفراج عن آلاف السجناء السياسيين وقال "أفرجوا عن 32 ألف سجين جنائي في 10 أشهر منهم أكثر من 20 ألفا كعفو رئاسي".
وتساءل "طيب أين المعتقلون السياسيون من كل هؤلاء؟ هل المعتقل السياسي أخطر على الوطن من السجين الجنائي؟ أم إنه خطر على العصابة التي تحكم الوطن؟
ونقل ناشطون عن سجين جنائي قوله لمعتقل إسلامي "الضباط يكرهونكم لأنكم أفضل منهم ، ويحبوننا لأننا أقل منهم".
في أبريل 2021، توفي السجين عبدالوهاب عبدالوهاب عبدالمنعم راشد، 20 عاما، من قرية أبستو- نبروه – دقهلية ، في 24 إبريل ، في عنبر 2 في سجن جمصة شديد الحراسة، نتيجة التعذيب البشع من الضابط؛ وائل الشارود، والمخبر، محمود شركس، ومُسير السجن أحمد عبد العزيز.

الاغتصاب والتحرش
وفي مايو 2021، كشفت رسالة مسربة من المعتقل السياسي عبدالرحمن الشويخ عن اعتداء جنسي وقع عليه لأنه قرأ حديثا شريفا من نضارة الزنزانة، وأن الجناة الذين شاركوا في هذه الجريمة منهم المسير الجنائي علاء ناجي ( أبوماندو) وعساكر من القوة الضاربة بسجن المنيا.
وقال الشويخ -المعتقل شقيقه ووالدته على أثر تقدمها ببلاغ للنائب العام للتحقيق في الجريمة "وفي آخر مرة حصل مشادة كلامية بسبب المماطلة وقال لي أنا هعرفك تعلي صوتك إزاي، وراح جاب المخبرين و عساكر القوة الضاربة كتفوني وغموا عينيا وقطعوا هدومي، خلعوني الهدوم بالكامل فظهرت العورة ، وكنت أصرخ وأستغيث وأقول لهم "استروا العورة، أستحلفكم بالله استروا عورة مسلم  ، فتم الاعتداء على الشرف ، وبعد ذلك فتحوا عيني عشان يذلوني ويخلوني أسجد تحت رجل المسير الجنائي، وفعلا عملوا كده بالقوة وأنا متكلبش من إيدي ورجلي”.