يواصل الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب تهديداته بطرد الفلسطينيين من قطاع غزة وفتح باب الجحيم عليهم إذا لم يغادروا القطاع داعيا دولة الاحتلال الصهيوني إلى مواصلة حرب الإبادة، خاصة بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس تعليق تسليم الأسرى الصهاينة احتجاجا على خرق الاحتلال الصهيوني بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتعمده عرقلة دخول المساعدات ومنع الخيام والكرافانات من الوصول للفلسطينيين .
ومع تهديد الإرهابي ترامب بإلغاء وقف إطلاق النار وأنه سوف يترك “الجحيم يندلع” إذا لم يتم تسليم جميع الرهائن خلال 12 ساعة ، وإشعال فتيل حرب جديدة في غزة، أكدت حركة حماس، أن الخيار العسكري حاضر وبقوة لمواجهة هذه التهديدات، محذرة من تداعيات أي مغامرة عسكرية إسرائيلية جديدة.
كان الإرهابي ترامب قد قال في تصريحات أدلى بها من المكتب البيضاوي: إن “إسرائيل يجب أن تلغي اتفاق وقف إطلاق النار تمامًا، إذا لم يتم تسليم جميع الرهائن بحلول الساعة 12 ظهر السبت المقبل”.
وأضاف قائلًا: “إذا لم يتم إعادتهم جميعًا، وليس اثنين أو ثلاثة أو أربعة، فبعد ذلك سوف يندلع الجحيم”.
وعندما سئل عن معنى “الجحيم” الذي يهدد به، رد قائلًا: “ستعرفون، وستكتشف حماس ما أعنيه.”.
يشار إلى أن هذا التهديد العلني ليس مجرد تصريح عابر، بل هو تحريض واضح لدولة الاحتلال على التصعيد العسكري في غزة، وهو ما دفع حماس للرد بسرعة، مؤكدة أن أي تصعيد سيواجه برد عسكري حاسم، وأن المقاومة لن تسمح بفرض أي واقع جديد بالقوة.
إلغاء الاتفاق
دولة الاحتلال من جانبها وبتنسيق مع الإرهابي ترامب تتجه نحو إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار، متذرعة بعدم التزام حماس بالإفراج عن الرهائن لكن خلف الكواليس، هناك مؤشرات واضحة على أن الهدف الصهيوني ليس مجرد استعادة الرهائن، وإنما تنفيذ مخطط أكبر يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بشكل دائم.
وجاء في تصريحات الإرهابي ترامب، التي تعكس تطابق الرؤى بينه وبين حكومة الإحتلال أن الفلسطينيين يرغبون في مغادرة غزة إذا أتيحت لهم الفرصة، مروجًا لفكرة أن الحل يكمن في إيجاد أرض بديلة لهم خارج القطاع، وهو ما رفضته الدول العربية بشكل قاطع.
ولا تخفي دولة الاحتلال رغبتها في إعادة رسم الخريطة السكانية للقطاع، من خلال التضييق على الفلسطينيين عبر منع المساعدات وتصعيد الهجمات العسكرية، في محاولة لدفعهم إلى مغادرة منازلهم والقبول بأي بديل يُعرض عليهم. وبهذا، تعمل دولة الاحتلال على استغلال تصريحات ترامب كغطاء سياسي لتنفيذ خطتها طويلة الأمد بخصوص غزة.
خيارات مفتوحة
في المقابل أكد محمود طه مسؤول المكتب الإعلامي لحركة حماس في لبنان، أن حماس ترفض بشكل قاطع خطة ترامب، مشيرًا إلى أن الحركة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التهديدات، وأن جميع الخيارات مفتوحة، بما في ذلك الخيار العسكري.
وشدد طه في تصريحات صحفية على أن الخطة الأمريكية لا تحظى بأي قبول من الشعب الفلسطيني ولا حتى من الدول العربية أو الأوروبية، التي عبرت عن رفضها لأي مشروع يهدف إلى فرض تهجير الفلسطينيين من أرضهم بالقوة.
وكشف أن دولة الاحتلال تحاول عرقلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار عبر منع إدخال المساعدات والخيام والمنازل الجاهزة، في محاولة لممارسة المزيد من الضغوط على المقاومة والشعب الفلسطيني لإجبارهم على القبول بالمخططات الصهيونية التي تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها.
سياسة الضغط القصوى
وقالت الباحثة في الشؤون الدولية، أميرة الشريف: إن “ترامب بارع في استخدام سياسة الضغط القصوى على الآخرين، مشددة على ضرورة أن تكون الخطوات المقابلة لتلك التصرفات المتهورة، سريعة وتقطع الطريق على ترامب في التمادي في تلك السياسات”.
وطالبت أميرة الشريف في تصريحات صحفية الدول العربية باتخاذ قرارات سريعة وقوية لمواجهة ترامب وخططه معربة عن اعتقادها بأن يكون وراء تهديد ترامب رغبته في زيادة أعداد المفرج عنهم، من الأسرى الصهاينة فى غزة لدى حماس والفصائل الفلسطينية .
وتوقعت أن يعلن ترامب تجميد اتفاق وقف إطلاق النار، إذا لم يتم التوصل لطريقة جديدة لعملية التبادل، مشيرة إلى أن حكومة نتنياهو المتطرفة سوف تتلقف تهديدات ترامب وتعمل على إعادة إشعال حرب الإبادة في قطاع غزة .
ودعت أميرة الشريف الدول العربية إلى تبني سياسات واضحة تجاه الإدارة الأمريكية، منها وقف الاستثمارات في الولايات المتحدة، وتحديدا من قبل دول الخليج، وتعليق اتفاقيات السلام مع دولة الاحتلال التي تعرف (باتفاقيات إبراهام)، ووقف التفاهمات الأمنية مع أمريكا.
رسالة للصهاينة
وقال المحلل الفلسطيني جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، إن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ولن يعيد تجربة عام 1948 من جديد، لافتا إلى أن عودة النازحين إلى شمال غزة كانت رسالة حقيقية للصهاينة، بأن الفلسطينيين لن ولم يتنازلوا عن أرضهم وعلى المجتمع الدولي أن يدرك هذا الموقف.
وأكد الحرازين في تصريحات صحفية أن أكثر من 90% بالجمعية العامة للأمم المتحدة يعترفون بالحق الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مشيرا إلى أن حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال لم تتوقف عند قطاع غزة، بل امتدت إلى الضفة الغربية، مما يؤكد أنها تعمل على محو الهوية الفلسطينية بالكامل.
وشدد على أن الأمر يتطلب على الصعيد الفلسطيني أن تستعد المقاومة لما يحاك للشعب الفلسطيني بمواجهة المؤامرات الصهيونية والأمريكية داعيا الشعب الفلسطيني في كل الأراضي الفلسطينية إلى أن يتوحد من أجل هذا الهدف .