بعد مضي 10 أشهر من عدوان الاحتلال على قطاع غزة، تصاعدت عمليات الاقتحام في الضفة الغربية المحتلة؛ والتي شملت حصار واشتباكات وطائرات، وقتل للمقاومين واعتقالات وتخريب بنى تحتية وهدم للبيوت.
وقدم أبطال القتال في ساحات الوغى على الرد الحازم، يعيدون تصحيح المسار والوجهة، فلا طريق أصدق من طريق القرآن والبندقية.
وشهدت مخيمات الضفة الغربية المحتلة، انقطاعًات واسع النطاق للتيار الكهربائي وسط استمرار الحصار والاشتباكات العنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومين الفلسطينيين.
التصعيد يأتي في ظل تحذيرات إقليمية ودولية من تفاقم الأوضاع في المنطقة، بعد إفساح قوات الاحتلال لأعضاء منظمة “هشومير يوش” ممارسة العنف ضد الفلسطينيين ولكنه عنف المستوطنين الذين يتلقون تمويلاً حكوميًا كما تضم المنظمة أعضاء من أحزاب يمينية متطرفة في الائتلاف الحاكم.
يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية من انزلاق المنطقة نحو دوامة عنف جديدة، مما يستدعي تحركًا عاجلاً لنزع فتيل الأزمة وإعادة مسار السلام إلى طاولة المفاوضات.
الدبلوماسي الفلسطيني علاء أبو عامر تساءل: “إذا كان السبب في العدوان على قطاع غزة وما شمله من مجازر وترحيل وتدمير هو قيادة القسام في قطاع غزة تحديدا يحيى السنوار، بحسب أصحاب مقولة “قن الدجاج والخطر الايراني” .. إذاً من المسؤول عما يحدث في الضفة والقدس المحتلة من عربدة للمستوطنين والتهويد المنظم والاعتقالات اليومية واقتلاع الاشجار وهدم البيوت والان الاجتياحات لشمال الضفة، ومخططات التهجير كما قطاع غزة؟”.
وأضاف، “ستقولون الفصائل المسلحة.. سأذكركم أن ضم الضفة هي خطة معلنة وليست سرية وادعت الامارات والبحرين والمغرب ان تطبيعها وتحالفها مع العدو الهدف منه منع هذا الضم، هل تذكرون؟”!
وأشار إلى أن “أي مراقب او متابع يعلم علم اليقين أن اساس الاستراتيجية الصهيو امريكية كانت وستبقى الضفة الغربية بما فيها القدس وباعتقادي كانت عملية غزة بكل تفاصيلها التي نراها تحصل، ستحصل اجلا ام عاجلا كما حصلت طيلة الاشهر الماضية اذ لايمكن تنفيذ مخطط تهجير الضفة دون القضاء على المقاومة في قطاع غزة”.
وأكد أن “كون وحدة الساحتين هو حقيقة واقعة خاصة من قبل فصائل المقاومة في قطاع غزة. للأسف استهزأ (الكثيرون) بالضفة بمقاومة غزة وحملوها المسؤولية كاملة، عما يحصل في قطاع غزة على يد الصهاينة وحلفائهم الانكلو سكسون بل وصلت الامور حد تبرئة الصهاينة حيث أن البعض دعا لمحاسبة قياداتها!”.
الآن الوضع منفجر ومقلق في الضفة الغربية بشهداء من كتائب القسام وسرايا القدس مقابل “سموتيريتش” الوزير الصهيوني الذي يتوعذ بعملية عسكرية كبرى في الضفة مماثلة لما يجري بقطاع غزة!
حركة الجهاد الإسلامي قالت في بيان إنّ “إسرائيل” “تشنّ عدواناً شاملاً على مدن شمال الضفة المحتلة ومخيماتها. يسعى هذا العدوان إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة المحتلة في محاولة من الكيان لفرض وقائع ميدانية جديدة تهدف إلى إخضاع الضفة المحتلة وضمّها”.
الضرب الاستباقية
الباحث أحمد حسام أشار إلى أن تمركز المسلحين في الضفة هو عبارة عن جيوب للمقاومة في شمال الضفة تمركزها (جنين | طولكرم | نابلس) مضيفا أن “الواقع الجديد الذي تحاول أن تفرضه “إسرائيل” هو أشبه ما يكون بـ (الضربة الاستباقية) من جانبين..
الأول: بعد فشل عملية التفجير الأخيرة في تل أبيب.. سادت أوساط الخوف من وصول شبح جديد يحمل شحنة متفجرة وينجح في رسم صورة ملامح (سقف الباص الطاير). والذي سيكون ورقة ضغط جديدة ع نتنياهو وحكومته.
والثاني: استباقية خوفا من وصول مسلحين وتنفيذ عملية إطلاق نار داخل المدن “الإسرائيلية” مشيرا إلى أن ما يضعف الاحتمال الثاني؛ هو أن هؤلاء المقاتلين مطاردون من احتلالين (سلطة وجيش).
وأوضح أن المقاومة ومقاتليها “عناصر ضغط قوية، لكنهم محاصرون داخل المخيمات ومنشغلون بحماية انفسها من الاعتقال والاغتيال أكثر من القدرة على الضرب خارج المدن، ونقل حالة الاشتباك من الدفاع للهجوم خارج المخيم..”.
ولفت إلى أنه “لا أحد يستطيع إنكار دور السلطة الذي أشبهه هنا بـ (طفاية الحريق) والذي نجح حقيقة في اخماد فتيل الشارع حتى أصبحت الضفة مضبوعة ومحصنة حتى من مشهد إشعال الإطارات والاشتباك جماهيريا بالحجارة مع الجيش!”.
وهذا الدور الواضح من السلطة تفتح له قناة العربية أبواب الدفاع للوزير “محمود الهباش” وزير سلطة عباس الذي أدعى أنه “لا يوجد اي تنسيق امني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل” وأن “الأسلحة تتدفق على الضفة بعلم إسرائيل” وأن “إسرائيل تستخدم نفس ذرائع الحرب في غزة لاجتياح الضفة”.
إلا أن المتابعون سجلوا لحظةاعتقال مخابرات السلطة الفلسطينية، المقاوم والمطارد للاحتلال أزهر مسروجة، بعد إطلاق النار عليه واصابته والاعتداء عليه بالضرب والصعق بالكهرباء، في البلدة القديمة بمدينة نابلس وهي حالة متكررة في الضفة التي تئن من (سلطة/جيش)!
https://twitter.com/watanserb_news/status/1828732016268882048
الباحث محمد أبو علان سخر من إعلان جيش الاحتلال من أن عملياته في جنين وطوباس ونابلس شمالا والخليل جنوبا أن “حماس تريد إشعال الضفة الغربية” وقال إن “قادة المؤسسة العسكرية “الإسرائيلية” والمستوى السياسي تبجحوا في الأسابيع الأخيرة بما سموه إنجازات عسكرية في قطاع غزة، أضعفت حماس وجعلتها تتراجع عن بعض مطالبها في صفقة تبادل الأسرى.
وأضاف أنه “في الوقت الذي يدعي الإحتلال إضعاف قوة حماس العسكرية والسلطوية في القطاع، الجيش “الإسرائيلي” يدعي إنه في الفترة الأخيرة لاحظ وجود محاولات من حركة حماس من غزة لإشعال الضفة الغربية”.
وأكد أن الحالتين تعني أن “الإحتلال يكذب” وأنه “إما ما يسميه إنجازاته العسكرية في غزة لم تمكن من إضعاف المقاومة للدرجة التي يدعيها، بالتالي لازالت توجه المقاومة في الضفة الغربية.. وإما إنه يستخدم قطاع غزة فزاعة لمحاولة تبرير جرائمه في الضفة الغربية”.
ومن جانبها أصدرت الأمم المتحدة بيانات عدة تدين الاستجابة العسكرية “الإسرائيلية” في الضفة الغربية مؤكدة أن لا يوجد في الضفة صراع من جانبين: “ليس صراعا مسلحا”
وأدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الاستجابة العسكرية المتزايدة من قوات الأمن “الإسرائيلية” في الضفة الغربية المحتلة، بشكل ينتهك القانون الدولي ويهدد بزيادة إشعال الوضع المتفجر بالفعل.
وحدد بيان الأمم المتحدة واحدة من هذه الحالات التي أكدت أن الكيان الصهيوني هو من بادر إلى القتل واستباحة دماء أهل الأرض وهي ضربات سلاح الجو الصهيوني (القوات الجوية “الإسرائيلية” نفذت، يوم 26 أغسطس، 4 غارات جوية على مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم وقتلت 3 رجال فلسطينيين وطفلين في الثالثة عشرة والخامسة عشرة من العمر.
وأشار المكتب إلى عدم حدوث اشتباكات أو مواجهات في ذلك الوقت، ولكن قوات الأمن الإسرائيلية ادعت أن الغارات الجوية استهدفت “غرفة عمليات”.
ووفقا لمعلومات جُمعت من عدة مصادر، كما قال المكتب، فإن 3 من القتلى بمن فيهم الصبيان، قُتلوا أثناء مرورهم أمام المنزل المستهدف الذي كان يقع في أحد الأزقة الضيقة والمزدحمة في المخيم.
https://news.un.org/ar/story/2024/08/1133881