قال تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية بعنوان: “مرحبا بك في عالم ترامب، حيث يرى المُطور العقاري الدولار في ركام غزة، إن نتنياهو يواجه تهما بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة منذ عام 2019؛ بينما تمّت أدين ترامب العام الماضي بـ 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير السجلات التجارية، كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا بالقبض عليه بتهم جرائم حرب مزعومة في غزة، كما سيتضح، يبدو أن ترامب مصمم على منافسته في هذا المجال أيضا”.
وأضاف مراسل الصحيفة من واشنطن ديفيد سميث: إن “ترامب قال إن غزة كانت مكانا غير محظوظ لفترة طويلة، وكأنها حديث عن منزل مسكون”.
وأضاف: “الوجود في هذا المكان لم يكن جيدا على الإطلاق، ويجب ألا يمرّ بعملية بناء واحتلال من قبل نفس الأشخاص الذين كانوا هناك وناضلوا من أجلها وعاشوا وماتوا هناك وعاشوا حياة بائسة فيها”.
وتابع: “بينما كان نتنياهو يراقب، ربما يحاول أن يمنع نفسه من الانفجار ضاحكا، تحدث ترامب عن بناء مجالات متعدّدة في دول أخرى بقلب إنساني، حيث يمكن لـ 1.8 مليون فلسطيني العيش بدلا من ذلك”.
وقبال ترامب: “يمكن أن يتم تمويل هذا من قبل الدول المجاورة ذات الثروات الكبيرة” واعدا “بأن يكون المشروع شيئا مذهلا حقا، وعلق “سميث”، “وهذه طريقة واحدة لوصف التطهير العرقي”.
ولاية غزة!
واعتبر أن المفاجئ هو إعلان: “الولايات المتحدة ستتولّى قطاع غزة”، مقتبسا من تصريح ترامب، سنعمل معه أيضا شيئا سنمتلكه، ماذا؟ هل قال إنه سيمتلكه؟ ولم يستبعد الرئيس الذي يزعم أن “أمريكا أولا” إرسال القوات الأمريكية للسيطرة عليه”.
وعلق التقرير، “كانت هذه أحدث إشارة إلى أن ترامب قد يدخل مرحلة توسّعية جديدة وخطيرة”.
ساخرا من ترامب “إنه يوليوس قيصر الجديد: “جئت، رأيت، غزوت” ولا يحتاج إلى الخوف من “آذار” بعد أن حيّد مجلس الشيوخ بالفعل”.
وعندما وصل المؤتمر الصحفي إلى مرحلة الأسئلة والأجوبة، أصبح دوافعه الحقيقية واضحة، قال عن غزة: “سنتولّى أمر المكان وسنطوّره، سنخلق آلافا وآلافا من الوظائف، وسيكون شيئا يفخر به الشرق الأوسط بأسره”.
وعلق سميث، “بالطبع في النهاية، هو لا يزال ذلك المطوّر العقاري الجشع الذي لديه عقدة أب، والذي انطلق في مانهاتن في أواخر السبعينيات من خلال تجديد فندق كومتودور المهدّم المجاور لمحطة جراند سنترال، مرة أخرى، يرى علامات الدولار في الركام واليأس”.
إجابة تستحق السخرية
“وعن مسار أسئلة الصحفيين، لفتت الجارديان إلى سؤال لترامب من “سي أن أن” عمن سيعيش في هذه “اليوتوبيا” الترامبية الجديدة، فقال: “أتخيّل أن الناس من جميع أنحاء العالم سيعيشون هناك، الناس من كل أنحاء العالم، أعتقد أنك ستجعلها مكانا دوليا لا يُصدّق، أعتقد أن الإمكانات في قطاع غزة لا تُصدّق وأعتقد أن العالم بأسره، ممثلين من جميع أنحاء العالم سيكونون هناك”.
وعلق مجددا ديفيد سميث، انسْ “ويست وورلد، مرحبا بك في “ترامب وورلد”: منتزه خيالي مليء ببرج ترامب، وميادين الغولف الخاصة بترامب، وأندرويدات ماجا.
وأضاف ترامب: “لا أريد أن أكون ظريفا، لا أريد أن أكون حكيما، لكنه ريفييرا الشرق الأوسط” ثم يعلق كاتب المقال: “آه يا سيّد العلامات التجارية، من سيُخبر الفلسطينيين أن شركات ترامب العقارية والكازينوهات قد تقدّمت بطلب إفلاس عدّة مرات، وأن جامعته واجهت عدة دعاوى قضائية بتهم الاحتيال، وأن مؤسسته شابتها فضيحة، وأن شركته أُمرت بدفع أكثر من 350 مليون دولار في محاكمة احتيال مدني في نيويورك؟”.
“رجل واحد يبدو أنه لا يهتم هو نتنياهو، الذي أشاد بترامب باعتباره “أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض” وقال إن خطته بشأن غزة التي يعارضها الفلسطينيون والدول المجاورة بشدة (تستحق الانتباه) و(قد تغير التاريخ)”.
مرّ أسبوعان فقط، ويبدو أن ترامب عازم على جعل هذا الفيلم “الإمبراطورية تضرب من جديد أو العرّاب الجزء الثاني أو المدمّر 2 و يوم القيامة فترات الرئاسة: تكملة، والذي سيتفوّق على الفيلم الأول، اليوم غزة، وغدا العالم.