شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، احتفاء واسعا بعد الاستعراض العسكري الذي نظمته كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أثناء تسليم ثلاث أسيرات إسرائيليات وسط مدينة غزة، مقابل الإفراج عن 90 أسيرا فلسطينيا من النساء والأطفال.
ويأتي ذلك في اليوم الأول لصفقة تبادل الأسرى والمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لتنهي 470 يوما من حرب الإبادة الإسرائيلية المدمرة.
وتداول رواد مواقع التواصل مشاهد عناصر من كتائب القسام انتشروا في شوارع مدينة غزة، لتأمين عملية تسليم أسرى الاحتلال لطواقم اللجنة الدولية للصيب الأحمر.
https://x.com/dr_abdullah44/status/1881002276137132281
سلّم عناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، اليوم الأحد، ثلاثة محتجزات إسرائيليات إلى طواقم الصليب الأحمر الدولي، في اليوم الأول من دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، فيما أفاد مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني بأن الأسيرات والأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم مقابل الثلاث محتجزات الإسرائيليات قد وصلوا إلى سجن عوفر المقام على أراضي مدينة بيتونيا، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية.
وأظهرت مشاهد مصورة المئات من عناصر القسام بزيهم العسكري الكامل في ساحة السرايا داخل مدينة غزة، حيث جرى تسليم الأسيرات إلى طواقم الصليب الأحمر، وسط هتافات شعبية تؤيد المقاومة. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الصليب الأحمر أبلغه بتسلّمه المحتجزات الثلاث من غزة.
وفي وقت لاحق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك في بيان مشترك استلام المحتجزات الثلاث في قطاع غزة. وبحسب البيان: “تقوم وحدة خاصة لجيش الدفاع وقوة من الشاباك بمرافقة المختطفات الثلاث العائدات في طريقهن إلى الأراضي الاسرائيلية وهناك ستخضعن لتقييم طبي أولي”.
وسيُطلق سراح 78 أسيراً فلسطينياً إلى الضفة الغربية و12 إلى القدس الشرقية المحتلة في اليوم الأول من عملية التسليم. ولفتت القناة (12) الإسرائيلية إلى أن 1500 من عناصر مصلحة السجون الإسرائيلية يشاركون في العملية. والسبت، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن مصلحة السجون ستشرع في نقل الأسرى الفلسطينيين “في قوافل آمنة” إلى مرافق السجون التي من المتوقع أن يُطلق سراحهم منها (الأحد)”، فيما قال موقع “والا” السبت: “على عكس اتفاق نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، سيجري نقلهم في حافلات مصلحة السجون، وليس حافلات الصليب الأحمر، مع نوافذ ملونة، بهدف “منع التعبير العلني عن الفرح”.
بدورها، أكدت حركة حماس أن صفقة التبادل الوطني تم انتزاعها من الاحتلال الإسرائيلي، وتعكس إصرار الشعب الفلسطيني ومقاومته على تحرير الأسرى من قيود السجون الظالمة، وتؤكد أن الأسرى ليسوا وحدهم، بل خلفهم شعب ومقاومة لن تكل أو تمل حتى تحرير آخر أسير وأسيرة.
ودعت مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وبالتنسيق مع مؤسسات مدينة بيتونيا غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، جماهير الشعب الفلسطيني وأهالي الأسرى إلى المشاركة في استقبال الأسرى والأسيرات المفترض الإفراج عنهم في الدفعة الأولى من الصفقة بجانب دوار الفواكه في مدينة بيتونيا. وبدأ جيش الاحتلال منذ عدة أيام إعلان المنطقة المحيطة بسجن عوفر غرب رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، منطقةً عسكرية مغلقة، وأعلن للفلسطينيين منع ركن مركباتهم في موقف المركبات والشاحنات المخصص لهم أمام السجن وحاجز عوفر التجاري.
وقال رئيس مكتب الشهداء والجرحى والأسرى بحركة حماس زاهر جبارين، إنّ “تحرير الأسرى من خلال هذه الصفقة المشرفة ليس فقط انتصارًا للمقاومة، بل هو انتصار للشعب الفلسطيني بأسره، ويعكس وفاءنا لشهدائنا وأسيراتنا وأسرانا الذين قدموا أعمارهم فداءً للوطن”.
وذكر أنه “في هذه اللحظات التاريخية، نقف بكل اعتزاز أمام تضحيات شعبنا الفلسطيني العظيم، الذي أثبت مرة أخرى قدرته على الصمود والتحدي في وجه أعتى قوى الطغيان، إن ما قدمه أبناء شعبنا في غزة، من صبر وثبات، يمثل صفحة جديدة من صفحات المجد الفلسطيني، حيث حملوا أمانة الوطن، وواجهوا العدوان ببسالة وشجاعة لم تعرف الخنوع أو الاستسلام”.
وتابع قائلا: “نحيي بكل إجلال وإكبار شهداء شعبنا الأبرار الذين ارتقوا وهم يدافعون عن كرامة الأمة وقضيتها العادلة، وستبقى دماؤهم الطاهرة منارة تضيء لنا طريق التحرير، كما نعبر عن عظيم اعتزازنا بجرحانا الأبطال، الذين نقشوا بآلامهم وسام التضحية على جسد الوطن، ونؤكد أن صمودهم يمثل برهانًا على إيماننا الراسخ بحقنا في الحرية والكرامة”.
وشدد على أن “غزة التي صمدت في وجه الإبادة الوحشية وتحملت عبء المعركة، أظهرت للعالم قوة إرادتنا الوطنية، وقدرتنا على تحدي الظلم وكسر شوكة الاحتلال، لقد تحملتم الجراح، وفقدتم الأحبة، وواجهتم العدوان بقلوب ثابتة، وكان صمودكم السد المنيع أمام مشاريع التهجير والإبادة التي أرادها العدو، فأفشلتم مخططاته وأظهرتم عجزه”.
ولفت إلى أنه “في هذه اللحظة المفصلية، نؤكد أن قضية الأسرى ستظل في صميم أولوياتنا، وأن ما تم إنجازه اليوم هو جزء من التزامنا الوطني تجاه أبطالنا الأسرى، الذين كانوا وما زالوا طليعة النضال والمقاومة”.
ووجه التحية للشهداء “الذين ارتقوا دفاعًا عن أرضنا ومقدساتنا، وستظل أرواحهم نبراسًا يقود مسيرتنا نحو الحرية”، معبّرا عن فخره بالجرحى الذين جسدوا أسمى معاني الصمود والتضحية.
وأكد أن “قضية الأسرى هي التزام ثابت في مسيرتنا النضالية، وأن تحريرهم يمثل أولوية دائمة، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال كل أسير حريته الكاملة، وما الصفقة الحالية إلا تطبيق عملي على صدق قولنا”.
ودعا إلى “تعزيز التكافل والوحدة الوطنية، والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الاحتلال ومخططاته”، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، ودعم جهود إعادة الإعمار وتوفير كل ما يلزم لتضميد جراح غزة.