“حماس” تنفي ضغوط لمغادرتها إلى تركيا .. ومراقبون: الدوحة لن تطرد الحركة الفلسطينية

- ‎فيعربي ودولي

 

نفى القيادي في حركة حماس عبد الحكيم حنيني، في تصريحات صحفية ما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بأن حركة حماس تفاوضت مع دولتين على الأقل في المنطقة بشأن انتقال قادتها السياسيين إليهما، مؤكدًا أن لا نيّة لدى الحركة بنقل مكاتبها من الدوحة إلى تركيا.

 

وعما يشاع من أن حماس تسعى للخروج من الدوحة نتيجة ضغوطٍ قطرية عليها من أجل خفض سقف مطالبها في المفاوضات بخصوص العدوان على غزة. قال “حنيني” إن “هذه ادعاءات الصحافة الصفراء، والاستياء القطري الحقيقي من هجمة الحكومة الإسرائيلية عليها، ومن تصريحات بعض النواب الأمريكيين ولا يوجد توتر بين حماس وقطر”.

 

“حنيني” القيادي المقيم في تركيا، اعتبر أن زيارة رئيس المكتب السياسي وأعضاء بقيادة الحركة إلى تركيا ولقاء الزعيم إسماعيل هنية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، “جاءت في مرحلة مهمة يعرقل فيها المفاوض “الإسرائيلي” جهود التوصل إلى حل نهائي، وبناءً على ذلك وضع وفد حماس القيادة التركية، في صورة تطورات المفاوضات، ومن جانب آخر أوضاع الضفة الغربية ميدانيًا واعتداءات الاحتلال، وواقع المسجد الأقصى تزامنًا مع الأعياد اليهودية واقتحامات المستوطنين.


وقال “حنيني”: “وفد حماس أبلغ الجانب التركي رفض المفاوض الإسرائيلي أن تكون تركيا ومعها روسيا من بين الدول الضامنة لأي اتفاق”.

 

وأشار إلى أن حماس في كل ورقة أرسلتها حول مطالبها التفاوضية أكدت خلالها على أن تكون تركيا ضامن لتنفيذ أي اتفاق، وأن الرئيس التركي قدّر وثمّن موقف الحركة في أن تكون الضامن.

 

وفي مقال بعنوان “حول متغيرات موقف تركيا من حماس وغزة”، علق الطبيب والكاتب الفلسطيني المقيم بتركيا سعيد الحاج في (عربي21) أن ما يتداول عن الضغوط على حماس لمغادرة قطر هو “إشاعات تدّعي بحث حركة حماس عن مقر بديل للدوحة، بدعوى أن الأخيرة تتعرض لضغوط أمريكية غير مسبوقة لدفع حماس للقبول بوقف إطلاق النار بشروط مجحفة أقرب لإعلان الاستسلام”.

 

وأضاف “قد دفع ذلك البعض لوضع الزيارة في إطار حديث حماس مع أردوغان لتكون إسطنبول مقرا بديلا للحركة.”.

وأشار إلى أنه ثمة الكثير مما يمكن أن يقال في تفصيل هذه النقطة ونقاشها، لكن بالمقدار الذي تسمح به مساحة هذا المقال يمكن القول إن فكرة استبدال إسطنبول بالدوحة ليست منطقية ولا مرجحة، فلا قطر ستطرد حماس ولا إسطنبول بعيدة عن الأخيرة، إذ تتردد إليها بعض قياداتها بشكل علني بين الحين والآخر”.

 

وأوضح “الحاج” أن “إسرائيل” تدعي وجود مكاتب لها على الأراضي التركية كانت ضمن اشتراطاتها لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع تركيا (وهو ما لم يحصل)، كما أنه من غير المنطقي أن تذهب حماس للقاء رسمي وعلني مع أردوغان بهذه الطريقة لطلب بديل عن الدوحة.

 

وأشار إلى ترجيحه أن تكون تركيا فعّلت دورها كإسناد للموقف القطري وليس منافسته أو سحب البساط من تحته، لا سيما وأن الضغوط الأمريكية حقيقية وخصوصا من بعض أعضاء الكونغرس. كما أن أنقرة تحاول منذ بداية العدوان أن يكون لها دور في الوساطة، وهو ما رفضته حكومة نتنياهو ولا نعتقد أنه حصل تغير ملموس على هذا الصعيد مؤخرا.

 

وقالت تقارير إن تركيا تعهدت لوفد حماس بأنها ستمارس دورًا أكبر في الساحة الدولية بما تملكه من علاقات مع الأوروبيين والأمريكيين بهدف وقف العدوان على غزة، وأنها على استعداد لزيادة الدعم في الجانب الإغاثي والإنساني خلال الحرب وبعدها.

 

حنيني لفت إلى أن الزيارة الحالية ولقاء المستوى السياسي في حماس مع القيادة التركية لن يكون الأخير وهو ليس اللقاء الأول منذ بدء العدوان، لكنه أول لقاء يعلن عنه.


ويرى مراقبون أن الزيارة تحمل دلالات سياسية هامة، أبرزها أنها ستوسع الفجوة بين تركيا وإسرائيل، على خلفية تصريحات أردوغان التي وصف فيها حماس بحركة التحرر ضد الاحتلال وأنها ليست منظمة إرهابية وأن بلاده ستواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية، وذلك من شأنه أن يؤثر على العلاقات التركية – الإسرائيلية دبلوماسيًا وتجاريًا، لا سيما بعد التراشق في التصريحات حيث وصف وزير الخارجية الاسرائيلي، يسرائيل كاتس اللقاء بـ “العار” ورد عليه المتحدث باسم الخارجية التركية أونجو كتشالي قائلًا إن على “المسؤولين الإسرائيليين الشعور بالعار إزاء جرائمهم في قطاع غزة”.


وفي أعقاب الاجتماع، أصدرت الرئاسة التركية، بيانًا حول اللقاء، شددت فيه على الأهمية البالغة لوحدة الصف الفلسطيني، وأن تركيا فرضت سلسلة عقوبات على إسرائيل، من بينها قيود تجارية، وأن الاحتلال سيدفع حتمًا يومًا ما ثمن الظلم الذي يمارسه على الفلسطينيين.